منذ انطلاقتها في مجال الإعلام في ثمانينات القرن الماضي، استطاعت الإعلامية الأردنية أمل دهّاج أن تترك بصمة واضحة في الساحة الإعلامية الأردنية والعربية. رحلتها الإعلامية التي بدأت عبر أثير الإذاعة الأردنية، كانت شاهدة على إصرارها وتمسكها بمبادئ المهنية والصدق في نقل الأخبار والبرامج إلى جمهورها.
دور المرأة في الإعلام الأردني
لطالما كانت أمل دهّاج رمزًا من رموز تمكين المرأة في المجتمع الأردني، خاصة في مجال الإعلام. منذ تولي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عرش المملكة الأردنية الهاشمية، كانت المرأة الأردنية في صلب اهتمامات القيادة، حيث دعا جلالته إلى تمكين المرأة في جميع المجالات. أمل دهّاج كانت واحدة من أبرز النساء اللواتي قدمن إسهامات كبيرة في هذا المجال، حيث كانت دائمًا شريكة فعّالة في نقل الحقيقة، وأداة رئيسية في تشكيل الوعي العام الأردني والعربي.
إعلامية مهنية وصوت مميز
تميزت أمل دهّاج بصوتها الشجي المميز الذي استطاع أن يصل إلى قلوب مستمعيها. كانت صاحبة أداء إذاعي راقٍ ومهني، تتقن اللغة العربية بشكل عميق، مما ساعد في تحقيق التواصل الفعّال مع الجمهور. وإلى جانب قدرتها على استخدام المفردات الدقيقة في مختلف البرامج الحوارية التي كانت تقدمها، كان لها القدرة على إدارة النقاشات بثقة وشفافية، مما جعل برامجها تتمتع بمتابعة كبيرة من قبل الجمهور المحلي والدولي.
كان من أبرز برامجها "مشوار الصباح مع الإعلامي نبيل أبو عبيد" و"معكم على الأثير"، و"صباح الخير يا وطن"، التي كانت تؤثر في جميع فئات المجتمع الأردني والعربي. وقد التقت من خلال هذه البرامج بشخصيات وطنية بارزة، ونجحت في التأثير على المشهد الإعلامي العربي بشكل عام.
الإنسانية في الإعلام
بعيدًا عن الأسلوب المهني والتقني الذي كانت تتمتع به، كانت أمل دهّاج أيضًا معروفة بتواضعها، حيث كان الجميع يلاحظ بساطتها وتواضعها في التعامل مع الجميع، سواء كانوا شخصيات عامة أو موظفين في الإذاعة. هذه الصفة الإنسانية كانت جزءًا أساسيًا من شخصيتها، وقد انعكست على أدائها الإعلامي، حيث كانت تسعى دائمًا إلى تعزيز القيم الإنسانية في جميع برامجها.
كما كانت أمل دهّاج مثالًا في القدرة على التوجيه والإلهام، حيث اهتمت بتأهيل الكوادر الإعلامية الشابة، ودعمتهم في مسيرتهم المهنية. كان لها دور كبير في فتح المجال للأجيال القادمة، وكان نهجها التربوي القائم على النصح والإرشاد يساهم بشكل كبير في تطوير الإعلام الأردني.
ختامًا
تظل أمل دهّاج واحدة من الأسماء اللامعة في الإعلام الأردني والعربي، حيث تتجسد مسيرتها الإعلامية في عملها المتفاني والمخلص في خدمة الوطن والمجتمع. رحلتها لم تكن مجرد رحلة إعلامية، بل كانت رحلة مملوءة بالعطاء، والابتكار، والتأثير، التي صنعت فرقًا حقيقيًا في عالم الإعلام. مع كل برنامج كانت تقدمه، كانت تعكس روح الوطن، وتبث الأمل والتفاؤل في قلوب الأردنيين، لتبقى ذكرى أمل دهّاج خالدة في الذاكرة الوطنية والإعلامية للأجيال القادمة.