في سبعينيات القرن الماضي، كانت الحياة تنبض بروح البساطة والأصالة، حيث تميز كل شيء بطابعه الخاص، من الأزياء إلى السيارات، ومن المشروبات إلى الموسيقى، وحتى البرامج التلفزيونية التي شكّلت جزءًا لا يُنسى من ذاكرة الأجيال.
موضة الزمن الجميل
كان للأزياء هوية واضحة، حيث تألقت النظارات العظمية الكبيرة، والساعات الحديدية مثل جوفيال وسيكو وأومكس، بينما انتشرت العطور الكلاسيكية مثل بروفسي، باكوربان، وأولد سبايس. أما تسريحات الشعر، فكانت "الكشة" للرجال، والبنطلونات شارلستون والجينز الضيق موضة لا غنى عنها. الأحذية ذات الكعب العالي كانت شائعة بين الرجال، والبيجامات المقلمة القطنية من أساسيات الراحة المنزلية.
السيارات والطرق
على الطرقات، تجولت سيارات مرسيدس 180 و190، وبيجو وسيتروين، بينما عُرفت الفولكس فاجن باسم "الكركعة" أو "سيارة الجمعية". كانت الشوارع أقل ازدحامًا، والهواء أنقى، والسيارات أكثر تميزًا.
أدوات المدرسة.. هوية جيل
في حقائب الطلاب، كانت الكتب ذات الحجم الكبير والدفاتر المزينة برسوم بسيطة، بينما احتوت علب الهندسة على مثلثات وفرجارات. أطلس العالم لنقولا زيادة كان رفيقًا في دروس الجغرافيا، والأقلام الخشبية والممحاة والقرطاسية بأسعار زهيدة.
الوجبات والحلويات
كانت المشروبات الغازية متنوعة، من كرش الأحمر الغامق، إلى ببسي، ميرندا، وتيم. أما الحلويات، فقد برزت شوكولاتة مترو، ركس، وسلفانا، بينما كانت البوظة تُعرف بـ"الأيمة"، ومن أشهرها دورادو وسندويشات زيدان.
البرامج والمسلسلات.. ترفيه الزمن الجميل
شكلت البرامج التلفزيونية نافذة للثقافة والمتعة، مثل "العلم والإيمان" لمصطفى محمود، و"قول على قول" لحسن الكرمي. أما المسلسلات، فتألق منها "رأس غليص"، "عازف الليل"، و"صح النوم"، فيما انتشرت الأفلام الكلاسيكية لأبطال مثل فريد شوقي وبروس لي.
إعلانات لا تُنسى
كانت الإعلانات تحمل لمسة فريدة، مثل "حبّوه طلبوه سنو"، و"ميرندا.. سيل من طعم البرتقال"، بينما ارتبطت السيارات بشعارات مثل "بيع حالك واشتري هوندا".
السبعينيات لم تكن مجرد عقد زمني، بل كانت مرحلة من النقاء والبساطة، حيث امتزجت الأصالة بالحياة اليومية، لتظل ذكرياتها خالدة في وجدان كل من عاشها.