2025-01-05 - الأحد
"المضافة" لمعالي حازم قشوع: منصة الفكر والسياسة في زمن التحديات nayrouz وفيات الأردن اليوم الأحد 5-1-2025 nayrouz الشيخ عاصم الحجاوي يعزي بوفاة سمو الأميرة ماجدة رعد بن زيد nayrouz وزير الاتصال: العمل مستمر نحو مزيد من التمكين للإعلام الوطني nayrouz النائب الغويري: لا نطالب بخروج المجرمين وقضايا المخدرات بمذكرة العفو العام nayrouz عشيرة الجواميس الدعجة تصدر وثيقة لتنظيم ترتيبات العزاء - وثيقة nayrouz إيران..استخراج 100 عبوة مخدرات من معدة شاب عشريني nayrouz الدكتور ليث القهيوي يعلن رسميًا ترشحه لمنصب أمين عام حزب إرادة nayrouz ثامر نواف سلامة الزبن.. رجل يعمل لصالح الوطن nayrouz رسميا... تركيا تتقدم بمبادرتها للوساطة بين السودان والامارات nayrouz منتخب البحرين يُتوَّج بلقب "خليجي 26" على حساب عُمان nayrouz الديوان الملكي السعودي : وفاة والدة صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود nayrouz إخصاع 14 ألف بعيثة (طرد) تجارة إلكترونية لبيانات جمركية منذ أيلول nayrouz مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي العوايشة والزعبي ونصر...صور nayrouz في ذكرى رحيله: الشيخ حديثة الخريشا.. رمز القيادة والشجاعة nayrouz إدارة بايدن توافق على بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 8 مليارات دولار nayrouz قرارات مجلس الوزراء اليوم nayrouz وفاة الرائد المصاب العسكري امجد الخالدي nayrouz الذكرى السنوية لوفاة الشيخ نواف حديثة الخريشا... nayrouz الطيران المدني: ندرس إعادة تشغيل الرحلات إلى مطار دمشق nayrouz
وفيات الأردن اليوم الأحد 5-1-2025 nayrouz الشيخ عاصم الحجاوي يعزي بوفاة سمو الأميرة ماجدة رعد بن زيد nayrouz وفاة الرائد المصاب العسكري امجد الخالدي nayrouz الشاب عبدالله بن حسين قفطان الجازي في ذمة الله nayrouz نعي استاذ و عالم جليل المرحوم كامل محمد المغربي "ابو حسام" nayrouz وفاة عوني خلف سليم المجالي اثر مرض عضال nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 4-1-2025 nayrouz آل حتر والنبر ينعون رجل الاقتصاد الوطني "صالح جميل حتر " nayrouz رئيس الاتحاد الوطني الدولي محمد الشماع ينعى صاحبة السمو الأميرة ماجدة رعد nayrouz وفاة الشيخ ابراهيم الداوود العقرباوي nayrouz وفاة المقدم المتقاعد محمود محمد السخني nayrouz الشاب حمزة طارق السكارنة في ذمة الله nayrouz وفاة "رزق محمد طالب الوريكات "ابو محمد" بعد صراع طويل مع المرض nayrouz عشائر النعيمات في معان ينعون سمو الأميرة ماجدة رعد nayrouz عبدالله السمرين الظهيرات ينعى المغفور لها صاحبة السمو الملكي الأميرة ماجدة رعد nayrouz د. صالح ارشيدات يعزي سمو الأمير رعد بن زيد بوفاة المرحومة سمو الأميرة ماجدة رعد nayrouz الشيخ عبدالكريم الحويان ينعى صاحبة السمو الملكي الأميرة ماجدة رعد nayrouz الإعلامي داود حميدان ينعى صاحبة السمو الملكي الأميرة ماجدة رعد nayrouz خليل سند الجبور ينعى صاحبة السمو الملكي الأميرة ماجدة رعد nayrouz النائب أيمن البدادوة ينعى صاحبة السمو الملكي الأميرة ماجدة رعد nayrouz

الدكتور محمد المعايعة الأزايدة يكتب دراسة بعنوان طوفان الأقصى...في ميزان القوى الدولية والإقليمية وتأثير الرأي العام العالمي...

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

بقلم : الدكتور المستشار محمد سلمان المعايعة الأزايدة /أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية. 


◼️مقدمة...... 
    في عالم السياسه والحروب والأزمات الدوليه   يجب علينا ان نحكم عليهم من خلال موازين القوى المسيطرة وليس من خلال الرغبات والنيات  والتوقعات والتنبؤات... علينا أن نقرأ البيئة الداخلية والدولية والإقليمية لأطراف الصراع..ونقرأ طبيعة التحالفات والتكتلات الدولية والإقليمية والمحلية التي تحيط بأطراف الصراع، 
ففي كل صراع علينا أن نُقيم موازين القوه وننظر دائما الى القوه المسيطره في تلك البئيه الدولية والإقليمية. لأنه في الحروب والسياسة الذي يحركهما هو صراع الارادات لبسط النفوذ والقيادة..وعلينا أن نحذر من التركيز على الرغبات والتمنيات والتنبؤات ونركز على الوقائع الجارية في أرض الميدان للمعركة، فالتحليل هو نوع من الاستقراء السياسي نتيجة لما يحصل في أرض الواقع..لذلك علينا أن نتحاكم إلى الأحداث التي تقع على الأرض المعركة ميدانياً، فتطابق الأحداث وبين النتائج التي تحصل لأطراف الصراع هي التي تدلنا على المؤشرات التي تحكم ميزان القوى لصالح أحد الأطراف وقلب موازين القوى...  

 إن عمليه طوفان الاقصى كما تعرفون وتتابعون مساراتها ومداراتها كانت هزه كُبرى للمشروع الصهيوني وكانت
حدثا تاريخيا غير مسبوق منذ إنشاء الكيان الصهيوني قبل 75 عاما، أصابت الكيان الصهيوني بالهيجان وضربت هيبة الدولة وإرادة البقاء والقتال، وأصابت بالعمق النظرية الأمنية التي تقوم عليها العقيدة العسكرية الصهيونية وتتغنى بها كأقوى قوة في المنطقة ، عملية طوفان تُعد فتحاً جديدا في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وتاريخ طوفان الأقصى حدث لا يُنسى ولا يُمحى من الذاكرة العالمية، حيث خلق واقعا جديدا وحرك المياه الراكدة على كافة المستويات العالمية فكشف الغطاء عن الكثير من الأتجاهات في المشهد الاقليمي والدولي وحرك الرأي العام العالمي ووسع من دوائر التأييد لنصرة القضية الفلسطينية، وأصبحت أعين العالم على أحداث مسلسل الدمار الشامل والإبادة الجماعية للكيان الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية ، وأثبت طوفان الأقصى بأن أمريكا والغرب قد إغتالوا النظام الدولي والشرعية الدولية،وتنمروا على جميع المواثيق الدولية والاعراف والقيم الإنسانية، حيث فضحت الحرب على قطاع غزة ازدواجية المعايير الدولية، وسقطت الإنسانية العالمية مع مُواصلة غياب الموقف الدولي تجاه الإبادة الجماعية والقتل الجماعي والأعمال الوحشية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة...معركة طوفان الأقصى أحدثت زلزالا على مستوى الوعي العالمي، ففي ٧ أكتوبر أشرقت  الشمس  من غزة، فأصبح طوفان الأقصى في التاريخ معركة وعي وصناعة رأي عام عالمي لم نشهده ما قبل ٧ أكتوبر فقد أدخل العالم إلى عصر جديد وأصبحت حرب غزة أيقونة العالم ومحور حديث الكره الارضيه بعمق وأصبح هناك أثر في تغير اتجاهات الرأي العام العالمي على تحريك وتعاطف الشعوب مع معاناة أهل غزة بأطفالها ونسائها ودمار كل مظاهر الحياة البشرية على يد الكيان الصهيوني ، وأعاد البوصلة العالمية والعربية إلى القضية الفلسطينية، فأعادها إلى الواجهة العالمية وأصبحت حديث شعوب الكرة الأرضية إعلاميا وسياسيا وعسكريا وانسانيا، بعد أن كانت قبل ال ٧ من أكتوبر ليست من أولويات القضايا المهمة  في سلم الأولويات واهتمامات وقناعات دول العالم، خاصة مع ظهور قاطرة التطبيع مع الكيان الصهيوني..نعم حرب غزة تعيد صياغة فصول التاريخ من جديد بأن خلقت وعي لدى الشباب الأمريكي والغربي إزاء سرديات الكيان الصهيوني التي كشفتها ممارسته الغير إنسانية على أرض الواقع، فقد عرت الكيان الصهيوني من إنسانيتة وكشفت مخططاته الإجراميه التي أجمعت عليها شعوب العالم وأوصلها للمثول أمام محكمة العدل الدولية لأول مره في تاريخ الكيان الصهيوني ، حرب غزة حرب كاشفة لكثير من المواقف السياسية الدولية والإقليمية والمحلية وتأثير الرأي العام العالمي على الاحداث الدموية في قطاع غزة،، حرب غزة أظهرت عورات العالم الرسمي أخلاقيا  وإنسانياً وسياسيا وعرت بعض المؤسسات التي كانت تدعي الوقوف مع حقوق الإنسان والأطفال والنساء والرجال، وكثرت التساؤلات عن إنسانية هذه المنظمات عما يحدث في غزة..
كما أن حرب غزة كشفت وأبانت مواقف بعض الدول الغربية والمتواطئه والدعمة لإسرائيل، وكذلك من بعض الدول الإقليمية والعربية الداعمة لتوجهات إسرائيل بالقضاء على حماس.. 
فمآ زلنا نعيش في حالة الحرب على قطاع غزة والتي كثرت فيها التحليلات والقراءات السياسية والعسكرية والتنبؤات وبناء التصورات والخيارات والبدائل والتي يذهب  فيها الكثير من المحللين السياسين والعسكرين والكتاب في التحليل والتفسير والشرح والتقيم  إعتمادا على ما يجري من إحداث دمويه في أرض الميدان وكلها مازالت في دائرة التنبؤات والتمنيات والتوقعات وكل يوم تظهر لنا تطورات ومستجدات جديدة في ساحة المعركة ميدانياً هي التي توجه البوصله ، وذلك بالنظر إلى المؤشرات والمبشرات التي نشاهدها  في ساحات الميدان من البطولات لرجال المقاومة والتي أفشلت العدو الصهيوني المجرم من تحقيق أهدافه، وغيرت في المواقف والقناعات والاهتمامات والاتجاهات لبعض الدول، وقد أظهر طوفان الأقصى فشل التكنولوجية الصهيونية وقوتها العسكرية أمام الذكاء الفلسطيني، فهنا وجه الإبداع والتميز والعبقريه والإرادة والإصرار لرجال المقاومة في قطاع غزة، رغم أن المواجهة بين الاحتلال وبين المقاومة  غير متكافئة من ناحية القوة العسكرية، حيث تتفوق جيوش الاحتلال المنظمة ومعداته العسكرية المتطورة وإستراتيجياته المتقدمة على المقاومة الشعبية ضعيفة التسليح والإعداد مقارنة بالجيش الصهيوني، فالمقاومة لم يكن  هدفها  إلحاق الهزيمة بعدوها بالضربة القاضية بقدر ما تهدف إلى إلحاق الضرر به مرة بعد مرة، بشكل يرفع تكلفة استمرار الاحتلال على المدى الطويل من خلال الصمود وما تسببه حرب الاستنزاف من تأكل في قدرات وإمكانيات العدو..
 
◼️أسباب اندلاع طوفان الأقصى..

عند الحديث عن حرب إسرائيل على قطاع غزة، علينا أن نستحضر تاريخ وأسباب وجذور ومسارات هذا الصراع بين الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني فكان طوفان الأقصى يمثل الشرارة المتقدة لمعركة تحرير الإنسان والأرض والمقدسات وحقوق الفلسطينين التي تم مصادرتها بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة وتزايد التوتر والاحتقان، فجاء طوفان الأقصى لإزالة سرطان أوجدته قوى دولية إقليمية بغطاء سياسي ودعم عسكري غربي أمريكي..فلو نظرنا الى الصوره الأوسع العالميه نرى دعما ومدد غربي كبيرا لإسرائيل منقطع النظير.... 
طوفان الأقصى هو نتيجة 
لأحداث لم تبدأ في 7 اكتوبر ،إنما بدأت قبل 75 سنة فهناك واقع مرير يعيشه سكان الضفة الغربية وقطاع غزة نتيجة ما يجري من إحداث دمويه في الأراضي العربية المحتلة سببه أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية هي أحد أسباب اندلاع أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية وإن تنوع الاساليب التهويدية الاسرائيلية في مدينة القدس، يعزز القناعة بأن ما يجري يومياً من اعتداءات تطال الإنسان والأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية، هو نهج استيطاني صهيوني مخطط له مسبقاً لذلك فأن الشعور بالظلم أكبر الدوافع للجنوح  في ظل الإبادة الجماعية في غزة بدعم أميركي وصمت عربي، حيث تعرت الأنظمة السياسية العربية من واجباتها تجاه القضية الفلسطينية ولم تبقى ثياب تخلع لها، كل ذلك خلق احساساً عاماً لدى الفلسطينيين ومنهم حركة حماس بأن مياه القضية الفلسطينية قد أصبحت راكدة وأن رائحتها قد أصبحت مليئة بالعفونة التي توحي بفساد البيئة المحيطة بها وبخطر الموت البطئ، وابتدأت الجهود الشعبية الفلسطينية في التحضير بصمت لهز تلك المياه الراكدة وإعادة القضية الفلسطينية إلى وضعها الذي تستحق كأكثر قضايا العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية عدلاً في مطالبها في عالم يخلو من العدالة ويطبقها ضمن معايير مزدوجة وهو ما حصل صبيحة يوم ٧/١٠/٢٠٢٤، لذلك إستشعرت حماس بأن وضع القضية الفلسطينية أصبح في دائرة الفناء والاختفاء من ذاكرة العالم، وقد ساعد مسار السلطة الفلسطينية و تنسيقها الأمني مع الاحتلال وتبعيتها له في جعل ذلك أمراً واقعا .
لهذه الأسباب أصبحت الحرب على إسرائيل مطلب شعبي لأنها وصلت لكل زاوية من زوايا الضفة الغربية وقطاع غزة  وتغولت إسرائيل على الشعب الفلسطيني وقضيته، فكان طوفان الأقصى هو الرد على خطوات مشاريع الكيان الصهيوني المحتل وأدواته وكل شركائه وأيقظ العالم وفرمل عمليات التطبيع  

من هنا جاءت المنطلقات الفكرية العقائدية لحركة المقاومة الإسلامية مع علمها بأن  فاتورة الخسائر في الأرواح كبيرة والتكاليف المادية والدمار الشامل ستكون كبيرة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي شكل في مجمله إبادة جماعية في حق الإنسانية.. لكن عربون الصمود من أجل الأقصى وفلسطين والتحرير من الظلم يستحق أكثر من ذلك،فمازالت الأحداث المأسوية المؤلمة  تروي لنا قصصا لا نعرف كيف تنتهي وماهي آثارها ومخاطرها وتبقى تحت مسار خانة التنبؤات المستقبلية اعتماداً على مستوى مؤشر المخاطر على الأنسانية  ونمط الحياة السائدة ، ولاتوجد حالياً حادثة مؤلمة تركت آثاراً مدمرة أشد إيلاماً على البشريّة من كارثة حرب قطاع غزة ، نتيجة لتفاقم الاختلالات والمخاطر التي عمت كل الحياة و خلقت الفوضى  التي أصابت كل مظاهر الحياة في الأضرار على الأرواح والاقتصاد العالمي ، فلا حديث اليوم يعلو على مخاطر الكارثة الإنسانية التي أصابت قطاع غزة... 
فجميع التحليلات تنطلق من وجهات نظر وتقيمات لما يقال من تصريحات للقادة السياسيّين والعسكريين والمحللين، لكن الوقائع الجارية على الأرض هي التي تفسر وتشرح مستوى منحنيات وتصاعد وتيرة الحرب وتساع دوائرها وأضرارها على جميع المستويات الإنسانية والبشرية والعسكرية والاقتصادية والأمنية وما تسببه من حرب نفسيه لها تداعياتها السلبية على حركة المجتمع... 

منذ طوفان الاقصى كل الأضواء والمقالات والتعليقات مسلطة بالطبع على غزة ثم جاء دور حزب الله واليمن وراعي محور المقاومة وإيران..فكل يوم نرى إزدياد في طبول الحرب تتوسع وتتعدد اسباب اندلاعها،رغم أنه تجري بعض المفاوضات السريه والعلانيه في أكثر من مكان  محاوله لمنع الحرب اولا بسبب هول دمارها ، وثانيا لان اداره
الرئيس جو بايدن كانت تريد تحقيق انجاز سياسي
امني  لتجنب التورط في حرب أوسع، فنحن امام عالم يشبه البراميل المتعدد الثقوب تخرج منه المياه الملتهبه من كل مكان.... 

◼️المبادرات الدولية والإقليمية لحل الصراع بين حماس وإسرائيل.

لا توجد حلول سياسية تناسب جميع الصراعات والنزاعات الدولية والإقليمية في العالم كما هو الحال لا يوجد دواء وأحد يناسب جميع الأمراض وخاصة الأمراض المستعصيه منها..

 فعلى طاولة المفاوضات عادة الجميع يبحث عن أفق سياسي وعسكري يحقق له انتصارات تحقق أهدافه ورؤيته ، غير إن موازين القوى، هي التي تفرض نتائجها على الأطراف المختلفة، وهي التي تتحكم بنتائج المفاوضات السياسية لمصلحة من يملك القدرة الأقوى والاكبر، وهو الذي يملك التأثير في انعكاس ميزان القوة لصالح مطالبه السياسية والاقتصادية والأمنية والالتزام بالشرعية الدولية والإقليمية...وقد لاحظنا أن كل المبادرات التي طرحت منخفضة الأثر والتأثير نتيجة تعنت الجانب الإسرائيلي بهدف إطالة الحرب وتحرير الرهائن بالقوة العسكرية وتدمير حماس ... 
ان هذه الحرب لا زالت تستعصي حتى اليوم على اية حلول سياسية أو دبلوماسية أو عسكرية لأن نتنياهو مازال يفتعل الأزمات السياسية لمحاولة التهرب مما هو متهم فيه من قضايا فساد  سترمي به في السجن..وتعتبر هذه الحرب كبؤرة تؤثر في المنطقة  خصوصا في ظل التغيرات الدولية وتضارب مصالح القوى الكبرى في المنطقة. وهو ما أدى الى ظهور العديد من المبادرات لتجاوز التناقضات في هذه الحرب ،وقد تم تحويل هذه القضية الى قوى اممية تمثلت في الأمم المتحدة للبحث عن تسوية للحرب . وقد وجدنا  أن منظمة الأمم المتحدة فشلت في تسوية هذه الحرب الى حد الان بسبب بعض العراقيل التي عطلت مسار التسوية ومنها المفاوضات التي تطلعنا كل يوم...فكل يوم يظهر لنا ثغرات عالقة  بشأن إنجاز مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإتمام صفقة تبادل الأسرى نتيجة تهرب الجانب الإسرائيلي بهدف إطالة الحرب وتحرير الرهائن بالقوة العسكرية
حيث نجد الكثير من المبادرات التي تطرح لإيجاد حلول لحرب غزة من الدول الغربية وأمريكا والإقليمية وكانت هذه المبادرات عالية السقف والاستعلاء في طروحاتها وأصبحنا نسمع بما يسمى اليوم التالي للحرب، يعني مين الذي سيحكم غزة، وكأن الحرب إنتهت وخرجت حماس مهزومه في نظرهم، لكن المعادلات تغيرت مع تحقيق الانتصارات لرجال المقاومة وصمودها المدعومة من حاضنتها الشعبية، فأخذت  هذه الطروحات والمبادرات تخفف من لغتها ومستوى الاستعلاء وتحاول إيجاد حلول أخرى تتناسب مع الواقع على الأرض، وكنا نسمع  أن جميع التصريحات الصادرة من قادة إسرائيل سواء العسكريين أو السياسين والداعمين لهم فيها من الثقوب السوداء التي تشير إلى عدم المصداقية برواياتهم حول مجريات الحرب والخسائر في الأرواح وتداعيات الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي... 

◼️الموقف الإقليمي والعربي والدولي من الأحداث في قطاع غزة.

قرأنا في المشهد السياسي والعسكري وما يُطرح من مبادرات لحل الصراع بين الفلسطينين والإسرائيلين بأن 
الدبلوماسية في الأقوال.. والوحشية في الأفعال، وسقطت الأخلاق عند قبح الأفعال...
فالمشهد السياسي والعسكري  للمواقف السياسية  للقوى الدولية والإقليمية والمحلية وتأثير الرأي العام العالمي من طوفان الأقصى دون المستوى المطلوب لأنهاء الإبادة الجماعية والقتل الجماعي للمدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ضمن مخطط لئيم يهدف إلى استباحة الأرض والعرض والشرف في قطاع غزة. 
كما شهدنا  في البدايه حراك سياسي ودبلوماسي دولي وإقليمي  وعربي، لحل حرب إسرائيل على قطاع غزة، وتواصلت المساعي الدولية والإقليمي والعربية للوصول لوقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحماس، والتوصل لهدنة إنسانية في قطاع غزة وبقيت  حرب غزة وتداعياتها تتصدر المشهد السياسي الدولي والإقليمي والعربي ، وإن الحدث ما زال قيد التفاعل وهناك كم هائل من المعلومات والتقارير فيها من الشعارات الكثيرة والإنجازات القليلة، وكلها لم يكن لها تأثير على أرض الواقع، فهذه الشعارات لم تطعم جائع ولم تعلم طالب، ولم تخفف من أوجاع مريض يتألم، ولم تأوي مشرد فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، 
فرغم المطالبات بوقف إطلاق النار إلا أنه تفاقمت المشكله بعدم الاستجابة من طرف إسرائيل بالسماح بفتح المعابر لمعالجة الجرحى ودخول المساعدات الإنسانية...
ونشاهد يوميا أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع في حربة سياسة الأرض المحروقة التي تقضي على كل مظاهر الحياة التي لا تصلح للبشر والطير والحجر ، لا توجد حرمة لأي مكان مدرسة أو أماكن عبادة أو مستشفيات....

 
◼️الموقف العربي تجاه حرب إسرائيل على قطاع غزة.
كشفت حرب غزة ثقوب سوداء كثيره في جدار الأمن القومي العربي، 
فالتحركات العربية  والمؤشرات لازالت توشي بأنها منخفضة الحدة والتأثير لا يمكن الاستناد على هذه التحركات..
 العرب لم يقدموا لغاية الآن مشروع يدعو إلى وقف الحرب على قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية، والكف عن الإبادة الجماعية ، فلم نرى ردود الفعل والجهود العربية  ترقى لمستوى الحدث المأسوي في غزة، مازال خجول لم يرتقي لمستوى الحدث الذي طال كل مظاهر الحياة الإنسانية في قطاع غزة ويعرض الأمن القومي العربي للخطر نتيجة المواقف العربية الخجوله وهذا 
ما كسبه العرب من تجاهل قضاياهم المصيرية والدينية، هذا التفرق والانقسام الشائن الذي سرّ أعداءهم، وأرخص مكانتهم العالمية، فألوحده والتمسك بدينهم هو الضمان الوحيد للوجود العربي في هذا العالم..لذلك لا بد من تحالف عربي موحد يكون سياج أمة العروبه عسكريا واقتصاديا وسياسيا  وهذه المعركة هي رسالة إلى القيادات العربية بأن الوقت حان لأخذ قرار عربي موحد وقوي ذو سيادة عربية ويكون بداية تحالف عربي لمستقبل العروبة وسياجها وحصن دولها وشعوبها ... 
كان الأولى من الانتظار لسماع أخبار سارة من حزب الله  أو من أنصار الله في اليمن أن نرى قيام ثورة فلسطينية في الداخل يجتمع فيها كل الفصايل الفلسطينية المناضلة من أجل فلسطين والقدس تحت قيادة واحدة من أجل التحرير. إن المرحلة التاريخية المقبلة للأمة تشهد تحولات كبيرة وجذرية، وعملية الانتقال إلى وعي مكافئ للمرحلة يقتضي عملاً جاداً يمكن أن نطلق عليه الانتقال من طور الصحوة إلى طور اليقظة، وهذا هو جوهر هذا المشروع الذي يعالج قضايا الفكر الرئيسة التي تثيرها التحوّلات الكبيرة الجارية، وذلك بغرض خلق مرجعية ذات وزن في الأمة، ويعالج أيضاً تنظيم الخارطة المعرفية عند المهتمين بمصير الأمة ومآلها.. بغرض تنظيم قراءة الواقع واتخاذ قرارات بشأنها تحفظ هيبته وأمنه. 

أظهرت حرب غزة عيوب وثقوب في جدار المشهد العربي والإقليمي والدولي
فهناك فراغ عربي كبير ساهم في ترسيخ هذا الضعف ، وغياب لدور عربي تجاه القضية الفلسطينية مما افسح المجال للقوى الإقليمية والدولية المؤثرة استغلال المنظمات  ومنها حماس التي تبحث عن داعم مالي وعسكري لها... من هنا نقول بأن القضية الفلسطينية بحاجه للعمق العربي حتى يصمدوا في الداخل ويتمكنوا من مقاومة الكيان الصهيوني. 
 
◼️موقف الدول الإقليمية.. 
 لم يكن التصعيد الإقليمي بمستوى الحدث الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وممارسة سياسية التجويع بالإضافة إلى ذلك القتل والدمار الذي طال الحجر والبشر وكل مظاهر الحياة.. فالدول الإقليمية مثل إيران وتركيا الذين يملكون قوة الفعل والتأثير، ولديهم  أوراق ضغط سياسية واقتصادية فاعلة لنجدة غزة من سياسة التهجير والتجويع والعطش والقتل والترويع الغير إنسانية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي لم يكن لها التأثير في تغير السلوك والممارسات الوحشية التي تقوم بها إسرائيل تجاه  أهل غزة التي حرمتهم من مظاهر الكرامة الإنسانية. 
 
◼️.الموقف الدولي تجاه حرب غزة.
 لقد أظهرت الأحداث الجارية بأن المجتمع الدولي قد أدار ظهره لقطاع غزة، فهناك صمت كامل للمجتمع الدولي على جرائم الاحتلال مما يجعله شريكا في الجرائم الصهيونية، ولم يكن للموقف الدولي أي دور سياسي فاعل لأيقاف محازر الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، من منطلق أن 

مصالح الدول الغربية الرئيسية هي من تدفعها لدعم إسرائيل، فأمريكا هي المصدر الرئيسي لتهديد الأمن والإستقرار في المنطقة وهي أم الكبائر التي ترتكب في حق الإنسانية..فأمريكا تستنفر لأي نزاع مسلح في العالم إقليميا أو داخليا للأمساك بخيوطه وتديرة حسب مصالحها ، إلا في فلسطين فتعمل على دعم العدوان الإسرائيلي الإرهابي، وهذا الدعم ساعد على استمرار الحرب بسبب مواقف الدول الفاعلة والدعمة لإسرائيل سياسيا واقتصاديا عسكريا ومعنويا بجانب الولايات المتحدة الأمريكية في دعمها للكيان الصهيوني، وكما يقال فأن أمريكا يظهر من سلوكها بأنها تأكل مع الذئب وتبكي مع الراعي، وهذا السلوك يظهر من التناقضات بين التصريحات والأفعال، فمازالت أمريكا تمد الكيان الصهيوني المجرم بجسر من الإمدادات العسكرية الفتاكه لتعزيز قوتها في أرض المعركة، فالإدارة الأمريكية شريكة ومخطط لهذه الحرب وهي مسؤولة اخلاقيا وسياسيا وعسكريا عن نتائج هذه الحرب حيث هي التي أعطت الضوء الأخضر للاحتلال للقيام بممارسته الوحشية على أهل غزة من قتل وهدم للبيوت والمستشفيات وتهجر السكان، فقد حولت إسرائيل بدعم أميركي غزة إلى صحراء من الأنقاض ومع ذلك لا يمكن تدمير حمــاس، فهي ليست مجرد منظمة، لكنها فكرة وقوة ذات جذور في المجتمع، وأفكارها متجذرة في عقول وقلوب الناس، وأنه من المستحيل هزيمة حماس أو تحقيق أهداف مجلس حرب النتن ياهو بعد هذا الوقت الكبير الذي أخذه بالحرب دون فائدة،لأنه الحاضنة الشعبية لحماس متماسكة جداً وداعمة التحركات حماس، فهي في الحقيقة تشبه علاقة السمك بالماء من حيث أهمية الترابط والاستمرار في الصمود والبقاء في أرض المعركة...
 أما بالنسبة لأسرائيل لديها ثقافة عنصرية واستبدادية كارهه للعرب والمسلمين متجذرة في التيارات الدينية لديهم وانعكس ذلك بعدم اكتراث الحكومة الإسرائيلية للقانون الدولي وقواعد الشرعية الدولية، وهذه سياسة اتبعتها إسرائيل منذ عام ١٩٤٨،المشكلة ليست في نتنياهو وإنما في الثقافة والإيديولوجية الصهيونية المتجذرة لدى الشعب الإسرائيلي، ونتنياهو هو أحد مظاهر الاستبدادية الدمويه والعنصرية الأشد للممارسة الإبادة الجماعية والقتل الجماعي للمدنيين القائمة عليها... فالإبادة الجماعية والقتل الجماعي والتجويع التي نراها هي جريمة بقرار أمريكي بأيدٍ صهيونية وتخاذل رسمي عربي..

حقيقية نحن نسخر  من قادة دول العالم الذين يسعون لتهدئة الأوضاع في غزة وفي الوقت نفسه يزوّدون إسرائيل بالأسلحة ويدعمونها سرًّا وعلانية... 
فأسرائيل في نظر الغرب ليست كيان جغرافي هي مشروع غربي لتدمير كل المشاريع المحاطه بها، ليست مقتصرة على فلسطين، وهذا يحصل في ظل غياب المشروع العربي وحالة الانقسام التي يعاني منها النظام السياسي العربي والتأزم السي الذي اصاب الجسم السياسي العربي ووضعه في غرفة الإنعاش...!!؟ 

◼️أثر طوفان الأقصى على إسرائيل سياسياً وعسكريا واقتصادياً.. 

  أخذت إسرائيل تبحث عن حبل إنقاذ من الخارج من أوروبا أو أمريكا
 بعد الحدث العظيم في السابع من أكتوبر، والذي زعزع ثقة الدولة الصهيونية ببقائها وزعزع قناعتها بأن كل خططها السابقة في  زرع روح الاستسلام للمقاومة الفلسطينية قد باءت جميعها بالفشل الذريع، لذلك كان قرارهم حاسماً بأنهم أمام خطر وجودي لا يحتمل التردد في مواجهة الخيارات المعقدة وكانت تتلخص إستراتيجيا بضرورة استعادة الهيبة وقوة الردع اللتين خسرتهما في لحظات. 
عملية طوفان الأقصى خلقت واقعا جديدا على كل المستويات في الكيان الصهيوني ، فبرغم من الإبادة الجماعية التي حدثت في غزة منذ أكثر من سنه ، فإن الكثير من المفكرين والأكاديمين والمحللين السياسين والعسكرين بمافيهم يهود، يعتقدون ان الكيان الصهيوني قد وصل لمرحلة الشيخوخة وبدأت نهايته تتأكل، حيث فجر طوفان الأقصى تداعيات وارتددات وهزات خطيرة جداً داخل الكيان الصهيوني في جميع مؤسساته، فأصبح في حالة هياج وقلق من صدمة ما حصل لجيشه في ٧ أكتوبر ،فأثبتت كل الوقائع الجارية في أرض الواقع بأن إسرائيل تنكسر وتنزف ، فهناك استنزافا عسكرياً وبشريا وامنياً واقتصاديا وانهيار في معنويات الجيش، فقد حطمت حماس نظرية التفوق الأمني والعسكري لإسرائيل، ففي الاطار الاستراتيجي تم اسقاط النظريه الأمنيه الاسرائيليه النظريه التي قام على اساسها هذا الكيان
الصهيوني، النظريه القائمة على الردع وهي ان الكل يخاف من هذا الكيان لأنه الاقوى في الشرق الاوسط وبالتالي لا يتجرأ احد على التفكير في محاربته، وهذا ما يحصل داخل دولنا العربيه فلا يوجد دوله عربيه او اسلاميه تفكر في موضوع محاربة هذا
الكيان.. وكون الأحداث لم تنتهي  فمازلنا نعيش  في حالات الروايات التي تتناول سير المعركة  نسمع خطابات سياسية مرتفعة السقف والأستعلاء  من الكيان الصهيوني والداعمين له كلها تتضمن القضاء على حماس وإخراج الرهائن بالقوة الجبرية وتهجير أهالي غزة، والاستمرار في القصف والتدمير للمنازل وقتل المدنيين بهدف الضغط على قادة حماس للاستسلام من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية  لشعب الفلسطيني..لذلك فأن إسرائيل مازالت مستمرة بالحرب  بسبب دعم أمريكي لا متناهي، وغياب عربي لا متناهي وتماسك الجيش الإسرائيلي بهدف القضاء على حماس وإخراج الرهائن بالقوة الجبرية وتهجير أهالي غزة..لقد أظهرت الممارسات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني بأنها تنحدر نحو دولة عنصرية وتبتعد عن الأمم الأخرى...

 ◼️.٤ أثر الرأي العام العالمي على الاحداث الدموية في قطاع غزة......

بعد معركه طوفان الاقصى  شاهدنا معاني الإنسانية كيف تتشكل في العالم، فالانسانيه ليس لها دين او قوميه، الانسانيه
هي مبادئ  واسس حضاريه بتجمع يعني مجموعات بشريه
من كافه اركان العالم ،الإنسانية ليس لها حدود،، الإنسانية أصبح لها أجنحة تطير بها إلى العالم لتظهر الوجه القبيح لبشاعة الإجرام الصهيوني،، وهذا هو واحد من المكاسب المهمه التي  خرجنا بها من هذه الازمه، حيث ان هناك تغير كبير في الراي العام الدولي، وان هناك قطاعات كبيره من
الشباب بدات تستوعب هذه القضيه وبدات تفهم السرديه الفلسطينيه وحق الشعب الفلسطيني في ارضه وحقه في عودته وحقه في مقاومه  الاحتلال، فمع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بين إسرائيل وأهل غزة بدات عاصفه شعبية تهب في دول العالم  للضغط على حكوماتها لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة..
فلأول مرة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى تكتسب القضية الفلسطينية زخما سياسيا وإنسانيا غير مسبوق بفضل الإعلام البديل وثورة الاتصالات التي أظهرت الصدمات والصور الشنيعة لأفعال الكيان الصهيوني في قتل كل مظاهر الإنسانية مما استدعاء قيام المظاهرات الاحتجاجية بمئات الآلاف فى شوارع العواصم والمدن الكبرى مثل واشنطن ونيويورك ولندن وبرلين وميلان ومدريد وبرشلونة وباريس فضلا عن العديد من العواصم العربية فنرى المظاهرات تتسع دوائرها في مدن العالم مطالبة بوقف إطلاق النار على قطاع غزة 
حيث أخذت المؤتمرات والملتقيات الشعبية والمظاهرات داخل دول العالم لنصرة غزة، مما يدلل على أهمية الصراع واحقيته وعدالته، وفشل المرويات الكاذبة الغربية 
حيث أخذت بعض الدول الغربية ببحث تداعيات الحرب على تماسك المجتمعات الغربية التي بدأت ترفض الأساليب الوحشية التي تقوم بها إسرائيل تجاه المدنيين في غزة من سياسة الأرض المحروقة، والتجويع وهدم المنازل وأماكن العبادة والمستشفيات المحمية من القانون الدولي الإنساني...
المظاهرات هي جزء من أوراق الضغط على الخارج قبل أن تكون ورقة ضغط  في الداخل وهو سلاح تستخدمه الدول والحكومات في العالم لجذب الانتباه إلى مشاكلها الداخلية وتحذير العالم من تجاهلها وسبق أن استخدمها الأردن إبان دخول العراق للكويت عام..
هناك صحوة ويقظة في الشعوب لكنها ليست عميقة التأثير لتغير رأي الحكومات في الغرب..  

 ورغم أنّ إسرائيل حولت  غزة إلى صحراء من الأنقاض، إلا أن جميع التقارير الصادرة عن مراكز الأبحاث والمحللين السياسين والعسكرين تؤكد بأن فكرة أن إسرائيل قادرة على هزيمة حماس أو القضاء عليها عسكرياً هي فكرة غير واقعية وإن أيديولوجية الحركة ستظهر في حركة أخرى، ولا يمكن تدمير حماس، فهي ليست مجرد منظمة، لكنها قوة ذات جذور في المجتمع، وأفكارها متجذرة في عقول وقلوب الناس، والتعامل مع هذا الأمر يمكن مقارنته بتطهير ألمانيا بعد الحرب، أي إنها عملية ستستغرق عقوداً.
وتؤكد بعض التحليلات أن حماس قد تخرج من هذه الحرب وقد تم إضعافها عسكريا، لكنها أصبحت أكثر قوة على المستوى الاستراتيجي، حيث  أن  طوفان الأقصى شكل نقطة تحوّل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفتح الباب أمام صدمات جديدة وقديمة، فالإسرائيليون تذكروا المحرقة، والفلسطينيون تذكروا النكبة، وهجوم حماس أعاد القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العالمي من جديد وأصبح حماس القوة الرئيسية في مواجهة إسرائيل بالنسبة للكثير من الفلسطينين والعرب ....
وبذلك فإن هذا الكيان الصهيوني المجرم أخذ يفقد بعض حبال دعمه العالمية نتيجة لما يقوم به من جرائم حرب، وإبادات جماعية لمجموع سكان غزة... لان هذة الوسائل  كشفت أكاذيب وفبركة الإعلام والاتصال الغربي الذي يتعامل بازدوجبة المعايير الدولية في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية فولدت إزدواجبة المعايير التي كشفت عورات ونفاق الأنظمة الغربية..فالشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب التي عانت من الكيل  بمكيالين نتيجة السياسات الدولية الظالمة بحق الإنسانية....

أهمية ما حصل يوم 7/10/2023 وما تبعه أنه أعاد احياء القضية الفلسطينية وأدَّى إلى إعادتها إلى قمة الاهتمام الدولي خصوصاً وأن الإجرام الاسرائيلي قد أثار حفيظة المجتمع الدولي الذي جَاهَرَ برفضه لسياسات الاحتلال الاسرائيلي في تدمير إقليم غزة وممارسة عمليات القتل الجماعي لسكانه دون أي تمييز .
فكل ما يجري في غزة  وفي محيطها الإقليمي، نتيجة إستمرار العدوان عل عزة  الذي شكل خرقا فاضحا للقانون الدولي الذي جعل العالم ينتفض لبشاعة الإجرام الاسرائيلي متنمرا على القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني يتعطل ولا فائدة منه إذا كانت  هناك دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية لها أحد أطراف الصراع وهذا واضح مما يجري في غزة...كل ما يجري في غزة و في محيطها الإقليمي، على الصعيدين العسكري و السياسي إنما يدور حول أهداف استراتجية وهي  إستئصال حماس إستئصالاً كليا، و إن تعذرت الإزالة الكلية فلا تراجع عن تفكيك عدتها العسكرية و الإبقاء عليها كياناً سياسيا رثَاً مكسور الجناح ، منزوع الشوكة، كما هو حال فصائل "أوسلو” . ذلك المقصد الإستراتيجي ليس مطلباً إسرائيلياً فحسب، بل هو غاية دولية وإقليمية ، وقد يكون تورط لبعض من العواصم الاقليمية في مشروع الإجتثاث، وهذا الأمر هو الأخطر  ليس على  مستوى القضية الفلسطينية فقط، بل على مستوى  معادلات الصراع الإقليمي برمتها. ذلك أن هزيمة حماس عسكرياً أو إنتصارها سيفرز تحولات محورية على الصعيدين الفلسطيني  والعربي.. 

◼️ تداعيات حرب غزة على المنطقة. 

أثرت التطورات إلدامية الجارية لحرب إسرائيل على غزة فظهرات بوادر 
التوتر في البحر الأحمر من جانب الحوثيين وكذلك دور حزب الله والمقاومة العراقي وهذه من بركات طوفان الأقصى، فاشغلوا الكيان الصهيوني على كافة الجبهات كأحد تداعيات الصراع في غزة نتيجة لدعم الأميركي لإسرائيل وحتى هذه اللحظة لم يتوقف، وهو مستمر سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فلا يوجد ضغط أميركي حقيقي لإيقاف الحرب في غزة، فيما تأخذ الحكومة الإسرائيلية مهلتها ووقتها باستمرار العدوان، كما أن قرار محكمة العدل الدولية غير الحاسم جاء كمهلة جديدة للاحتلال للاستمرار في العدوان على غزة....
رغم أن ما يشهده  قطاع غزة  من إجرام حقيقي، تنتهك فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي كل الأعراف والقوانين الدولية، بارتكابها لـ إبادة جماعية في حق الفلسطينيين، فإن هناك من يرى أن هناك "صورة تاريخية تحكم المشهد بين المحتل الصهيوني و الشعب الفلسطيني تتكررُ عبر التاريخ، ومشهد غزة دليل على ذلك، 
إسرائيل امتداد بشع للاحتلال الأوروبي.. فعلى الجميع أن يتذكر بأن إسرائيل قد قامت على ركائز أساسية منها الدعم الأميركي الأوروبي الأعمى والمطلق، والقتل والمجازر الجماعية والتشريد والتهجير، والدهاء والتضليل والخداع وطول النفس، والعمل على تشتيت وتحطيم كل تكتل عربي واستثمار كل نقطة ضعف لدى الفلسطينيين والعرب... فالدوله عندما تلجأ إلى الحل العسكري معنى ذلك أن هناك فشل استخباراتي، وفشل سياسي دبلوماسي وهذا ما شهدناه في ساحة الصراع لغاية الآن.....
◼️مكاسب حماس من عملية طوفان الأقصى.

 معركة طوفان الأقصى هي قيامة امة، وعلى الامة ان تتحد خلف ايديولوجيا واحدة هو تحرير فلسطين، فلن تنهض الامة الا بتحرير فلسطين، والمقاومة هي طريق التحرير، ودعمها واجب علينا شعوبا واحزابا وحكومات، فواضح من طبيعة هذه العملية أن حماس تهدف إلى ضرب الفكرة المركزية التي يقوم عليها الكيان الصهيوني، وهي فكرة إرادة البقاء، هذه الفكرة هي الوقود الذي يضمن استمرار الكيان الصهيوني، وعملية 7 أكتوبر تبدو مفصّلة تمامًا على مقاس هذا الهدف في كسر إرادة القتال  وإرادة البقاء لدى الكيان والجيش الإسرائيلي، فكل ما تفعله حماس الآن عسكريًا وإعلاميًا وسياسيًا يهدف إلى شيء واحد، وهو كسر إرادة القتال لدى الجيش الإسرائيلي، وكسر إرادة القتال يؤدي أتوماتيكيًا إلى كسر إرادة البقاء، وهو الهدف الأساسي الذي خلق حالة إحباط لدى الجيش الاسرائيلي بما افقده الدافعية للاستمرار، وقد اتبعت حماس أسلوبًا مهمًا في صناعة الإحباط، وهو توثّيق استهدافها لجنود الصهاينة بشكل يظهر وكأنها تتلاعب بهم، وأنها قادرة على الوصول إليهم بكل سهولة، وحتى مدرعة النمر التي اعتقد الجيش الصهيوني أن جنوده سيكونون بأمان داخلها استطاعت حماس استهداف وقتل من يحتمون بها.
حماس صنعت الرجال أولا قبل السلاح والقوة العسكرية عميقة البناء العقائدي، منضبطة الاداء الميداني، تتحرك بروح جهادية قويه ، لم تنكسر في معركة قط، رغم الفوارق التسليحية  بينها  وبين عدوها !  نحن أمام أنموذج غير معهود في الحالة العربية المعاصرة !! 

حماس لديها قيادة سياسية تملك رؤية و مشروعاً ولها بصيرة نافذة و فهم عميق لمفاصل النظام الدولي و الاقليمي ، و قدرة على المناورة و التحرك في الهوامش المتاحة، وتملك   البنية الفكرية و التنظيمية للحركة تعصمها من التشظي و تحميها من التشققات و تمنحها إتساقا فكرياً و صلابة تنظيمية . 
 وحاضنة شعبية ليست فقط متصالحة مع المقاومة أو مساندة لها ، بل هي جزء أصيل من الحالة الجهادية ، و قد أبدت من ضروب الصبر و البسالة و الاحتساب ما جعل العالم يسأل؛ أي جنس من البشر هؤلاء،  
كما لديها حواضن جماهيرية ممتدة في العالمين العربي و الإسلامي ، تتبنى مشروع المقاومة و تبدي إستعداداً للإنخراط فيه لولا الموانع السياسية. وتفوق أخلاقي عزز سردية الحركة و أحدث إنقلاباُ سياسيا في الوجدان العالمي الذي بات يشهد تحولات جوهرية في منظوره السياسي و مواقفه الأخلاقية إزاء القضية الفلسطينية.... فلن تعود قضية فلسطين إلى الظل مرة أخرى..... 

 
◼️الخروج من هذه النكبات والأزمات وما يحاك ضد الأمة العربية.

لتحقيق هزيمة إسرائيل يجب توفر شرطين أولا  الوحده الفلسطينية وأنها حالة الانقسام والتجزئة والتباين في المواقف وعدم تحقيق الأمن والاستقرار في الداخل الفلسطيني والثاني العمل من خلال الإعلام والدخول إلى المجتمع الإسرائيلي وعمل انقسام داخله وتفكيك الأعمدة التي يقوم عليها ، بحيث نخلق تيارات تؤيد حق الشعب الفلسطيني في أرضه..
فحل الصراع العربي الإسرائيلي يكمن في تنفيذ قرارات الشرعيه الدولية وكل ما صدر من قرارات من مجلس الأمن الدولي باحترام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وهذا يتم من خلال قيام أعضاء مجلس الأمن الدولي أصحاب الفيتو باتخاذ قرار دولي بتنفيذ القرارات السابقة الصادرة عن  مجلس الأمن الدولي والزام جميع الأطراف المتنازعه على تنفيذها حرفيا..

فكما هو معروف بأن مع الأحداث الكبرى بتولد المشاريع الكبرى إن كان هناك قيادات ذات  أثر وتأثير وإرادة كبيرة تسطيع أن تأخذ بزمام المبادرة  في تقديم مشروع أو أكثر، فالشعوب لا تجتمع من غير مشروع وقيادة جماعية ورؤيه وتصور، قيادة سياسية تملك رؤية ومشروعاً ولها بصيرة نافذة وفهم عميق لمفاصل النظام الدولي و الاقليمي ، و قدرة على المناورة و التحرك في الهوامش المتاحة.. لذلك فأن 
النظر إلى الأمام مطلوب الآن، وعلى الفلسطينيين بدورهم أن يفكروا بمستقبلهم دون الاكتفاء بانتظار ما يريد الآخرين أن يفعلوا بهم وأن يقرروا كيفية تشكيل مستقبلهم
مسلسل المفاجآت مستمر والأيام القادمة قد تحمل المزيد من المفاجأت..
إن انتصار المقاومة، وتمسك الفلسطينيين بأرضهم، وإنهاء الانقسامات والتجديد السريع للإدارة الوطنية الفلسطينية، هو الطريق الوحيد لإفشال المشاريع الصهيونية الاستعمارية وفتح نافذة مضيئة نحو  المستقبل القريب.. 

◼️في الختام علينا أن لا نراهن في حل قضايانا المصيريه على اي حل دبلوماسي ومفاوصات تديرها أمريكا وتتحكم في خيوطها ، علينا أن نراهن على قدراتنا وإمكانياتنا العسكرية والاقتصادية والأمنية، وعلينا أن نراهن على تماسك وحدتنا والتضامن الحقيقي في المواقف السياسية والاجتماعية والاقتصادية...
علينا أن ننظر كيف نُقيم مشروع عربي يحمل رؤيتنا وينافس المشاريع الإقليمية والدولية المؤثرة في اضعافنا.. 
علينا التخلص من التبعية بجميع أشكالها وألوانها لأن البلد المتسول لا يستطيع أن يكون له موقف وقرار شجاع....
علينا ان نبدع في إيجاد الوعي السياسي واليقظة والقيادة الناضجة والإرادة الصلبة والعزيمة الأقوى لتكون القوة الرادعه والاقوى من كل الأسلحة المتطورة وهي تمثل مفاتيح الاستعداد...
تحتاج فلسطين الى انتفاضة ونهضة عربية حقيقية تقلب الموازين والمعادلات ولن نفقد الامل في امكانية حصولها...
علينا خلق ميزان قوى يحقق الأهداف الإستراتيجية التي تهدف إلى إحتراماً لسيادة الأمة العربية ويخلق لنا نفوذ ومكانة على الخارطة الدولية والإقليمية ولا يُنظر إلينا كملاعب نفوذ للقوى الدولية... 

إن رفض إسرائيل لمبادرات السلام وتجنبها ترسيم حدود نهائية لها، وتوظيفها للأدوات العسكرية والدبلوماسية لتحقيق طموحاتها، تشير إلى أننا أمام مشروع استراتيجي طويل الأمد يسعى إلى فرض إسرائيل الكبرى كواقع جديد في الشرق الأوسط، في ظل التخاذل العربي، والدعم الأمريكي، ومعاهدات التطبيع التي تغطي التحركات الإسرائيلية، فإن دول المنطقة أمام مفترق طرق إذا لم يتخذ العالم العربي والإسلامي موقفًا حاسمًا، فإن المستقبل قد يشهد ميلاد نظام جديد في الشرق الأوسط، تكون فيه إسرائيل هي القوة المهيمنة بلا منازع ويكون العالم العربي خارج نطاق الفعل المؤثر لحماية آمنه القومي...... 

((ما اكبركِ يا غزة التي جمعت شعوب العالم على موائد الإنسانية...وما أصغر العالم الذي تعرى من ملابسه وهو يشاهد الإبادة الجماعية الصهيونية في أبشع وأقبح صورها بحق الشعب الفلسطيني )) ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الدكتور المستشار محمد سلمان المعايعة الأزايدة.