عبيدات يكتب ... الأحزاب السياسية ودورها
في تطوير المجتمعات في الأردن
نيروز- محمد محسن عبيدات
تلعب الأحزاب السياسية في الأردن دورا محوريا
في تطوير المجتمعات وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، ويتجاوز دور الأحزاب مجرد
التنافس على السلطة إلى المساهمة الفعالة في وضع رؤى وخطط استراتيجية تهدف إلى تحقيق
التنمية الشاملة، ويعد تقديم الخطط والمشاريع من قبل الأحزاب من أهم مسؤولياتها لضمان
تحقيق طموحات المواطنين ومواجهة التحديات التي تواجه المجتمع.
وعندما تقدم الأحزاب خططا واضحة ومحددة، فإنها
تعزز ثقة المواطنين بها، فالبرامج الانتخابية المدعومة بمشاريع قابلة للتنفيذ تمنح
الناخبين صورة دقيقة عن التوجهات المستقبلية للحزب، مما يساهم في اتخاذ قرارات واعية
عند التصويت.
والأحزاب المسؤولة تقدم مشاريع تلبي احتياجات
المجتمع بمختلف قطاعاته، مثل التعليم، الصحة، الاقتصاد، والبنية التحتية، وهذه الخطط
تعتبر خارطة طريق لتحقيق تنمية مستدامة تعزز من جودة الحياة للمواطنين، ويساهم تقديم
الأحزاب لخطط عملية ومبتكرة في التصدي للتحديات التي تواجه المجتمع، مثل البطالة، التغير
المناخي، أو الأزمات الاقتصادية.
ان هذه المشاريع تُظهر قدرة الأحزاب على قيادة
المجتمع نحو مستقبل أفضل، وعندما تقدم الأحزاب خططها ومشاريعها، فإنها تحفز النقاش
والحوار بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية، وهذا الحوار يساهم في تعزيز التوافق
الوطني حول الأولويات والاستراتيجيات التي تخدم المصلحة العامة، وتقديم خطط طموحة وجاذبة
يفتح المجال أمام الشباب للمشاركة في العمل السياسي، كونهم طاقة المستقبل، ويحتاجون
إلى رؤى واضحة تحفزهم على الانخراط في الأحزاب والمساهمة في تنفيذ المشاريع.
إن الأحزاب السياسية ليست مجرد أداة للوصول
إلى السلطة، بل هي قوة دافعة للتغيير والتطوير، وتقديم الخطط والمشاريع يعكس التزام
الأحزاب بمسؤولياتها تجاه المجتمع، ويثبت أنها جديرة بالثقة وقادرة على تحقيق تطلعات
المواطنين، لذا فإن تعزيز هذا الدور يعد امرا ضروريا لتحقيق مستقبل مشرق ومزدهر.