قال رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور خالد الحياري خلال رعايته الحفل الذي نظمته كلية العلوم التربوية احتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي جاء بعنوان "دور المعلمين في احياء اللغة العربية"، نلتقى في هذه الندوة التي تحمل عنوانا يعد من أهم ركائز النهضة الثقافية والتربوية، الا وهو دور المعلمين في احياء اللغة العربية، ونحن في خضم احتفالاتنا باليوم العالمي للغة العربية، لنؤكد دور المعلم كحامل للرسالة التعليمية، وكمحرك أساسي لاحياء اللغة العربية في نفوس الاجيال، للحفاظ على هويتنا وتعزيزها، مؤكدين مكانة اللغة التي شرّفها اللهُ عزَّ وجل، ونزّلَ بحروفِها الذكرَ قُرآناً مُبينا، والتي حملت أعظمَ رسالةٍ لخاتمِ الأنبياءِ والمرسلين النبي العربي سَيدِنا محمد صلى اللهُ عليهِ وسلّم، اللغة التي احتضنت تُراثَ أمتِنا وأدبَها وفكرها، وشهدت على إبداع علمائنا وحضارتنا التي أضاءت للعالم طريق العلم والمعرفة.
وأشاد الدكتور الحياري بجهود القيادةً الهاشميةً الحكيمة، التي لا تدّخرُ جهداً يَهدفُ لتطويرِ قطاع التعليمِ ودعمِ المُعلم، وإيلاءِ اللغةِ العربيةِ مكانَتها التي تستحُقها، فجهودُ جلالةِ الملكِ المُفّدى وجلالةِ الملكةِ رانيا حفظهم الله، تَكادُ لا تتوقف حيثُ يَحرصَانِ على إطلاقِ المبادراتِ والاستراتيجياتِ الوطنيةِ، التي تَهدفُ إلى تحسينِ السياساتِ التعليمية، وتطويرِ مهاراتِ المُعلمين، وتحديثِ المناهجِ المدرسية، إضافةً إلى حِرصِهم المُستمرِ لتكريمِ المعلمين، ودعمِ مكانتهم، وتحسينِ ظروفِهم العمليةِ والمعيشية، وتوفيرِ البئيةِ الملائمةِ التي تُمكّنَهم من الابتكارِ والإبداعِ، كما إن لجلالتِهما جهوداً ملموسةً في تعزيزِ مكانةِ اللغةِ العربيةِ بدعمِ المؤسساتِ والمبادراتِ التي تُساهمَ في إحيائِها ونشرِها، والترويجِ لها عالمياً، لإيمانِهم الراسخِ بأن المُعلمَ هو الركيزةُ الاساسيةُ في بناءِ الأجيالِ ونهضةِ المجتمع، وأن اللغةَ العربيةَ هي العمودُ الفِقَري للهُويةِ الثقافيةِ والوطنية.
واكد الدكتور الحياري على دور المعلمين الذين يعدون الرسل الذين يحملون امانة رسالة مقدسة لنقل العلم والفكر والفضيلة، وهم الذين يساهمون في غرس القيم وتشكيل الهوية وتعزيز الانتماء، مما يحتم عليهم مسؤولية عظمى لبناء الجسور بين الاجيال وربط ماضينا العريق بحاضرنا ومستقبلنا، لمواجهة تحديات العصر الحديث بإبداع ومثابرة راسخة في قلوبهم وعقولهم، وأضاف أن المعلمين هم حماة اللغة، وحراس أبوابها، وسفراؤها إلى العقول الناشئة، وهم من يغرسون في قلوب أبنائنا شغف الكلمات العربية وجمالياتها، ويكشفون لهم عن كنوزها الأدبية والعلمية، ويدفعونهم إلى أن يكونوا سفراءً للعربية في مختلف ميادين الحياة. في ظل التحديات التي تواجه لغتنا اليوم من عولمة متسارعة، مشيداً بدور المعلمين كخط دفاع أول يحمي هذه الجوهرة النفيسة، ويواجهون تحديات العصر الحديث بإبداع ومثابرة، ويقدمون لأبنائنا وسائل حديثة لفهم العربية وحبها، لتبقى راسخة في قلوبهم وعقولهم".
وأشار عميد كلية العلوم التربوية الاستاذ الدكتور محمود جرادات إلى أن كلية العلوم التربوية تحتضن برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين، نظرًا لأهمية اللغة العربية في التعليم، فقد حوي هذا البرنامج مسارًا خاصًا لها، ويمتلك المدربون فيه مهارات تدريبية عالية واحترافية، ويقومون بجهود نوعية لتحسين مهارات الطلبة المعلمين وفق أحدث الممارسات التدريبية العالمية، وأضاف أن للغة العربية دورا حيويًا في حياتنا على الصعيد الثقافي، والتعليمي، والديني فهي أداة لتعزيز الهوية والانتماء، ووسيلة للتعلم والتحصيل العلمي، وجسر للتواصل مع التراث الديني والإسلامي ومختلف الحضارات، وقد كان لجامعتنا الجامعة الهاشمية ممثلة برئيسها الأستاذ الدكتور خالد الحياري الدور الكبير بالرعاية والاهتمام ببرنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين الذي تضمن مسار اللغة العربية.
الدكتورة سمر الشديفات مدرسة طلبة الدبلوم العالي أكدت خلال كلمتها على أن برنامج الدبلومِ العالي لإعدادِ المعلمينَ يعد برنامجاً وطنياً ويحظَى برعايةٍ ملكيةٍ والذي تحتضِنُهُ الجامعةُ الهاشمية لتعليمِ فنونِ التدريسِ وأهمِ المهاراتِ والمعارفِ والاخلاقيات المهنية لكي يكونَ المعلمُ مؤهلا ومعدًا وقادرا على الولوجِ إلى الغرفةِ الصفية بكل يسرٍ وسلاسةٍ ومهنية، مضيفة أن البرنامج قطع شواطا كبيرًا للحصول على الاعتماد الدولي المتميز الـ(CAEP).
وقد بين الدكتور محمود الخزاعلة مساعد عميد كلية العلوم التربوية لشؤون الدبلوم العالي والشراكات في كلمته، أهمية قيمة اللغة العربية وأثرها في بناء الفكر العربي وإثرائه، فضلًا عن إيراد بعض الشواهد الشعرية التي تتغنى بجمال العربية وسحر بيانها.
وتضمن الاحتفال كلمات القاها طلبة الدبلوم العالي لإعداد المعلمين، وجلسة حوارية قدمتها طالبات الدبلوم العالي في تخصص اللغة العربية حول اللغة العربية كلغة فصيحة واهم الاسباب التي ادت إلى عدم استخدامها وعرض الحلول المقترحة لمعالجة هذه الاسباب باشراف الدكتوره ايمان الحراحشة، كما اشتمل الحفل على العديد من الفقرات احتفاءً بهذا اليوم شملت تقديم عرض مسرحي عن اللغة العربية لرسالة "التوابع والزوابع" لابن شهيد الأندلسي قدمها طلبة مدارس الزرقاء، وأناشيد وقصائد عن اللغة العربية، ومسابقات متنوعة.