عضو هيئة التدريس - قسم اللغة العربية - جامعة الإسراء
فيما يتعلق بترند الشوكولاتة في الجامعات ومدى القبول أو الرفض في الوسط الأكاديمي والاجتماعي، فإن الأمر يحمل طابعًا إنسانيًا أكثر من كونه أكاديميًا. بعيدًا عن الأحكام العاطفية المباشرة، يمكننا القول أن هذه المبادرة تعكس روح المحبة والود بين الطلبة ومدرسيهم، وهي ليست مسألة لزامية على الأساتذة، بل هي لفتة مبتكرة من الطلبة الذين هم أصحاب المبادرة.
مثل هذه المبادرات الصغيرة، التي قد تبدو بسيطة في جهدها، إلا أنها تحمل في طياتها تأثيرًا عميقًا. فالهدف الأساسي منها هو تعزيز روابط الصلة بين الطلبة وأساتذتهم، وهو شيء لا يمكن تصنيعه أو تزييفه. ومع ذلك، نجد أن المدرسين قد قابلوها بالقبول، وهو ما يظهر من خلال ردود الفعل الإيجابية التي تحيط بهذه المبادرة. فلا يُتوقع من أي مدرس أن يرفض مثل هذه المبادرة، لأنها لا تمس من الناحية الأكاديمية فحسب، بل ترتبط أيضًا بالجانب الأخلاقي والإنساني.
إن انتشار هذه المبادرة ليس محليًا فقط، بل يمتد ليشمل النطاق الإقليمي والعالمي، وهذا يدل على قبولها الإيجابي في العديد من الأوساط الأكاديمية والاجتماعية. ومع أن اتساع انتشارها لا يعني بالضرورة أنها مبررة للجميع، إلا أن هذا الانتشار يُظهر مدى تأثير هذه اللفتة في تعزيز التواصل والتفاعل بين الطرفين.
أما ما يُقال عن أن هذه اللفتة قد تخرج بالمجال الأكاديمي عن مساره أو تخل بأهداف العملية التعليمية، فهو تفسير مجحف وغير دقيق. إن مثل هذه المبادرات لا تُلزم الأساتذة بتغيير أسلوبهم أو الحياد عن الصواب، بل هي تفاعل إيجابي يعزز من العلاقة بين الطلبة ومدرسيهم، دون التأثير على سير العملية التعليمية والتربوية.