إن ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي المصطفوي في الأول من آذار من كل عام ستظل حدثا راسخا يتوارثها الأردنيون جيلا بعد جيل فهي قصة وطن منسوجة بالعز والفخار يتوارثها الأردنيون جيلا بعد جيل وهي نتاج شجاعة ملك قائد عز نظيرها في فترة زمنية ملتهبة ومفصلية من عمر المملكة الأردنية الهاشمية، فالملك الشاب الذي لم يمض على توليه سلطاته الدستورية ثلاث سنوات استطاع بشجاعته وحكمته واستشرافه المستقبلي ان يمضي في بناء الدولة الأردنية مدركا بان الاستقلال يبقى منقوصا ما لم يتوج بتعريب الجيش وان يتولى أبناءه قيادة جيشهم وينهضوا سويا بحكمة قائدهم الى سبل العلا في دروب البناء والتعمير.
أدرك المغفور له الحسين الباني بحسه الوطني والقومي ، أنه من المستحيل ان يتطور الجيش ما دامت قياداته من غير ابناءه ولا يمكن أن يحتل مكانةً مرموقةً عربياً ودولياً، إلا إذا تخلّص من قيادته الأجنبية التي لم تسعى للتطوير والتدريب الكافي وبما يتناسب مع الظروف المحيطة بالأردن في تلك الحقبة الزمنية.
أن قرار التعريب هو القرار الشجاع والحاسم في وقت حرج للغاية ويهدف الى إيجاد جيش متطور ومحترف يشار له بالبنان وهو قرار يعتبر بمثابة حركة تحرر خاضها الراحل العظيم بالتعاضد مع جيشه وشعبه ، لتعزيز استقلال بلدنا الغالي ، وصون كرامة وعزة الأردنيين ، وقواتهم المسلحة الباسلة والتي هي مصدر فخرنا واعتزازنا جميعا. ليكتب أبناؤه فيما بعد تاريخه المشرف ببطولاتهم العظيمة، وتضحياتهم الجسيمة على أرض فلسطين والكرامه والجولان وغيرها ، وفي شتى بقاع العالم رسلا للسلام وحفظ الامن والنظام .
ان الجيش هو نبتة هاشمية برعاية ملكية نفخر بإنجازاته منذ تعريب قيادته وإلى هذه اللحظة التي وصل فيها الجيش العربي في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى مصاف الجيوش المتقدمة إعداداً وتدريبا وتسليحاً ليتناسب مع طبيعة التهديد أيّاً كان مصدره ومستواه وحجمه.
شهد الجيش العربي في عهد جلالته ارتقاء بمستوى الأداء ومواجهة كافة الظروف والتحديات والتهديدات والمتغيرات التي يشهدها العالم من حولنا، ولتكون القوات المسلحة جيشاً عصرياً مرناً يتابع التطور ومواكبة التكنولوجيا الحديثة وقادراً على استيعاب كل ما هو جديد وبأعلى مستويات التأهيل والتدريب، وفتح المزيد من قنوات التعاون المشترك مع جيوش العالم من حيث التمارين المشتركة وتعزيز قدرات الجيش العربي في مجالات التصنيع والتطوير للوصول إلى الاحتراف والتميز في كل ما يؤديه حتى غدت قواتنا المسلحة نموذجاً يُحتذى به.
إن الأردنيون وهم يتفيؤون ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي، يبتهلون إلى المولى عز وجل أن يشمل جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال صاحب القرار الشجاع والخطوة الجريئة بواسع رحمته ومغفرته ، ويعاهدون قائدهم الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني على أن يبقوا درع الأمة وأملها في الدفاع عن الحق وصون الكرامة، يعملون بكل ما أوتوا من قوة وعزم في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن جنوداً أوفياء ورجالاً أقوياء ، يسيرون على ذات النهج وذات الطريق، سائلين العلي القدير أن يحفظ جلالة القائد الأعلى سنداً وذخراً للأمتين العربية والإسلامية، وأن يديم على الوطن نعمة الأمن والأمان، إنه نعم المولى ونعم النصير.
ختاما كأحد ابناء القوات المسلحة المتقاعدين أتوجه بتحية الاجلال لسيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وسمو ولي العهد المحبوب ...هم الأقرب إلى قلوب ووجدان العسكريين العاملين منهم والمتقاعدين ، اما رفاق السلاح العاملين الرابضون على الحدود والثغور فنقول لهم سلام عليكم فأنتم الغرس الطيب ومصدر فخرنا واعتزازنا ونوصيكم فالوطن هو أمانة في اعناقكم تتوارثه الاجيال إلى يوم الدين .
حفظ الله الوطن و قائد الوطن و الجيش و اجهزتنا الامنية و ادام الله علينا نعمه الامن و الامان و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته.