مرّ أكثر من عام على حرب الإبادة والتطهير العرقي التي شنتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مستهدفة كل مظاهر الحياة في غزة والضفة الغربية. حرب طاحنة أودت بحياة الآلاف، وشرّدت مئات الآلاف، وعمّقت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية. ومع تزايد جرائم الاحتلال، تتكشف خيوط مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، بتشجيع واضح من الولايات المتحدة الأمريكية.
التصعيد الإسرائيلي ومخططات التصفية
حكومة نتنياهو المتطرفة، مدعومة بعناصر اليمين الفاشي، استغلت الظروف السياسية والدولية لتسريع خطواتها في تصفية القضية الفلسطينية. جاءت "صفقة القرن"، التي طرحها دونالد ترامب، لتكمل هذا المخطط من خلال توطين اللاجئين خارج أراضيهم، وشطب حق العودة، وتكريس الاحتلال الإسرائيلي عبر مشاريع استيطانية تلتهم المزيد من الأراضي الفلسطينية.
وفي ظل هذا المشهد، أصبح حلم حلّ الدولتين بعيد المنال، بعدما تحول إلى شعار يتلاشى أمام ممارسات الاحتلال وإصراره على التوسع وفرض الأمر الواقع، مدعوماً بصمت دولي مخجل.
تساؤلات المرحلة والمطلوب فلسطينياً
أمام فشل المجتمع الدولي في وقف جرائم الاحتلال، يبرز السؤال الأهم: إلى أين تتجه فلسطين؟ وكيف يمكن للشعب الفلسطيني مواجهة هذه التحديات؟
1. تعزيز الوحدة الوطنية:
لا بد من تجسيد وحدة الصف الفلسطيني، والابتعاد عن الفرقة والخلافات السياسية التي أضعفت الموقف الوطني.
2. وضع رؤية استراتيجية:
تحتاج المرحلة إلى برنامج كفاحي موحد، يعزز الصمود الشعبي، ويواجه مخططات الاحتلال بالوعي والعمل الجماعي.
3. تفعيل الحراك الشعبي:
إطلاق حملات توعية، وتشكيل لجان طوارئ لمواجهة الخطر الداهم على القضية الوطنية، وتعزيز الثقة بقدرة الشعب الفلسطيني على التصدي لكل المؤامرات.
مواجهة الاستيطان ومخاطر التصفية
المشروع الاستيطاني الذي يفتك بالأرض الفلسطينية يحتاج إلى موقف حازم، يتطلب رص الصفوف لمواجهته واستئصاله. فالشعب الفلسطيني نجح عبر تاريخه في إسقاط مؤامرات ومخططات عدة، بفضل إصراره وتضحياته.
المرحلة الحالية تتطلب من الفلسطينيين مغادرة مربعات الإحباط والانقسام، والعمل على بناء رؤية موحدة تعيد الأمل والصمود لشعب عانى ويلات الاحتلال. فقط عبر الوحدة والمقاومة الواعية، يمكن استعادة الحقوق المشروعة وإعادة بوصلة النضال نحو الهدف الأسمى: التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.