2024-11-16 - السبت
زيارة دورة الضباط 14 إلى متحف المشير حابس المجالي في الكرك ...صور nayrouz الدفاعات الجوية الروسية تدمر 34 مسيرة أوكرانية nayrouz الرئاسة الفلسطينية: إرهاب الاحتلال ومستوطنيه لن يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة nayrouz حزب الله يستهدف قاعدة “ستيلا ماريس” الإسرائيلية nayrouz الجيش الروسي يعلن عن مقتل أكثر من 255 جندياً أوكرانياً في كورسك nayrouz الدكتور مصطفى أبودلو يحصل على الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف في القانون المدني nayrouz الشاب هشام حمد فنطول الخريشا في ذمة الله nayrouz البرلمان العربي: صمت المجتمع الدولي على المجازر ضدّ الفلسطينيين يغذّي الكراهية nayrouz الحاجة يمنى محمد الزطيمة "ام حاتم" في ذمة الله nayrouz فيلادلفيا تكرم الفائزين بمسابقة الإبداع الأدبي لطلبة مدارس المملكة لعام 2024 nayrouz الجبور يعزي بوفاة محمود علي منور أبو الغنم (أبو بشار) nayrouz رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من حملة "أبناء الأردن"...صور nayrouz "ملامح أردنية لا تخطئها العين" nayrouz الأردن يفوز بعضوية مجالس معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية nayrouz الزعبي: الأطباء سيأخذون أجورهم "كاش" وعلى المريض مراجعة شركات التأمين nayrouz لبنان: سنكون آخر دولة توقع سلاماً مع إسرائيل nayrouz المتغيرات المفقودة في معادلة المياه في الأردن. nayrouz الترخيص المتنقل في دير أبي سعيد غدا nayrouz العين محمد داودية يحاضر حول الموقف الأردني من القضية الفلسطينية في ملتقى سحم الثقافي nayrouz رونالدو يدخل التاريخ مجددًا: الأكثر تحقيقًا للفوز في المباريات الدولية nayrouz
وفيات الأردن اليوم السبت 16-11-2024 nayrouz تعزية ومواساة بوفاة الحاج صالح أحمد الكايد البقور "ابو كايد" nayrouz صالح احمد الكايد في ذمة الله nayrouz عبد المجيد عداد النعيمي في ذمة الله nayrouz رحيل الشاعر بخيت السناني إثر حادث سير مؤلم: قصيدة أخيرة وقصة مشاعر مؤثرة nayrouz الشاب صبري سليمان الزغيبات النعانعه في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 15-11-2024 nayrouz حوادث مرورية وإصابات متعددة خلال الـ 24 ساعة الماضية nayrouz القوات المسلحة الأردنية تنعى الدوجان nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 14-11-2024 nayrouz آل جبر ينعون المرحوم رائد nayrouz وفاة احمد محمود يونس " ابو محمود " nayrouz حمده خازر ملحم الخريشا في ذمة الله nayrouz الدكتور العميد فواز عواد العدوان في ذمة الله nayrouz الشيخ محمد نصار المراعية "ابو عجرم " في ذمة الله nayrouz الحاج عبد الرؤوف حمدان اليتمان الدعجة "ابو محمد" في ذمة الله nayrouz وفاة الحاجة نجاح سالم العيادة الجبور "ام سلطان" زوجة فالح مخيمر الفايز. nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 12-11-2024 nayrouz وفاة سلمان احمد الجحاوشة" ابو احمد" nayrouz شكر على تعاز من عشائر الجبور بوفاة المقدم محمد فهد الهدبا "أبو ليث" nayrouz

المتغيرات المفقودة في معادلة المياه في الأردن.

{clean_title}
نيروز الإخبارية :


د. أمجد عودة الشباطات. 

عند تناول قضية المياه في الأردن، يجب النظر إليها كمعادلة معقدة تتطلب معالجة كافة المتغيرات لتحقيق توازن مستدام، حيث يبقى الأمن الوطني الأردني هو الثابت الوحيد الذي لا يمكن المساس به. إن شح الموارد المائية يمثل أحد أخطر التحديات التي تواجه المملكة، وهو تحدٍ لا يمكن فصله عن أبعاده السياسية، الاجتماعية، والاقتصادية. مع ذلك، لا يمكن التعامل مع هذه الأزمة من منظور فني فقط؛ بل يجب إدخال الأبعاد السياسية والإنسانية في صياغة الحلول.

أحد أبرز المتغيرات التي تؤثر على معادلة المياه في الأردن هو ملف اللاجئين، الذي أصبح عبئاً كبيراً على الموارد المائية المحدودة. الأردن، بحكم موقعه الجغرافي ودوره الإنساني، استضاف خلال العقد الماضي أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري، فضلاً عن أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين وغيرهم. هذا العبء السكاني الهائل أثر بشكل مباشر على البنية التحتية، ورفع معدلات استهلاك المياه إلى مستويات تفوق قدرة المملكة على التحمل.

لكن القضية هنا لا تخص الأردن وحده؛ بل يجب أن تكون قضية إقليمية ودولية. اللاجئون السوريون، على سبيل المثال، ليسوا مشكلة مائية أو سكانية للأردن فحسب، بل هم نتاج أزمة سياسية دولية تتطلب حلاً سياسياً عاجلاً. سوريا اليوم دولة مستقلة، وهناك أجزاء كبيرة منها أصبحت مستقرة نسبياً ولا تعاني من أزمة مائية كالتي تواجهها الأردن. حان الوقت للضغط بكل الوسائل السياسية على المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية لإيجاد حلول تعيد توزيع هذا العبء السكاني بشكل عادل، وتضمن عودة اللاجئين إلى ديارهم مع توفير بيئة آمنة ومستدامة لهم في وطنهم. استمرار تحمل الأردن لهذا العبء دون تدخل دولي فاعل يشكل تهديداً مباشراً لأمنه المائي والوطني.

التعامل مع ملف اللاجئين من زاوية فنية فقط، مثل تحسين البنية التحتية أو زيادة كفاءة توزيع المياه، هو نهج قاصر لا يلامس جذور المشكلة. يجب أن تكون هناك استراتيجية سياسية واضحة تقودها الحكومة الأردنية بالتعاون مع دول الجوار والمجتمع الدولي لإعادة النظر في هذا الملف. استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى استنزاف الموارد المائية المحدودة التي يحتاجها الأردنيون أنفسهم للتنمية والبقاء.

إلى جانب ذلك، يواجه الأردن تحدياً إضافياً يتمثل في الفاقد المائي الذي يصل إلى حوالي 45%، حيث يتوزع بين فاقد فني بسبب التسريبات وفاقد إداري نتيجة السرقات والاستخدام غير القانوني. التعامل مع هذه النسبة الكبيرة يتطلب حلولاً جذرية تشمل تحديث الشبكات المائية باستخدام التقنيات الحديثة، وتعزيز الرقابة على شبكات المياه، وسن تشريعات صارمة لمعاقبة المتسببين في الهدر. تحسين كفاءة استخدام المياه من خلال تقليل هذا الفاقد يمثل أحد أسرع الحلول تأثيراً وأقلها تكلفة، لكنه يتطلب التزاماً مستمراً بالإصلاحات الفنية والإدارية.

نسب استهلاك المياه في القطاعات المختلفة تمثل تحدياً إضافياً يتطلب التدخل الفوري. القطاع الزراعي، الذي يستحوذ على أكثر من نصف الموارد المائية، يمكن تحسين كفاءته باستخدام تقنيات الري الحديثة والزراعة الذكية. القطاع الصناعي بدوره بحاجة إلى تبني أنظمة إعادة استخدام المياه كما هو معمول به في الدول المتقدمة. أما القطاع المنزلي، فيتطلب برامج توعية مستدامة لترسيخ ثقافة ترشيد المياه، فضلاً عن استخدام أنظمة ذكية لتحديد كميات الاستهلاك.

وفي إطار الحلول الكبرى، برزت مشاريع استراتيجية كمشروع ناقل البحرين الذي كان سيحل مشكلة نقص المياه في البحر الميت ويوفر موارد مائية إضافية للأردن، لكنه لم يرَ النور لأسباب سياسية واقتصادية. كذلك، مشروع الناقل الوطني لتحلية مياه البحر الأحمر ونقلها إلى العاصمة عمان يمثل خطوة واعدة، لكنه يحتاج إلى تنفيذ دقيق يضمن تحقيق أهدافه بكفاءة. مع ذلك، لا يمكن الاكتفاء بطرح هذه المشاريع أو المضي بها دون مناقشة شاملة لكافة الحلول الفنية الممكنة، والمفاضلة بينها من مختلف الأبعاد.

يجب أن تتم المفاضلة بين الحلول بناءً على مجموعة من المعايير الاستراتيجية والفنية والاجتماعية والاقتصادية. على سبيل المثال، يمكن دراسة الجدوى الاقتصادية لكل مشروع مقارنة بالفوائد المترتبة عليه وتأثيره على الأمن المائي. تحلية المياه، كحل طويل الأجل، توفر استدامة مائية لكنها تحتاج إلى استثمارات ضخمة وتستهلك كميات كبيرة من الطاقة، مما يتطلب التوسع في مصادر الطاقة المتجددة لتقليل التكاليف البيئية والمالية. بالمقابل، يمكن التفكير في زيادة استخدام المياه المعالجة في القطاع الزراعي والصناعي، وهو حل منخفض التكاليف نسبياً، لكنه يتطلب تحديث البنية التحتية للتوزيع وتقنيات المعالجة.

استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الاستهلاك والكشف المبكر عن التسريبات، يمكن أن يكون عاملاً حاسماً في تحسين إدارة المياه، لكنه يحتاج إلى استثمارات في تدريب الكوادر وبناء القدرات المحلية. كل حل تقني يجب أن يُدرس ليس فقط من زاوية الجدوى الفنية أو الاقتصادية، بل أيضاً من منظور التأثير الاجتماعي والسياسي. على سبيل المثال، إذا كانت هناك حلول تتطلب إعادة توزيع السكان أو تخصيص المياه بشكل جديد، يجب مراعاة الأثر الاجتماعي على المجتمعات المحلية والقطاعات الاقتصادية المختلفة. القرارات المتعلقة بمشاريع المياه يجب أن تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات المتعددة مثل النمو السكاني، احتياجات اللاجئين، وتأثيرات تغير المناخ على الموارد المائية.

المفاضلة بين هذه الحلول تتطلب أيضاً مشاركة مجتمعية واسعة واستشارة الخبراء من مختلف القطاعات. اتخاذ القرار يجب أن يتم في إطار رؤية وطنية شاملة توازن بين احتياجات الحاضر وضمان استدامة الموارد للأجيال القادمة. لا يمكن لأي جهة منفردة أن تحل معضلة المياه؛ بل يجب أن يكون هناك تنسيق عالٍ بين الوزارات المعنية، القطاع الخاص، والمجتمع المدني لضمان التنفيذ الفاعل لأي حل يتم اختياره.

إن النظر إلى المياه من منظور استراتيجي شامل يستوجب التعامل مع جانبي الإنتاج والاستهلاك بطرق متوازنة، مع الضغط على كل متغير لتحقيق توازن مستدام. حل معادلة المياه لن يتحقق إلا من خلال قراءة دقيقة لجميع المتغيرات والعمل عليها بشكل متكامل لضمان أمن الأردن المائي والوطني في المستقبل.
whatsApp
مدينة عمان