يُعد جبل الأشرفية أحد أبرز الأحياء القديمة والتاريخية في العاصمة الأردنية عمان. يقع هذا الحي في الجزء الشرقي من المدينة ويعتبر أكبر أحيائها مساحةً، وقد تأسس منذ بدايات القرن العشرين ليكون أحد أوائل المناطق التي سكنها أبناء عمان الأصليون، مما جعله جزءًا من ذاكرة المدينة وتاريخها العريق.
_الموقع الاستراتيجي لجبل الأشرفية
يتميز جبل الأشرفية بموقعه الاستراتيجي الذي يوفر إطلالة رائعة على عدد من الأحياء الحيوية في عمان، مما يمنحه طابعاً خاصاً ويجعله مركزًا لعدد من الأنشطة الاقتصادية والثقافية. ويعود سبب تسميته بهذا الاسم إلى علوه وارتفاعه الذي يطل بوضوح على وسط المدينة والمناطق المحيطة، ليعكس بذلك صورة بانورامية مميزة للمدينة.
_تعدد الثقافات والأديان
جبل الأشرفية ليس مجرد حي تقليدي، بل هو مثال حي للتعايش بين مختلف الثقافات والأديان. ويضم الحي مزيجًا متنوعًا من العائلات الأردنية التي تعيش معًا بسلام، حيث تجد المسلمين والمسيحيين يسكنون جنبًا إلى جنب، كما يحتوي الحي على عدد من الكنائس إلى جانب مساجده.
_أبرز معالم جبل الأشرفية
يُعتبر مسجد أبو درويش من أهم المعالم التاريخية والدينية في جبل الأشرفية. تم بناء هذا المسجد في الأربعينيات من القرن الماضي بطراز معماري دمشقي قديم، ويتميز باستخدام الحجارة البيضاء والسوداء في زخرفته الخارجية، مما يجعله واحدًا من أجمل وأقدم المساجد في عمان. بُني المسجد على يد رجل شركسي يُدعى الحاج مصطفى حسن شركس، المعروف باسم "أبو درويش".
ومن الأماكن البارزة الأخرى في الحي منطقة دوار الأشرفية وحي الأرمن، اللذان يُعدان من المناطق المعروفة في الجبل ويجذبان السكان والزوار بسبب تنوع خدماتهما وأسواقهما الشعبية التي تضفي طابعًا خاصًا للمكان.
_الخدمات والبنية التحتية
يشتهر جبل الأشرفية بتوفر العديد من الخدمات الأساسية التي تجعل منه منطقة مريحة للعيش. يحتوي الحي على عدد كبير من المدارس والمطاعم والمحلات التجارية التي تلبي احتياجات السكان. كما أن الحي يشتهر بكثرة الأدراج والحارات القديمة التي تضفي عليه طابعًا تراثيًا يميزه عن غيره من أحياء عمان.
الخاتمة
يظل جبل الأشرفية حيًا ينبض بالحياة، ويعكس بوضوح روح مدينة عمان وتاريخها الممتد. فهو ليس فقط حيًا سكنيًا، بل مكانٌ يعبر عن أصالة الماضي وتنوع الحاضر، ويشكل جزءًا من الهوية الثقافية والإنسانية للعاصمة عمان.