يبدو أننا لم نكن سنواجه منخفضًا جويًا، بل بتنا ضحية "عاصفة إعلامية” اجتاحت مواقع التواصل قبل أن تصل السحب إلى الأردن!
منخفض جلمود؟! الله أكبر، من اختار هذا الاسم؟ سمعنا عنه قصصًا وحكايات، مثل أنه عاصفة لم نشهدها منذ 100 عام، كما أنه قرر قبل يومين الانحراف! كمية المصطلحات التي سمعناها تفوقت على عدد الثلجات التي هطلت!
بينما كنا نحاول فهم ما يحدث، كان البعض منهمكًا في إطلاق الإنذارات، والأدهى من ذلك أنه يتم استضافة المتنبئ ليتحفنا بحلقة تلفزيونية عن هذا الموضوع، وبعد كل هذه التوقعات انتهت إلى زخات مطرية لا تذكر ورياح.
ما حدث يعيد طرح السؤال الجوهري: متى يتوقف الهواة عن تحويل الطقس إلى محتوى "ترند”؟
نحن بحاجة إلى تشريع واضح يمنع هذه الفوضى، فلا يعقل أن يُترك الطقس لعبة في يد من يبحث عن الشهرة والتفاعل، بينما الناس تبني قراراتها بناءً على هذه التوقعات.
في الدول التي تعيش أشهرًا طويلة تحت الثلوج، تقتصر التنبؤات الجوية على الجهات الرسمية لمنع التضليل وإثارة الذعر. ومع إيماننا التام بأن كل شيء بمشيئة الله، فإن تطبيق تنظيم مشابه في الأردن سيضمن دقة المعلومات ويحد من الفوضى مع كل منخفض جوي.
إلى أن يحدث ذلك، ولأننا منذ سنوات طويلة نعاني من هذا الأمر دون أي إجراء من الوزارة المعنية، بالمناسبة، الإجراء لا يكون فقط في ضبط إيقاع التكهنات، بل برفع سوية الأنظمة والموارد البشرية القائمة على إدارة هذا الملف، ولكن لحين التصويب، فنصيحتي لك: لا تصدق كل ما يُقال عن الطقس، وتذكر أن هذه أجواؤنا الشتوية الجميلة التي كنا نعيشها زمن أول بكل بساطة قبل ظهور شلة الهواة!