في عالمنا اليوم، نواجه العديد من الأشخاص الذين يحرصون على تحقيق مصالحهم الشخصية بأي ثمن، متسلّقين على أكتاف الآخرين للحصول على ما يريدون، بينما ينسجون قصة نجاح مزيفة تنسب الفضل إليهم. هؤلاء الأشخاص، الذين يُطلق عليهم "المتسلقون"، لا يمتلكون رؤية واضحة سوى استخدام الآخرين للوصول إلى أهدافهم الشخصية، متجاهلين القيم الإنسانية والاحترام المتبادل.
من جهة أخرى، هناك أشخاص آخرون يعملون بجد واجتهاد، ليس لأنهم يسعون للحصول على شيء مقابل، بل لأنهم يؤمنون بأن العطاء هو الطريق لتحقيق الخير للجميع. هؤلاء الأشخاص الطيبون هم من يقيمون العلاقات الصحية، ويقدّمون الدعم والتوجيه لمن حولهم، لأنهم يعرفون أن النجاح الحقيقي لا يأتي إلا عبر السعي المستمر والتعلم من الدروس التي تقدمها الحياة.
ومع كل ذلك، تبقى الحقيقة الأهم أن الرحلة نحو النجاح لا تكون دائماً مفروشة بالورود، إذ يتعين على الإنسان أن يكون حريصاً في اختيار الأشخاص الذين يستمع إليهم، ويحيط نفسه بمن هم حريصون على مصلحته الحقيقية. يجب أن يعرف الإنسان أن ليس كل من حوله يتمنون له الخير، بل قد يكون هناك من يضعون العراقيل أمامه من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة.
لن تجد النجاح إذا استمعت فقط إلى الأصوات السلبية أو إلى أولئك الذين يحاولون تحطيم أحلامك. النجاح الحقيقي يأتي عندما تنصت إلى نفسك، وتثق في قدراتك، وتواصل السير نحو تحقيق أهدافك بعيداً عن كل ما قد يعترض طريقك. ففي النهاية، أنت من يصنع مستقبلك، وأنت من يحدد ملامح نجاحك.
الطريق طويل، ولكنه مليء بالفرص لمن يسعى بصدق، ومن يتعلم من كل تجربة، ومن ينصت لأحلامه. لذا، لا تدع المتسلقين يشوّهون رؤيتك، وابقَ مخلصاً لطموحاتك وأهدافك التي ستقودك إلى مستقبل مشرق.