مكان يحمل الكثير من العراقة والتاريخ ، عاش فيه الشهيد وصفي مصطفى وهبي التل ، وهو رئيس وزراء اردني سابق . تم بناء المكان عام 1951 واختير موقع أم النعاج حيث حسن الارض وجمال الاطلالة ، المشرفة على سهل البقعة شرقا وطريق السلط وهضاب الحمر غربا . بني هذا البيت على الطريقة العربية القديمة دون استعمال الاسمنت (اي باستخدام الدبش والصخور والحجارة الممزوجة بالطين) ، اسس هذا البيت دون الاستعانة بمهندسين فقط ساعد الشهيد عمال في بنائه .
لابد بالتعريف بهذه الشخصية الاردنية بداية .. الشهيد وصفي التل ولد عام 1919 في كردستان - العراق درس الابتدائية في مدينة اربد ليلتحق بكلية العلوم الطبيعية في الجامعة الأميركية في بيروت بتخصص طبيعيات ( فيزياء وكيمياء) بالاضافة الى الفلسفة . شغل مناصب قيادية عديدة ، وهو من أسس لبناء مؤسسات الدولة كالاذاعة والتلفزيون وجريدة الرأي . وهو ابن شاعر الاردن وهبي التل الملقب ب « عرار « ، تزوج من السيدة سعدية الجابري عام 1950 ولم ينجبوا اطفالا ، توفي اثر حادث اغتيال عام 1971 في القاهرة .
يستقبلك مدخل القناطرعند دخولك هذه الدارة يدنو هذا المدخل ممرات ماء جاءت منها تسمية القناطر وهي قنوات تجمع مياه الامطار نظرا لغزارتها في هذه المنطقة ، تطبيقا لفكرة الحصاد المائي . لتصب في 7 ابار يستفاد منها في الزراعة والاستخدامات الاخرى . وعلى غرار فكرة الاهتمام في الطبيعة تم توظيف الطبيعة واستثمارها داخل المنزل وذلك من خلال ترسيخ مبدأ الاكتفاء الذاتي من خلال البيوت الزجاجية لنمو النباتات . فقد زين هذا البيت باشجار الخروب والزيتون والبلوط والبطم والصنوبر ، وزراعة الاشجار المثمرة كالتين والكرمة اضافة الى الياسمين . و غابة الشهيد التي امر شباب معسكرات الحسين انذاك في زراعتها .
داخل هذا البيت تعم السكينة والدفء وتشعر وكأن روح وصفي تحاكي المكان ، لندخل فيه اهم اركانه وهي غرفة «الخلوة» المطبخ السياسي كما اسموه ، وهو المكان الذي كان يجتمع به وصفي مع الملك الحسين -رحمه الله- وتخرج من هذه الغرفة الصغيرة الحجم القرارات السياسية المهمة والاربع حكومات التي شكلها الشهيد. وفي زاوية اخرى تجد المطبخ الذي يحوي ادوات الطعام المصنوعة من الفخار واسطوانة الغاز بتمديدات خارجية يعمل بها الان كنظام امان . وسلة اسميتها « رمان الشهيد» والتي يقارب فيها عمر الرمان 47 عاما بعد ان قطفها قبل موته واحتفظت بها زوجته سعدية كما احتفظت بباقي ممتلكات المنزل وكأنها لا تزال جديدة ، منتقلين الى مرفق اخر وهو مكتب الشهيد الذي يحوي العديد من معالم ذكراه ، بواريد وجلود الحيوانات التي اصطاد والتي تدل على شغفه بالصيد ، وتبغ الدخان واخر كبريت استخدمه ، الغليون ، ورز ليطعم به العصافير . كما لفتني في مكتبه الاذاعة المصغرة المستخدمة للبث في حالة الطوارئ . مرفق خارجي لهذا البيت هو كراج لسيارة الشهيد مهداة من الملك الحسين ، بنمرتين احداهما حكومية والاخرى مدنية .
مرافق هذا البيت مليئة بحضارة دول وثقافة مدن مختلفة كايران فقد كان سفيرها في في 1957 وحلب ومصنوعاتها اليدوية واصل زوجته والسلط المكان الذي قطن والعراق حيث ولد ، ممزوجة بحداثة دول غربية زارها، كذلك 4 مكتبات في اماكن مختلفة من البيت فيها ما يقارب ال2700 كتاب، وكان الشهيد يتقن 5 لغات وهي الالمانية والفرنسية والانجليزية والعربية والايطالية .