المراقب للساحة السياسية يلحظ دخول الأمريكيين في محادثات مباشرة مع حماس، وانتظار وصول ويتكوف. وإذا تجاوزنا التصريحات الاستعراضية لترامب، المصبوغة بالشعبوية، فإننا نرى أنها تعكس رغبته الكبيرة في تحقيق جائزة نوبل للسلام.
وبالعودة إلى نتائج القمة العربية، فقد وضعت إطارًا لا يمكن تجاوزه، وهو: "لا للتهجير، ولا للأوطان البديلة"، وذلك باتفاق عربي شامل وملزم.
لذلك، لم تكن إدارة بايدن قادرة على الوصول إلى حلٍّ نهائي للأزمة. لكن ترامب، بشخصيته المتناقضة جوهريًا، قد يتمكن من تحقيق إنجاز الصفقة، خاصة وأنه يعلم أن نتنياهو مجبر على الأخذ بتوجيهاته.
في المحصلة، إذا استطاعت قيادة المقاومة إتقان فن التعامل مع إدارة ترامب، وإشباع هوسه بالعظمة من جهة، والحفاظ على ثوابت المقاومة من جهة أخرى، فقد يكون هناك هامش للمناورة. وعلى أي حال، سواء حيا الجمع بـ"شالوم" العبرية أو "هلو" الأمريكية، فإن خيارات حماس محدودة. حتى لو هُدّدت بالنووي الإسرائيلي-الأمريكي، فإن خيار ترامب لها سيكون: إما الموت، أو الموت مع حبة سكر. لذا، لا بد من تقديم بديل أفضل وهذا يعتمد على نشاط وقدرة القادة العرب على تصحيح مسار ترامب.