يوافق الثامن من مارس من كل عام يوم المرأة العالمي، وهو مناسبة عالمية للاحتفاء بإنجازات النساء في مختلف المجالات، وتسليط الضوء على القضايا التي تواجههن، والدعوة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين. يعود أصل هذا اليوم إلى أوائل القرن العشرين عندما طالبت النساء في أوروبا وأمريكا بحقوقهن في العمل والمشاركة السياسية، لتصبح هذه المناسبة فيما بعد رمزًا للنضال النسوي حول العالم.
تاريخ النضال والاعتراف
بدأت الاحتجاجات العمالية النسائية في الولايات المتحدة عام 1908، عندما خرجت النساء في نيويورك مطالبات بتحسين ظروف العمل وخفض ساعات العمل ومنحهن حق التصويت. وفي عام 1910، اقترحت الناشطة الألمانية كلارا زيتكن تخصيص يوم عالمي للمرأة، وهو ما تم اعتماده لاحقًا في مؤتمر المرأة العالمي في كوبنهاغن. ثم اعترفت الأمم المتحدة رسميًا بهذا اليوم عام 1977، داعية الدول إلى الاحتفال به وتعزيز حقوق المرأة.
إنجازات النساء عالميًا
حققت المرأة عبر العقود الماضية نجاحات بارزة في شتى المجالات، فباتت تتقلد مناصب قيادية في السياسة والاقتصاد والعلم والفنون. نالت العديد من النساء جوائز نوبل، وبرزت أخريات في قيادة دول، وساهمن في تحقيق إنجازات علمية غيرت وجه العالم. ومع ذلك، لا يزال الطريق طويلًا نحو تحقيق المساواة الكاملة، إذ تواجه النساء تحديات عديدة مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، والفجوة في الأجور، والتمثيل غير العادل في المناصب العليا.
المرأة العربية: تحديات وإنجازات
في العالم العربي، شهدت العقود الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في تمكين المرأة، حيث حصلت على مزيد من الحقوق في التعليم والعمل والمشاركة السياسية. ومع ذلك، لا تزال بعض المجتمعات تواجه تحديات ثقافية وقانونية تعيق وصول المرأة إلى حقوقها الكاملة. لكن بفضل الجهود المستمرة، نشهد اليوم نساء عربيات يتولين مناصب وزارية، ويحققن إنجازات في مجالات مثل الطب، والهندسة، والفضاء، والفنون.
شعار 2025: "الاستثمار في المرأة”
تختار الأمم المتحدة في كل عام شعارًا يعكس التحديات والقضايا الملحّة التي تواجه النساء. وفي عام 2025، يتمحور الشعار حول "الاستثمار في المرأة لتسريع التقدم”، ما يعكس الحاجة إلى تمويل مشاريع تدعم تمكين المرأة، سواء في ريادة الأعمال أو التعليم أو الصحة، لضمان تحقيق التنمية المستدامة.
كيف نحتفل بيوم المرأة العالمي؟
يمكن الاحتفال بهذا اليوم بطرق متعددة، منها:
•تكريم النساء الملهمات في المجتمع وتسليط الضوء على إنجازاتهن.
•تنظيم ندوات وحملات توعية حول قضايا المرأة وحقوقها.
•دعم المشروعات النسائية والمنتجات التي تديرها النساء.
•المشاركة في الفعاليات والمسيرات الداعية إلى المساواة.
خاتمة
يظل يوم المرأة العالمي مناسبةً لإعادة التأكيد على أهمية تمكين المرأة، ليس فقط باعتباره حقًا إنسانيًا، بل أيضًا كضرورة لتحقيق مجتمعات أكثر تطورًا وازدهارًا. فبتمكين المرأة، نُمكّن العالم بأسره.