مع اقتراب عيد الميلاد، نجد الزينه والأضواء قد ملأت الشوارع ولكن وراء تلك الأضواء معنى أعمق يعكس جوهر العيد، عيد الميلاد ليس مجرد مناسبة احتفالية بل هو دعوة للتفكير في القيم التي تهمنا بالفعل، خاصة في زمن أصبحت فيه الحياة مليئة بالانشغالات اليومية، حيث نغفل عن أهمية الأشياء التي تجعل حياتنا ذات معنى، ولكن هذا العيد يعيد لنا التركيز على الروابط الإنسانية التي تمنحنا الشعور بالانتماء والأمل، إن عيد الميلاد، بعيداً عن الزينة والمظاهر وشراء الهدايا هو احتفال بالحب والرحمة والإيثار والأهم من كل ذلك الأمل، إنه وقت لإحياء القيم التي تربطنا جميعًا، مثل المحبة والتسامح والعطاء، إنها أفعال حية تُظهر إنسانيتنا وتعمق علاقتنا بالآخرين، يقول البابا فرنسيس"عيد الميلاد هو وقت لتجديد المحبة، حيث نعيد اكتشاف قيمة التواضع والعطاء، ونعزز الروابط التي توحدنا كعائلة إنسانية."
المحبة: جوهر عيد الميلاد هو المحبة، التي تتخطى كونها مجرد شعور دافئ، لتصبح قوة تجمعنا من خلال تبادل الكلمات اللطيفة أو الأفعال الصادقة، نعيش معًا اللحظات التي تجعلنا نشعر بقوة الروابط بيننا، وما يميز هذا الوقت هو أننا نتبادل الهدايا، ولكن الأهم من ذلك هو تبادل الوقت والمشاعر، ما يساهم في تقوية الروابط العائلية والاجتماعية.
العطاء: الروح الحقيقية لعيد الميلاد لا تكمن فقط في الأخذ ولكن في العطاء، وخاصة لأولئك الذين قد يواجهون ظروفًا صعبة، فالعطاء يشمل كل عمل خيري نفعله أكان بتقديم الدعم للمحتاجين أو المساعدة في أي شكل من الأشكال، إنه لا يقتصر على التبرعات بل يمكن أن يكون بكلمة طيبة أو وقت نمنحه لشخص يحتاج إلى الدعم.
التسامح: عيد الميلاد هو فرصة لإصلاح العلاقات وتجديدها أيضًا، قد تكون هناك خلافات أو مشاعر لم تشفى بعد لكن هذا العيد يدعونا إلى نسيان الماضي والتسامح، إنه وقت مناسب لفتح قلوبنا وتوطيد الصلات التي قد تكون ضعفت في الماضي "إذا أردنا فعلاً أن نُحِب، علينا أن نتعلَّم التسامح" الأم تريزا.
عيد الميلاد يمثل دعوة لإحياء القيم الإنسانية في قلوبنا، فلنحتفل بهذا العيد بروح من الحب والتسامح والعطاء ولنستغل كل لحظة فيه لتقوية الروابط التي تضفي على حياتنا معنى أعمق، نتمنى لكم عيدًا مليئًا بالسلام والفرح ولتدوم روح العيد في قلوبنا طوال العام.