في عيدها الذهبي (رابطة الكتاب الأردنيين) 50 عاما من العطاء
والإنجاز
خاص – محمد محسن عبيدات
تعد رابطة الكتاب الأردنيين بوابة الأردن الثقافية للعالم
أجمع، والممثل الرسمي للكتاب والأدباء الأردنيين لدى الجهات الرسمية، وأطلق عليها سابقا
"بيت الأردنيين والعرب"، و"بيت الخبرة الثقافي" وهي عبارة عن تنظيم
نقابي وبمثابة هيئة مستقلة ومن أهم المؤسسات الأهلية الثقافية الفاعلة في الأردن ذات
الطابع العربي الديمقراطي، وتضم الأدباء الأردنيين في مختلف مجالات الأدب (الراوية،
والقصة، والشعر، والدراسات)، الذين حاز بعضهم على جوائز محلية وعالمية، وحققوا مكانة
عربية ودولية بإبداعهم.
رابطة الكتاب الأردنيين ومنذ تأسيسها في عمان بتاريخ 19 أيار
1974 وهي سفيرة الأردن لدى مختلف المؤسسات الثقافية نحو العالم وحاضنة للإبداع الأدبي
والثقافي، وتحرص كل الحرص على صناعة المنتج الأدبي النوعي وتنشيط الحركة الفكرية والأدبية
والتعريف بالأدباء والكتاب في مختلف القرى والمدن الأردنية من خلالها فروعها المنتشرة
في مختلف محافظات المملكة، وكذلك تسعى جاهدة إلى دعم الكتاب والمواهب الجديدة والدفاع
عن حقوقهم، وشق الطريق أمامهم لإبراز إبداعاتهم و مواهبهم بكل الوسائل و الإمكانيات
المتاحة.
رابطة الكتاب الأردنيين بعد مضي ما يزيد عن 50 عاما على تأسيسها،
وفي غمرة احتفالاتها بعيدها الذهبي لابد من الحديث والإشارة إلى الجهود الكبيرة والمتميزة
للقيادات السابقة التي تعاقبت على إدارة الرابطة بكل احترافية ومسؤولية، حيث عملوا
بدون كلل أو ملل على شق الطريق وتذليل التحديات والصعوبات و إرساء وترسيخ قواعد الأدب
والعلم والمعرفة، وصناعة المحتوى الأدبي الذي يعكس الصورة الإيجابية عن مدى تقدم ورقي
المجتمعات الأردنية بأبهى صورة.
رابطة الكتاب الأردنيين، 50 عاما من العطاء والإنجاز لخدمة
الكتاب والأدباء الأردنيين، تتربع على القمم في كل المحافل المحلية والعربية والعالمية،
ولها حضور مشرف وبصمات واضحة في إنجاح أي حدث أو فعالية، وهذا ليس بغريب عن مؤسسة هي
منارة أدبية وبمثابة مدرسة أو جامعة تجوب العالم وتمثل الأردن أجمل تمثيل. والرابطة
حريصة على أن تكون حاضرة بقوة مع نظيراتها في الدول العربية والإسلامية والأجنبية،
فهي عضو في اتحاد الكتاب والأدباء العرب، وعضو في اتحاد الكتاب الاسيوي وأفريقيا وأمريكا
اللاتينية، والتجمع الدولي لاتحادات الكتاب (الإتحاد الأوروآسيوي)، ووقعت العديد من
اتفاقيات التعاون الثقافي مع تجمعات وجمعيات ومؤسسات عربية وأجنبية ليكون الأردن بمؤسسته
الثقافية وبمبدعيه حاضرا ومتألقا وناقلا وسفيرا للأدب والثقافة في المحافل الدولية.
رابطة الكتاب الأردنيين، 50 عاما بدون كلل أو ملل وهي تدافع
عن القضايا الوطنية والعربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وغزة الصمود والكرامة،
ولبنان الشقيق وغيرها من الدول العربية، وترسم أجمل صورة عن التعاضد والتكافل والمحبة
بين الشعوب العربية والإسلامية، فهي دائما سابقة لنصرة الحق وتقول كلمتها بدون خوف
أو تردد مهما كانت النتائج ومهما كان الثمن.
رابطة الكتاب الأردنيين، 50 عاما من الشراكة والتعاون مع
الجامعات ومؤسسات المجتمع التطوعية الثقافية والخدماتية والقطاع الخاص، وتسعى لتقديم
برنامج ثقافي شامل ومنوع ومتوازن يسهم في تنمية
الفكر وينهض بالإنسان معرفيا وسلوكيا ، ويكرس
مفهوم العمل بمقولة "خير جليس في الزمان كتاب " وإطلاق المسابقات الأدبية
والثقافية في مجالات الشعر، والقصة، والرواية، والمقالات ، والتعريف بالرموز الأدبية
والثقافية ودورهم في خدمة المجتمع والدولة، وتكريم أصحاب الإنجازات والإبداعات الأدبية
والثقافية وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي تسهم تنشيط الحركة الأدبية والثقافية
في الأردن .
رابطة الكتاب الأردنيين، 50 عاما من التعاون مع المؤسسات
الإعلامية الوطنية، واستقطابها لتغطية الفعاليات والأنشطة الأدبية وتعميمها على نطاق
واسع، وإجراء المقابلات واللقاءات التلفزيونية والإذاعية والمكتوبة مع الأدباء أصحاب
الإنجازات الأدبية المحلية والعالمية، والتعريف بهم ليكونوا مثالا يحتذى وقصص نجاح
من باب ومن باب آخر تقديرا وعرفانا واعترافا
بجهودهم الكبيرة والمميزة في صناعة المنتج
الأدبي النوعي، ومن باب التنويه الرابطة تحتضن بين منتسبيها العديد من العاملين بوسائل
الإعلام المختلفة الذين ساهموا في نشر رؤية ورسالة وأهداف الرابطة من خلال مؤسساتهم
الإعلامية المقدرة.
رابطة الكتاب الأردنيين، 50 عاما ولا تألو أي جهد في سبيل
مواكبة التكنولوجيا الحديثة لدعم مسيرة الأدباء وتقديمهم محليا وعالميا بما يليق بهم
و منجزاتهم الأدبية، ولتكون الرابطة كتابا مفتوح وبمتناول الجميع في أي مكان وزمان،
فكانت الإنجازات تتوالى أولا بأول وصولا إلى إنشاء موقع إلكتروني مبوب بصورة شمولية
وإيجابية فيما يخص نشاطات والإنجازات وبيانات الأعضاء وتحديثها والوصول دائما إليها
بكل سهولة ويسر من قبل الأعضاء والعامة ولتكون مرجعا لطلبة المدارس والكليات والجامعات
والباحثين عن المعلومة الدقيقة من مصادرها ، وكذلك تم إنشاء تطبيق خاص على الهواتف
المحمولة لسهولة الوصول إليها، بالإضافة إلى العديد من الصفحات والمجموعات على مواقع
التواصل الاجتماعي وجميعها تصب في خدمة المصلحة العامة للرابطة ومنتسبيها.
رابطة الكتاب الأردنيين على مدى 50 عاما كانت وما زالت وسيبقى
لها تأثير كبير وإيجابي في نشر الوعي الجماهيري الأردني في مختلف القضايا والموضوعات،
وحاضنة للإبداع المتنوع من خلال نتاجات كتابها وصناعة المحتوى الاحترافي، وكذلك من
خلال الندوات التي تقام بشكل شبه يومي في شتى صنوف الفكر والأدب بمختلف فروعها في الأردن،
ولديها خريطة طريق ممنهجة للفعاليات والأنشطة والبرامج والمبادرات قصيرة ومتوسطة وطويلة
الأمد بهدف استقطاب الأدباء والمبدعين، وترسيخ مكانة الأردن حاضنة للثقافة والمثقفين.
رابطة الكتاب الأردنيين في عيدها الذهبي، تستحق بجدارة أن
يتم تسليط الضوء عليها، لأنها بلا شك تشكل جزءا هاما من تاريخ الأردن، وهي منارة علم
ومعرفة، وسجلها حافل بالإنجازات المشرفة التي يطول الحديث عنها، فمهما كتبنا لا نوفيها
حقها، ولا يسعني في مثل هذه المناسبة التاريخية سوا أن تبقى رابطة الكتاب الأردنيين
من المؤسسات الوطنية الرائدة والشامخة كشموخ الجبال، والحصن الحصين للدفاع عن المواطن
بالقلم الجريء الصادق المحب للوطن ولقيادته الهاشمية الشرعية، والصلبة، والفذة، والحكيمة.
مقال للكاتب والباحث والاعلامي محمد محسن عبيدات - عضو رابطة الكتاب الاردنيين