تعد ظواهر الرعد والبرق من أبرز الظواهر الطبيعية التي تثير إعجاب الإنسان وتثير في نفسه مزيجًا من الإثارة والخوف. هذه الظواهر التي غالبًا ما تصاحب العواصف الرعدية، تعتبر من العوامل الجوية التي تؤثر بشكل مباشر على المناخ والحياة اليومية في العديد من المناطق حول العالم.
الرعد: الصوت الذي يعقب البرق
الرعد هو الصوت الناتج عن التفريغ الكهربائي الذي يحدث أثناء البرق. عندما يتكون البرق، يحدث تمدد سريع للهواء حول المسار الكهربائي مما يخلق موجات صوتية. هذه الموجات الصوتية تصل إلى آذاننا بعد فترة قصيرة من رؤية البرق، وتنتج عن هذه الموجات الصوتية أصواتًا متعاقبة تختلف في شدتها وطولها، مما يخلق صوت الرعد الذي نسمعه. في بعض الأحيان، يترافق الرعد مع اهتزازات أرضية نتيجة شدة التفريغ الكهربائي.
البرق: الشعاع المضيء في السماء
البرق هو التفريغ الكهربائي الضخم الذي يحدث بين السحب أو بين السحب والأرض. يكون هذا التفريغ مصحوبًا بومضة ضوء ساطعة تعبر السماء بسرعة كبيرة، ويمكن أن تصل درجة حرارة البرق إلى أكثر من 30,000 درجة مئوية، أي أكثر من خمس مرات حرارة سطح الشمس. هذا الضوء الساطع يمكن أن يضيء السماء لفترة قصيرة جدًا ولكنه يحمل معه كمية هائلة من الطاقة.
كيف يحدث البرق؟
يبدأ البرق عندما تتراكم شحنات كهربائية متناقضة في السحب الركامية، حيث تحتوي القمة على شحنات إيجابية، بينما يكون الجزء السفلي مشحونًا بشحنات سلبية. وعندما تتراكم هذه الشحنات بشكل مكثف، يحدث التفريغ الكهربائي الذي نراه كوميض برق. قد يحدث البرق بين السحب نفسها أو بين السحابة والأرض، وفي حالات نادرة قد يحدث البرق بين سحابتين مختلفتين.
أهمية الرعد والبرق في الطبيعة
على الرغم من أن الرعد والبرق غالبًا ما يُنظر إليهما كظواهر مخيفة، إلا أنهما يلعبان دورًا مهمًا في البيئة. البرق يساهم في عملية تثبيت النيتروجين في الغلاف الجوي، مما يساعد على تغذية النباتات وزيادة خصوبة التربة. كما أن البرق يساعد في إعادة توزيع الطاقة في الغلاف الجوي، مما يسهم في توازن المناخ.
الاحتياطات في مواجهة البرق
من المهم أن نتبع بعض الاحتياطات أثناء العواصف الرعدية لحماية أنفسنا من الأضرار المحتملة الناتجة عن البرق. على سبيل المثال، يجب تجنب الوقوف تحت الأشجار أو في الأماكن المكشوفة أثناء حدوث البرق. كما يجب تجنب استخدام الأجهزة الكهربائية أو استخدام الهاتف المحمول أثناء العواصف الرعدية.
الرعد والبرق هما تجسيد للطاقة الطبيعية الهائلة التي تحدث في غلافنا الجوي. ورغم تأثيراتهما المذهلة على البيئة والحياة اليومية، تظل هذه الظواهر من أعظم أسرار الطبيعة التي تثير اهتمام العلماء والجماهير على حد سواء.