بناءً على طلب بعض الأصدقاء سيكون موضوع منشوري هذا للحديث عن الرجل بصفته الأبوية، عن القلعة الشامخة، كانت هذه المقدمة واليكم التفاصيل:
حين أطيل بنظري إلى الأب، وأقصد بالطبع أي أب في الدنيا، فإني لا أجد نفسي الا وقد عشقت كل تلك التفاصيل، تفاصيل ليس لها مثيل، بنظرة مملؤة فخر وابتسام، بنظرة ورائها الف قصة وقصة، لنبدأ باليدين، تلك التي أصبحت خشنة من الكد والتعب دون أن تشتكي، ثم ذاك الحضن الدافئ، ونبض القلب الذي ينبض عشقاً دون حدود،، فهو كذاك الجبل الصامت الذي قد يبكي لكن دون أن يرى أحد دمعاته، فهو من النوع الذي لا يشتكي مهما تعب، ومن يستيقظ ليلاً يتفقد فلذات كبده بعد عمل شاق قضاه نهاراً بعيداً عنهم، هو من يحرم نفسه ملذات الحياة كي يوفر لهم أسباب الراحة من ملبس وطعام وتعليم بل هو الإنسان الوحيد الذي يتمنى أن يكون إبنه أفضل منه،
يستيقظ مبكراً يصلي الفجر يدعو لهم، قد ينسى نفسه، لكن لا يتوقف عن التفكير كيف يؤمن لهم الحياة الفضلى، وحين يراهم ينتظرون عودته من العمل بلهفة وشوق وحب، يبتسم لهم، يقبّلهم بإبتسامته الصادقة، ويخلط تعبه بالفرح لأجلهم،
الاب هو الكنز الوحيد الباقي بالحياة، هل عرفتم الأن معنى كلمة أب؟ إنه كلمة مكونة من حرفين ويشبه مثل كلمة حبّ تماماً، لأنه الحبّ والسند والقوة والثقة بل أكثر من كل هذا، ويكفي أنه الوحيد الذي لا يمكن تعويض غيابه.
ختاماً، نداء إلى كل الأبناء والبنات، إياكم بأن تتضيعوا وقت متاح لكم ولا تقضوه مع والدكم، اجعلوا رفقته أجمل أوقات في حياتكم، حتى لو تزوجتم أو أصبح لديكم عائلة ستبقون بحاجة لحنان الأب، فما أجمل نظراته وإبتساماته، وخصلات شعره الأبيض الذي هو بلون القلب وما أجمل نبرات صوتكم ولمة الأسرة الواحدة وأنتم تجلسون خلف موقد دفء شتاء يمر، أبي، تأكد، ستبقى أنت الوتين الذي يسكن القلب دائماً.