بكل صراحة وكما يقول المثل (ولكي لا تضيع الحانا ما بين حانا ومانا) نذكر ان الأسماء والأوصاف تتغير في نتائج الانتخابات الامريكية، وتبقى حقيقة واحدة: لا فرق جوهري بينهما. وبالتالي، ليس لنا إلا ما قاله قائد فتح الأندلس طارق بن زياد عندما أحرق السفن على الجانب الآخر من البحر قائلًا: "والله، ليس لكم إلا ما تنتزعونه من عدوكم." نعم، عدونا يتكئ على أخٍ ومربٍّ يعتبره جزءًا لا يتجزأ منه، وقاعدة استعمارية متقدمة له؛ وبذلك، فلا فرق بين زيد وعمر، فالكل سواء والأهداف واحدة.
بعد أن وضعنا النقطة وبدأنا السطر الجديد، فإن هذه الرسالة موجهة إلى الوطن العربي عامة، ولدول الطوق خاصة، لإعادة النظر وتصويب البوصلة نحو أهداف العدو المعلنة، والتي تتمثل في:
1. إعادة الاستيطان في قطاع غزة وتفريغه من سكانه بكافة الوسائل المتاحة وترحيلهم الى مصر.
2. تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية وتهجير سكانها باتجاه الأردن.
3. فرض التطبيع و"إبراهيمية الدين" التي يروج لها العدو عبر كافة وسائل الترغيب والترهيب.
4. إعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد بما يضمن الهيمنة المطلقة على دوله، وإعادة رسم الحدود وتحديد من سيحكم ويتحكم بها.
أما على الجانب الآخر من المعادلة، فيعلم الجميع من هو مهندس "صفقة القرن" والداعم لها، ومن هو الذي يرى أن الأراضي المحتلة الحالية صغيرة المساحة وتحتاج إلى التوسع؛ وهذا بالطبع لن يكون على حساب قبرص أو ما جاورها، بل سيكون على حساب الأردن ومصر.
عندما نعود إلى موازين القوة العسكرية وترساناتها المادية، ندرك أننا الجانب الأضعف؛ ولكن، إذا علمنا أن الاستهداف يشمل الأرض والشعوب وقياداتها دون استثناء، يصبح لزاماً على الجميع توحيد الصف والاستعداد بقدر ما استطعنا وبما أوتينا من قوة. فكلنا في مركب واحد، وتسونامي الإعصار قادم بلا أدنى شك، وعلى ربابنة السفن أن يعتبروا من التاريخ المغولي والصليبي. فعليهم يقع عبء الإداعداد والإستعداد في قيادة الدفاع عن الامة وتبرىة ساحاتهم أمام الله والشعوب لأن التاريخ لا يرحم.
أما الشعوب فالمثل الامريكي يقول ( The f reedom is not free) الحرية ليست حريه ولن تعطى هبة ولا مجانا، فعلى شعوبنا أن تعتصم بالله أولاً، وتشد على أيدي القيادات الراغبة في المواجهة مع العدو، متخلية عن كل أنواع المناكفات، ونبش الماضي، وادعاء امتلاك الحقيقة والابتعاد عن كل ما يفرق الصفوف من طائفية مقيتة. فنحن جميعاً مستهدفون، ولا وقت لدينا لمثل هذه الخلافات التي تفرق وتضعف. وبعد التوحد والاعداد بحسب الإستطاعة تكفل الله بالنصر.
المسؤولية كبيرة، والفرائض مقدمة على السنن، وكما يقول المثل الشعبي: "كلٌّ اذراعه من الخام يُكسيه" ونسأل الله ألا يستبدلنا بغيرنا. هدى الله قادتنا، ووحد شعوبنا، وحمى أوطاننا من كيد المستعمرين وطغيان الظالمين وكمائن المخذلين .