المؤتمر
الطبي الدولي الثاني عشر في إربد: الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقا جديدة في الرعاية الصحية
نيروز
– محمد محسن عبيدات
في خطوة
غير مسبوقة على المستوى المحلي، تستعد مدينة إربد لاستضافة المؤتمر الطبي الدولي الثاني
عشر، الذي تنظمه نقابة الأطباء فرع إربد، تحت عنوان "الرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي"،
ليشكل نقطة تحول هامة في مواكبة المستجدات العلمية والتكنولوجية في القطاع الطبي. المؤتمر،
الذي سينعقد في المركز الثقافي بإربد على مدار ثلاثة أيام، يفتتح رسميا يوم الخميس
المقبل في تمام الساعة الرابعة مساءً، برعاية رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
الدكتور خالد السالم، وبمشاركة محلية، وعربية، ودولية، واسعة.
الدكتور
رامي العمري، رئيس اللجنة الفرعية صرّح لنقابة الأطباء بإربد، خلال مؤتمر صحفي عقد
في مقر النقابة، بأن المؤتمر يُعد نقلة نوعية نحو المستقبل وهو الأول من نوعه على مستوى
المملكة الذي يتناول الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، مؤكدا أهمية هذا المجال في
تعزيز كفاءة الخدمات الطبية وتقليل هامش الخطأ في التشخيص والعلاج. وأوضح أن العديد
من الدول باتت تعتمد على الذكاء الاصطناعي في القطاع الطبي، ما يستدعي تسليط الضوء
على هذا التطور ومواكبة أحدث الابتكارات. وأضاف العمري أن المؤتمر يسعى إلى تعزيز المعرفة
الطبية، وتوفير منصة تفاعلية لعرض أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية، مما يعود بالنفع
على الأطباء العاملين في مختلف القطاعات الطبية، سواء الحكومية أو الخاصة، من خلال
التعاون المستمر بين كافة الجهات المعنية.
من جانبه،
أكد الدكتور حسن بلص، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن المؤتمر جسر يربط العلم بالتطبيق
العملي، حيث سيتضمن 234 ورقة علمية تناقش مجموعة واسعة من الأبحاث والمراجعات العلمية،
يتم تقديمها من قبل نخبة من الأطباء والخبراء المحليين والدوليين، ويمثلون مختلف القطاعات
الطبية، بما فيها وزارة الصحة، الخدمات الطبية الملكية، الجامعات، والقطاع الخاص. وأشار
بلص إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة أساسية في تطوير الرعاية الصحية، وخاصة في مجال
الأشعة، حيث يتم تحليل الصور الطبية بدقة متناهية مما يساهم في سرعة التشخيص وتقليل
الأخطاء الطبية. كما أن المؤتمر سيركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تشخيص أمراض
الجهاز الهضمي، وسرطان الثدي، وعلم الأنسجة، ومخططات القلب، مما يتيح للأطباء الاطلاع
على أحدث التطورات العلمية التي تساعدهم في اتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة وفعالية.
وأضاف أن المؤتمر سيناقش مستقبل التخصصات الطبية في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي،
حيث سيتم بحث إمكانية إدخال تخصصات جديدة تتناسب مع التحولات التكنولوجية، أو التوقف
عن تدريس بعض التخصصات التي قد تصبح غير ضرورية مستقبلا، مما سيكون له تأثير كبير على
توجهات الطلاب والجامعات نحو المستقبل.
وأشار
بلص إلى أن المؤتمر سيتضمن توصيات رائدة لتعزيز دمج الذكاء الاصطناعي في القطاع الطبي
وسيخرج بتوصيات مهمة، من أبرزها: إدخال ورش عمل تدريبية للأطباء حول كيفية استخدام
الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي. تحديث مناهج الجامعات لتواكب التطورات السريعة في
التقنيات الطبية الحديثة. تعزيز التعاون بين القطاعات الطبية المختلفة لاعتماد أحدث
التطبيقات التكنولوجية في التشخيص والعلاج. ورش عمل وبرامج تدريبية متخصصة
بدوره،
أوضح الدكتور باسم غرايبة، نائب رئيس لجنة الفرع، أنه سيتم تنظيم ورشة عمل متكاملة
بالتعاون مع وزارة الصحة، تركز على كيفية التعامل مع الحوادث المختلفة، وهو ما يساهم
في تعزيز الوعي والتثقيف الطبي لدى الكوادر الصحية، ما يعكس حرص المؤتمر على تقديم
محتوى عملي تطبيقي، وليس مجرد مناقشات نظرية. وأكد غرايبة أن النسخة الثانية عشرة من
المؤتمر ستكون متميزة، نظرا لتنوع المواضيع التي سيتم طرحها، والتي يقدمها خبراء محليون
وعرب ودوليون، مشيرا إلى أن المؤتمر يأتي في ظل التحولات السريعة والتطورات المتلاحقة
التي يشهدها العالم في المجال الطبي، خاصة مع الثورة التكنولوجية التي أحدثها الذكاء
الاصطناعي.
هذا
ويعد المؤتمر محطة علمية مهمة في مسيرة الطب الأردني، حيث يمثل هذا المؤتمر حدثا طبيا
بارزا يواكب التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع الرعاية الصحية على مستوى العالم، ويضع
الأردن في مصاف الدول الساعية إلى تبني أحدث التقنيات الطبية. وإن النقاشات العلمية
الثرية، والأوراق البحثية المتخصصة، والتوصيات العملية التي ستصدر عن المؤتمر، ستكون
بلا شك حجر الأساس لمستقبل طبي أكثر تطورا ودقة وكفاءة، وبفضل هذه الجهود، سيظل القطاع
الصحي الأردني قادرا على مواجهة التحديات الحديثة، والارتقاء بمستوى الخدمات الطبية
المقدمة للمجتمع.