سارة طالب السهيل

كتاب من اهم الكتب الصادرة في الاردن والعالم العربي للدكتورة سهام الخفش بعنوانه( تمكين الأسر ودورها في التعامل مع ذوي اضطراب التوحد ) و هو العنوان الدال على قضية من اخطر قضايا الطفولة وهي قضية التوحد التي تؤرق الاسر والاطباء والباحثين في العالم كله .

 لنلقي الضوء على أبرز الموضوعات التي يعالجها هذا الكتاب الذي يستحق منا الدعم ونشر الوعي بين الاسر بأهمية اقتنائه والافادة من برامجه ودلائله العلمية في التعامل مع طفل التوحد، واحدث التقنيات المستخدمة في العالم لرعاية وتنمية مهارات طفل التوحد.

ومن خلال  النتاج الفكري الخصب  للدكتور سهام، والذي يرتبط ارتباطا وثيقا بخدمة قضايا الأسرة و الأطفال والمعاناة التي يعيشها الأبوان في رعايتهم والمكابدة في تعليم أطفال التوحد و تثقيفهم وتنشئتهم تنشئة  سليمة وضعت د. سهام  يدها على قضية من أشد قضايانا الاجتماعية صعوبة وقسوة وتبنت معاناة الاسر التي تعول اطفال التوحد بإرشادهم الى اساليب التعامل اليومي مع طفل التوحد عبر نصائح علمية مدروسة .

والتوحد كما تذكر د. سهام في مقدمة الكتاب، ليس مجرد حالة طبية، بل هو طيف واسع يشمل مجموعة متنوعة من المظاهر التي تختلف من شخص لآخر، وفهم هذا الطيف يتطلب الاقتراب من التوحد برؤية شاملة تجمع بين العلم والادب بين التجارب الشخصية والبحث الاكاديمي .

والدعم الأسري وفق هذه الرؤية يتجاوز مجرد الرعاية اليومية فهو يشمل الحب والتفهم والتقدير لمواهب وقدرات الطفل من خلال احتضان الطفل واحترام احتياجاته .

****

ومتلازمة طيف التوحد،هو حالة عصبية تطورية تؤثر بأكثر من 168مليون شخص حول العالم. وهذا الاضطراب  قد يحدث في الأشخاص بمختلف الأعراق، و الجنسيات وفي مختلف الحالات والطبقات الاجتماعية والاقتصادية.يُعتَبَر الذكور أكثر عرضه للإصابة بأربع مرات من الإناث.

تتصف الإصابة بالتوحد بصعوبة التواصل وتأخر المهارات الاجتماعية والتصرفات المتكررة المحدودة. ويعاني المصابون بالتوحد من صعوبة في فهم وجهات نظر الآخرين ومن التواصل العاطفي مع الناس .

يعاني مصابو التوحد من اضطراب في النمو العصبي يؤثر على عملية معالجةالبيانات في الدماغ، مما يؤدي الي ضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي  والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وحدوث أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة.

****

والكتاب يمثل جهدا علميا مخلصا للمؤلفة د. سهام، ويمثل اضافة حقيقة للمكتبة العربية، في هذا اللون من التخصص، لان المؤلفة لم تترك شاردة ولا واردة في تعريف ومعالجة مشكلات طفل التوحد ـ الا وقدمتها  و غطتها من كافة الجوانب خدمة للأسر والمجتمع وطفل التوحد نفسه، ودعمت المؤلفة الدكتورة سهام كتابها القيم بالعديد من الدراسات والبحوث العلمية المتخصصة في المجال، وأحدث البرامج المعمول بها في العالم لتطوير سلوك طفل التوحد وتطوير تعليمه وتثقيفه.

فقدمت نماذج مختلفة للتعليم باللعب والتعليم بالموسيقي وبرياضة ركوب الخيل، والفن الادبي عبر الابداع القصصي وغيرها.  

في هذا الكتاب تستكمل د. سهام الخفش مسيرتها العلمية والاكاديمية السابقة والتي  من أهمها :دليل ارشادي للتعامل مع الشلل الدماغي عام 2005 ، دليل ارشادي للأسر والمعلمين للتعامل مع  التوحد عام 2007 ، كتاب الخدمات المساندة في مجال التربية الخاصة .

****

وكتابنا اليوم للدكتورة سهام الخفش الاستاذ المشارك  في التربية الخاصة بجامعة الطفيلة . يمثل  اضافة مهمة للبحث العلمي والاكاديمي وللطفولة ،و يعكس التوجه الفكري للمؤلفة القائم على ان يكون البحث العلمي بالأساس موجهة لخدمة قضايا المجتمع بالتطبيق العملي علي أرض الواقع وليس البحث النظري فقط ، وعلى ذلك  فان هذا الكتاب يعد نموذج مشرف للعلم التطبيقي  لواحدة من أبرز مشكلاتنا الاجتماعية والتعليمية والانسانية معا  في عالمنا المعاصر.

****

 والدكتورة سهام أحد رموز الفكر الاكاديمي، والبحث العلمي الاردني، وهي من أهم المهتمين بالثقافة ودورها في تثقيف وتوعية المجتمع الاردني، ولعل صالونها الثقافي أهم دليل على ايمانها بدور الادب والفكر، وأهمية الحوار والنقاش والتفاعل الثقافي بين أرباب العقول والابداع لتنشيط الحركة الفكرية .

فصالونها الثقافي يستقطب قادة الفكر من الكتاب و الأدباء والمفكرين و السياسيين والأعيان،و الشعراء و الفنانين، ويحتفي بكافة اشكال الابداع والقضايا الاجتماعية و الثقافية ، كما نجده شمسا متوهجة عند الاحتفال بالأعياد الوطنية  مثل الاستقلال وعيد الجلوس،وغيرها . كما ان لا يمكن لاي شخص إلا ان يلاحظ وطنيتها و قوميتها و التزامها بالقضايا العربية سيما قضية فلسطين و غزة و انتمائها العروبي الذي لم يحيد عن الطريق مهما كانت التحديات  و هذه شجاعة منها في زمن اكثرهم نكسوا الرؤوس.

****

ولعل اهتمام الدكتورة سهام بقضية اطفال التوحد ودعمهم من خلال عوائلهم، يعكس وعيا فكريا بخطورة دور الوالدين في دعم هذه الفئة، خاصة وانهما يعيشان تجارب شديدة القسوة مع اطفالهم التوحديين ،وان توعية الاباء بسبل مواجهة مشكلات طفل التوحد من شأنه ان يخفف عنهم ما يجدونه من عنف طفلهم  وعدم استجابته لهم، كما يساعدهم ايضا في تقليل تداعيات هذا المرض وتيسير تعليم الطفل وتشكيل وعيه.

ونقطة البداية كما فهمت من هذا الكتاب للتعامل الصحيح مع طفل التوحد  تبدأ من فهم سلوكيات طفل التوحد، والذي لا يستطيع التحكم فيها.

ومن  هذه السلوكيات:

 الصراخ أو الصياح، ضرب الرأس،عض اليدين والأصابع. رفرفة اليدين أو تأرجحهما،والاعتداء على الآخرين بالعض، أو الركل، أو البصق، و عدم التواصل البصري مع الآخرين.

وفهم ما وراء هذه السلوكيات، يساعد في معرفة كيفية التعامل مع طفل التوحد، فهذه السلوكيات من محاولة الطفل التعبير عن احتياجاته ورغباته أو محاولة فهم     المجتمع، 

فقد يلجأ الطفل إلى سلوك رفرفة اليدين كوسيلة للتحفيز الذاتي أو تشجيع نفسه؛ لذا يجب على الوالدين محاولة فهم الدافع وراء هذه السلوكيات، ومعرفة محفزاتها ل   تجنبها، وعدم معاقبة الطفل عليها، و تجاهل السلوكيات غير الضارة.

فصول الكتاب 

 يشتمل الكتاب على مقدمة و خمسة فصول متنوعة  تغطي كافة جوانب مشكلة التوحد ودور الاسرة والمجتمع والمعلمين وسائل الاعلام والثقافة والتعليم في دعم رعاية وتطور النمو العقلي والنفسي والسلوكي لطفل التوحد مما يجعل هذا الكتاب استراتيجية فعالة لدعم طفل التوحد عبر توفير الادوات اللازمة للأسر للتعامل والتفاعل الصحي معهم .

الفصل الاول: يتناول الأسرة كمفهوم  ودورها الرئيسي في اشباع حاجات الطفولة، وبالتالي فان تمكين الأسر في اداء وظائفها هو تمكين للطفولة نفسها.

 

الفصل الثاني: يتناول تعريف التوحد وكيفية الحصول علي تشخيص دقيق للتوحد عبر دليل شامل للأسر للاكتشاف المبكر عن مرض التوحد لدي اطفالها.

 

الفصل الثالث: ويقدم دليلا استراتيجية فعالة لدعم علاج التوحد  من خلال التدخل المبكر  وتعليم المهارات الأساسية النفسية والعقلية،وبناء العلاقات الاجتماعية .

*** 

وتشمل تنمية المهارات الاجتماعية : العديد من الانشطة منها انشطة بناء الثقة في النفس والتفاعل الاجتماعي وانشطة  اجتماعية للتعاون .

**** 

وتشمل تنمية المهارات العقلية:  انشطة لتطوير النمو العقلي عند اطفال التوحد، وتطوير اللغة والتواصل اللغوي، وانشطة لتحفيز الخيال والابداع، وانشطة لتعزيز التفكير النقدي وحل المشكلات وتقوية الذاكرة والتركيز .

كما يبحث الفصل الثالث طرق علاج العديد من المشكلات التي تواجه طفل التوحد وسبل علاجها ، مثل المشكلات السلوكية والغذائية ومشكلات النوم ، وثورات الغضب، وايذاء النفس وغيرها وطرق علاجها عبر مجموعة مهمة من التوصيات.

 

الفصل الرابع: ويتناول دور التكنولوجيا كأداة لتحسين حياة الافراد التوحديين، والتحديات والنصائح لاستخدام التكنولوجيا والتقنيات المساعدة في علاج التوحد ، PECS والتوجهات المستقبلية للتكنولوجيا للأفراد التوحديين، مثل برامج وفوائده لطفل التوحد، وكذلك برامج صن رايز، وتدريب الأهل والمعلمين علي هذا البرنامج وما يشتمل عليه من انشطة ووسائل تعلمية واجتماعية .

ويشمل علاج الاطفال في هذا السياق، انشطة متنوعة مثل العلاج  بتعليم الأطفالالتوحديين بالرسم، وبرياضة السباحة التي يحبها أطفال التوحد، بجانب ركوب الخيل، والعلاج بالموسيقي .

 وتقدم الكاتبة استراتيجيات متنوعة للعلاج بالقصص لدعم وتطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية لأطفال التوحد، فالقصص الاجتماعية تعد  نوعا منالإستراتيجيات المهمة التي تستخدم للمصابين باضطراب طيف التوحد والتي تهدف  لتنمية السلوك الاجتماعي المرغوب عن طريق القصص وتقليص السلوكيات الغير  مرغوبة. هذه القصص تقلل من  الخوف والقلق لأطفال التوحد،  كما تقدم لهم المعلومة بطريقة سلسة وواضحة، حيث انها تطور المهارات الاجتماعية، وتعمل على فهم مشاعر الاخرين والتعاطف معهم.  

*** 

ويشمل تعليم الاطفال العلاج  باللعب والتعلم من خلال الاقران، والعلاج الديني من خلال القرآن  بتعزيز القيم الدينية.

بجانب توظيف ألعاب الليجو في تعزيز مهارات التواصل والتفاعل لأطفال التوحد.وتعزيز تقدير الذات لطفل التوحد من خلال تنظيم البيئة المنزلية .

  

الفصل الخامس :

ويتضمن برامج التوعية للأسرة والمعلمين والمجتمع بسبل التعامل مع طفل التوحد، هذه التوعية تنطلق اولا  بتشخيص التوحد، ثم فهم مشاعر طفل التوحد حتي يمكن التعامل معها، ودور الاخوة في دعم شقيقهم المصاب بالتوحد  بالأنشطة الترفيهية المشتركة ، مثل تفكيك وتصنيع الأشياء، التي يهواها اطفال التوحد، وهنا يمكن للأشقاء مشاركتهم في لعبة المكعبات أو الصلصال أو الكروشيه.

كما يمكن للأشقاء والاباء مشاركة طفل التوحد المعروق بالذكاء في ألعاب  حل الالغاز، بما يساعده  في استعادة الثقة بنفسهعندما  يفوز في فريقه .

 

يوفر الكتاب، في السياقـ  برامج التدريب للأسر:  وهي برامج تدريب الأباء والأمهات على تقنيات معينة مثل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) أو الاستراتيجيات الحسية  يساعد في تحسين تعاملهم مع أطفالهم في الحياة اليومية.

ايضا يبرز دور الأجداد في تقديم الدعم العاطفي  للأحفاد واحتواءهم نفسيا، بجانب نقل خبرتهم الحياتية  المفيدة للأسرة بمايساعدها على التعامل مع التوتر والتحدياتالذي يفرضه طفل التوحد. كما يسهم  الأجداد في تقديم الرعايةالمباشرة للطفل، مما يخفف الأعباء اليومية للآباء .

وكما تؤكد المؤلفة، فان إشراك كل أفراد الأسرة في رعايةالطفل المصاب بالتوحد بما في ذلك الأجداد والإخوة، يعزز من التكاتف الأسري ويزيد من فرص نجاح برامج التدخل  والعلاج.

وهذا يعني ان رعاية وتنمية طفل التوحد، هو عمل جماعي متكامل تتضافر فيه جهود الباحثين المتخصصين والأسرة والمعلمين وكتاب الاطفال وكافة المؤسسات التي تعني بالإنسان وسلامته النفسية والعقلية والجسدية .

ولذلك لم تغفل المؤلفة أهمية دور كافة المؤسسات الفاعلة والمؤثرة في حياتناالمعاصرة مثل دور وسائل الاعلام في دع م اسر اطفال التوحد  ودور المجتمع المدني في تمكين أسر اطفال التوحد، وايضا دو المؤسسات الحكومية والتطوعية في دعم افراد التوحد تعليميا وطبيا وتوعويا وتكنولوجيا.

 

**** برامج متخصصة

دعمت المؤلفة الدكتورة سهام الخفش كتابها بمجموعة من البرامج المتخصصة لتعزيز اطفال التوحد وعلاج مشكلاتهم، منها :

 1. البرامج التعليمية والتأهيلية: 

يوفر الكتاب معلومات حول البرامج التعليمية المصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتالأطفال ذوي اضطراب التوحد، مثل برامج التدخل المبكر والتربية الخاصة. هذه       البرامج تهدف إلى تعزيز المهارات الاجتماعية والتواصلية والسلوكية.

 2. برامج الدعم الأسري: 

يُقدم الكتاب نصائح حول كيفية استفادة الأسر من برامج الدعم المتاحة مثل الجلسات العلاجية الأسرية، مجموعات الدعم النفسي، وورش العمل التوعوية التي تُعزز من  قدراتهم في التعامل مع التحديات.

 

*** قصص نجاح

 وتقدم صفحات الكتاب تجارب مع البرامج العلاجية التي  تسلط  الضوء علي بعض قصص أسر استفادت من البرامج التأهيلية والتعليمية، وكيف ساعدت هذه البرامج في تحسين مهارات أطفالهم وزيادة اندماجهم في المجتمع.

ايضا قصص نجاح للأشقاء والأجداد ،بجانب دور الأشقاء والأجداد في دعم الأطفال  المصابين بالتوحد، وكيف ساهمت هذه الأدوار في تحسين العلاقات الأسرية مع طفلالتوحد . 

فعند دخول طفل التوحد في نوبات انهيار وتعلم الوالدين سبل تهدئته مثل عناق الطفل مثل العناق، او تعليمه كيف يأخذ شهيق ببطء وإخراج الزفير من الأنف ببطء مع إغلاق العينين وتخيل أشياء تبعث على السعادة كقطته التي يحبها أو المنتزه الذي    يفضله.

ويبرز الكتاب أهمية التعزيز الإيجابي لأطفال التوحد لتشجيعهم على السلوكيات الجيدةمثل مدح الطفل عند القيام بسلوك إيجابي أو مكافأته يحفزه على الاستمرار في القيام بهذا السلوك الجيد.

وتنظيم البيئة المنزلية لطفل التوحد يسهم بشكل كبير في نجاح علاجهم استفادة من فهم مشاعرهم ومشكلاتهم الصحية، فطفل التوحد يفضلون اتباع روتين محدد،حيث يساعدهم الروتين على الشعور بالراحة والاستقرار، وعلي ذلك فان الاسرة ينبغي ان تحدد أوقات ثابتة لتناول الطعام، والعلاج، والنوم.

كما ينبغي توفير منطقة آمنة للطفل في المنزل لأنها تشعره بالأمان والاسترخاء ويمكن تحديد هذه المنطقة بعلامات يميزها الطفل، مثل وضع شرائط ملونة على حدودها.  

كما يمكن كسر الوحدة العزلة التي يفضلها طفل التوحد ، باصطحابه مع اسرته للتسوق  حتي يعتاد علي  العالم الخارجي، مع ضرورة توفير الحقائب التي يحب اطفال التوحد ارتائها،  أثناء الذهاب إلى مكان خارج المنزل،  لان ذلك يساعدهم في وضع مقتنياتهم  بشكل يريحهم ويجنبهم الاصابة بالتوتر والعصبية .

 ***  ابحاث ودراسات

ويقدم الكاتب عرضا مهما  لأبحاث ودراسات عن التدخلات السلوكية لأطفال التوحد وتحسين مهاراتهم التعليمية والاجتماعية والنفسية، ومنها :

 1.أبحاثً  علمية تُثبت أهمية مشاركة الأسرة في عملية التدخل المبكر والتأهيل، وتوضح كيف أن دعم الأسرة يمكن أن يساهم في تحسين نتائج العلاج وتطوير مهاراتالأطفال المصابين بالتوحد.

 2. دراسات تركز على التأثير النفسي لاضطراب التوحد على الأسرة ككل، ويستعرض استراتيجيات للتعامل مع الضغوط النفسية وتحسين جودة حياة الأسرة.

3. أبحاث تبين كيف أن الأسر التي تتلقى دعمًا معرفيًا وعاطفيًا وتشارك في برامج  متخصصة ترى تحسنًا ملموسًا في حياة أطفالهم وفي توازنهم الأسري.

***

خلال هذه القصص والدراسات، يوفر الكتاب للأسر نماذج حقيقية وأدلة علمية تُلهمهم وتعطيهم الثقة في قدرتهم على إحداث فرق إيجابي في حياة أبنائهم المصابين ب التوحد، وتعزز من فعالية دورهم في عملية العلاج والتأهيل .

 

في الختام

أوجه عميق شكري وامتناني للدكتورة سهام على هذ الجهد العلمي الرائع والمخلص الذي بذلته في هذا الكتاب، والذي يعد بحق مرجعا لكل الباحثين والاباء والمعلمين المتعاملين مع طفل التوحد، لأنه سهل مهامهم ودورهم في التعامل مع طفل التوحد وقلص كثيرا من معاناتهم اليومية معه، كما ان الكتاب قدم خدمات جليلة لتنمية وتطوير طفل التوحد بما ينعكس بكل الخير علي مستقبله ودمجه بالمجتمع.

و اتمنى ان يتم عمل مؤسسة لأطفال التوحد بقيادة وإشراف الدكتورة سهام الخفش على ما بذلته من جهود جبارة لمعرفة خفايا و خبايا التوحد وذلك عبر رحلة طويلة مع أطفال التوحد و أمهاتهم التي استطاعت من خلالهم إكمال رحلتها البحثية بشكل ميداني و من ارض الواقع و اتمنى من وزارة التنمية دعم هذا المشروع المتكامل وتحويل الكتاب إلى مؤسسة علاج و رعاية وتطوير و تأهيل التوحديين 

سارة طالب السهيل