بعد ما جرى وما يجري، وما من المتوقع أن يجري، وجدت أن من حقي، والكثيرون غيري، أن نقف أمام سيل من الأسئلة من أبناء الشعوب العربية، تقول: اما كفى ، وماذا بعد؟ وماذا ننتظر؟ وما هي مآلات ما يحدث وما سيحدث؟ فلا مذابح التاريخ ولا محارقه تعدل شيئاً أمام ما يجري. نقبل به كمسلمة من المسلمات التي تراها الأنظمة العربية، من خليجها إلى محيطها، حيث لا وجود لشعب فلسطيني على الكرة الأرضية وأكنافها، ونريد خريطة لكيان العدو. فهل يقبل بتحبير الخريطة التي عرضها في الأمم المتحدة؟ وهل يكون بينه وبين ما تبقى من الوطن العربي كما هو موجود بين دول العالم؟ وهل خريطة أمنه تتوافق مع حدود الخريطة التي عرضها؟ وهل تتسع جغرافية هذه الخريطة لآمال وطموحات وديموغرافية إمبراطوريته التلمودية؟
أعتقد أن طبيعة هذا العدو، وما بُنيت عليه، لا تتفق مع السنن الكونية التي بُني عليها هذا العالم وفطرته السليمة. وبالتالي، فالصمت لن يجرّ إلا مزيداً من المعاناة والشقاء. والتمرد على هذا الانهزام أمام بربريته ولا بد أنه آتٍ لا محالة، ولكن بأثمان تزيد يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة.
والتاريخ حافل بمثل هذه الحالة، والحتمية التاريخية في الطريق قادمة.