علّمنا ديننا الحنيف مبدءاً تربويًا راقيا وهو أن نقول للمُحسِن أحسنت وللمسيء أسأت ..
نقولها للمسيء - لا شماتة - حتى يعدل مساره ويُصوِّب خطأه ويكف شره ليضمحل ويتلاشى ويرتقي إلى أُفُق الخير والبر والصلاح بأسلوب لطيف رقيق ..
ونقولها للمحسن حتى يربو عطاؤه ويزداد إحسانه ؛ فإنّ الكلمة الطيبة تعمل عمل السحر في النفوس وتتفاعل معها كل قوى الإنسان ومشاعره فتحفِّز إرادته نحو المزيد من العطاء والخير والإحسان .
ولذلك اِرتأيت أن أكتب هذا اليوم عن رجلٍ
يشبهنا ومنا وفينا ومن طينتنا
ليس بيننا وبينه حجاب وكل وسائل التواصل مفتوحة معه متاحة في كل وقت وحين ، بيته ، وزارته ، هاتفه
لا تكاد تخلو مناسبة اجتماعيّة إلا وهو موجود بيننا
يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم
اثناء الحديث معه تشعر بأريحية وبساطة وكأنه صديقك
صادق في حديثه
متواضع لمن حوله
يخبرك بالحقيقة بلا مداهنة وبلا وعود زائفة
إنه معالي وزير الزراعة خالد الحنيفات
هذا على الجانب الشخصي والإجتماعي
وأما على الجانب العملي والمهني فإنه من الوزراء النادرين الميدانيين يحاول جاهداً ان يرتقي بالجانب الزراعي وبالثروة الحيوانية ويتفهم مشاكل هذين القطاعين المهمين ويحاول ان يجد الحلول الممكنة لها بالتوازن بين الممكن والمأمول
له بصمات واضحة في مكافحة التصحر من خلال مشاريع التشجير الصحراوية والعديد من الغابات الحرجية واستغلال مياه الأمطار التي تذهب هدراً من خلال البرك والسدود الصحراوية والتي يستفيد منها البدو واصحاب الحلال في سقاية أغنامهم ودوابهم في فصل الصيف وأيضاً إستغلال هذه السدود في الإستثمارات الزراعية المختلفة والتي تساهم في تحقيق شيء من الإكتفاء الذاتي وتشغيل الأيدي العاملة والحد من البطالة وجهوده لا ينكرها إلا جاحد
لكن قد تكون هناك العديد من الإشكاليات سواء مالية او إدارية أو فنية والتي تقف عائقاً في وجه كثير من الرؤى و التوجهات والخطط المستقبلية
التي يطمح لها وهناك أمور تتقاطع مع جهات أخرى ليس هو وحده من يملك القرار فيها فلا يجب علينا ان نحمله وزرها
وهذه شهادتي فيه وكما يقول البدو : (خلي شهوه) اي ليس لي مطمع عنده فلا أملك لا إبلاً ولا غنماً ولا بقراً ولا أملك مزارعاً ولا عندي تصريحاً للإستيراد والتصدير الزراعي و الحيواني ولم ادخل باب وزارته في حياتي إلا مرة واحدة.