دعا المُؤتمرِ الإقليميِّ "الذاكرة في التراث: تعزيز التعاون بشأن التراث الوثائقي في المِنطقة العربية"، في ختام أعماله بالدوحة الليلة الماضية، إلى الاستفادة من خبرات اللجان الوطنيَّة القائمة في الأردن في هذا المجال وعدد من الدول العربية مثل الجزائر، مصر، لبنان، المغرب، عُمان، وتونس، ولجان دول مجلس التعاون الخليجي الفرعية.
وسلَّط المؤتمر الذي نظّمتْه دارُ الوثائق القطرية بالتعاون مع منظمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، الضوء على التجاربِ الناجحةِ للجان الإقليميَّة في هذه الدول، اذ أظهرت هذه اللجانُ أهميةَ التعاون الإقليمي في ضمان تمثيل قوي ومُستدام في السجل الدوليّ، وتمَّ تقديمُ أمثلةٍ ملهمة حول كيفيَّة تجاوز التحديات المحلية من خلال التكامُل بين الدول الأعضاء.
وشارك في المؤتمر، جمْع من الخبراء الدوليين والإقليميين وصنَّاع القرار ومُمثلي المكتبات الوطنية والمتاحف والأرشيفات من الأردن ومُختلِف الدول العربية.
وأقر المؤتمر إنشاءِ لجنة إقليميَّة خاصّة بالمِنطقة العربيَّة لبَرنامج ذاكرة العالم، كخُطوةٍ تهدفُ إلى توحيد الجهود الوطنية والإقليميَّة في مجال حماية التراث الوثائقي.
وستركز هذه اللجنة على وضع الأُسس العمليَّة لتطوير آليات التعاون الإقليمي في حفظ التراث الوثائقيّ، وضمان تمثيل أفضل للمِنطقة العربية في السجل الدوليّ.
وأكَّدَ المُشاركون أنَّ هذه اللجنة ستعملُ وَفق أفضل المُمارسات العالمية المتبعة في اللجان الإقليمية الأخرى، مع تكييفها لتناسب الخصوصيات الثقافية والإدارية للدول العربية.
وعرضت "لين آنه مورو" من مكتب اليونسكو في بانكوك، الخُطواتِ الإجرائيةَ التي تعتمدها المنظمة الدوليَّة لتشكيل لجان إقليمية فعّالة.
وأشارت مورو إلى أنَّ اللجنة الإقليمية ستضفي الطابعَ الرسميَّ على التَّعاون بين الدول العربية، وستساعدُ في تسهيل التَّنسيق الإقليمي في إعداد المُقترحات والمشاريع ذات الصلة ببرنامج ذاكرة العالم.
وأكَّدت دور هذه اللجانُ المحوري في دعم التراث الوثائقي، مشيرةً إلى أهمية بناء شبكة تعاون إقليمية تسهم في تعزيز الكفاءة والفاعليَّة.
من جانبه، أوضح "مينغ كوك ليم" عضو مكتب اليونسكو في الرباط، أنَّ تشكيل لجنة إقليمية للمِنطقة العربية، سيوفرُ منصةً متخصصةً للتنسيق بين الدول الأعضاء، وتسهيل تبادُل المعرفة والخبرات، بالإضافةِ إلى تعزيز التعاون مع اللجان الدوليَّة الأخرى، مؤكدا أن مثل هذه اللجنة ستكون خُطوةً استراتيجية، لتعزيز حضور المِنطقة العربية في المحافل العالميَّة الخاصة بحفظ التراث.
وتناولَ مينغ كوك ليم، الأسبابَ الكامنةَ وراء ضعف التمثيل العربي في السجل الدولي، بما في ذلك قلة الوعي بالمعايير المطلوبة، وضعف التعاون بين الجهات المعنية بحفظ التراث الوثائقي في الدول العربية.
كما قدَّم عرضًا موجزًا حول الخُطوات الأساسية لإعداد مقترحات متوافقة مع متطلبات برنامج ذاكرة العالم، مع التركيز على أهمية التوثيق الجيد، والتعاون الإقليمي، وإبراز الأهمية العالميَّة للمُحتوى المقدّم.
كما تناولَ فكرةَ إنشاء سجل إقليمي عربي يعكسُ التراثَ الوثائقيَّ المميز للمنطقة، على أن يتم ذلك في إطار إنشاء لجنة إقليمية خاصة ببَرنامج ذاكرة العالم، تسهمُ بتحسين مُستوى التنسيق بين الدول العربية، وتعزيز التعاون بينها لإبراز ثرائها الثقافي على الساحة العالمية.