في عالم متغير، حيث تتداخل الحقيقة بالخيال، يعيش الإنسان بين تناقضات قد تعصف به كما تعصف الأمواج بسفينة تتأرجح بين السكون والعواصف. في مثل هذه الظروف، تتجلى عبقرية القائد في حسن توجيه المسار، والانحناء أمام التحديات حتى يصل إلى بر الأمان.
وفي هذا السياق، لا جدال في رفض العنف بجميع أشكاله، فهو مرفوض دينيًا واجتماعيًا. ومع ذلك، لا بد من وقفة مراجعة ذاتية، ليست لإبراز مكامن الضعف، وإنما لتركيز الضوء على مكامن القوة وجعلها رافعة للإصلاح والتطوير، وهنا تكمن القيادة الحقيقية التي تحقق الأثر الإيجابي.
ومن بين أبرز مؤسسات المجتمع، تأتي وزارة التربية والتعليم في مقدمة المسؤولين عن تشكيل الأجيال وإعدادهم ليكونوا قادة المستقبل. فالتعليم ليس مجرد مسؤولية جهة واحدة، بل هو منظومة متكاملة تتطلب تكاتف مؤسسات الدولة كافة، سواء الحكومية أو الخاصة، إلى جانب الأسرة، التي تمثل الركن الأساسي في تربية الأبناء. كما يلعب الإعلام والمساجد والمنظمات المتخصصة دورًا داعمًا في تعزيز الرسالة التربوية، بما يسهم في إعداد نشء صالح يكون ركيزة التقدم والنهضة.
ورغم الجهود المبذولة، لا يمكن إنكار بعض الظواهر السلبية، ومنها العنف، الذي وجد منذ نشأة البشرية. لكن النظر إليه بموضوعية، بعيدًا عن المبالغة أو الاستغلال، يتيح معالجته بطرق علمية وإنسانية. فمن الضروري أن يكون التصدي لهذه الظواهر قائمًا على أسس تربوية سليمة، تحكمها النوايا الصادقة، بعيدًا عن استغلال قضايا الأطفال لتحقيق مكاسب شخصية أو أجندات خاصة، فهم أمانة في أعناق الجميع، سنُسأل عنهم يوم الحساب.
إن بناء مجتمع قائم على العدل والتعليم والقيم السامية هو مسؤولية مشتركة، تتطلب من الجميع، أفرادًا ومؤسسات، التكاتف لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا لأجيالنا القادمة.