الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع، ويعتبر الأب تقليديًا المسؤول الأول عن إدارتها. يرى علماء الاجتماع أن ممارسة السلطة داخل الأسرة بشكل تعسفي تؤدي إلى التوتر النفسي وتقييد حرية الأفراد، مما قد يسبب مشكلات مثل الانفصال، التمرد، وحتى الهروب من المنزل.
يؤكد الباحثون أن الأسرة الناجحة تُبنى على الحوار، التفاهم، والتعاون، وليس على فرض السلطة المطلقة. يرى عالم الاجتماع سورينس أن الأسرة التي يتحكم فيها الأب بقرارات فردية تكون أكثر عرضة للتفكك. كما أشارت الباحثة جوليان إلى أن غياب التسلط داخل الأسرة يعزز الاستقرار والسعادة.
العائلات التي تتمتع فيها الأم بدور مؤثر غالبًا ما تكون أكثر تماسكًا، حيث تدعم أبحاث باربارا روثمان فكرة أن دور الأم أكثر توافقًا مع تسيير الأسرة بشكل عادل. في المقابل، فرض أحد الأفراد سلطته المطلقة يؤدي إلى تآكل القيم الأسرية ويؤثر سلبًا على نفسية الأبناء.
الدراسات النفسية الحديثة، مثل دراسة بريت كلارك، تشير إلى أن الضغوط الأسرية الناجمة عن التسلط تدفع الشباب إلى خيارات متطرفة، مثل الهروب أو الالتحاق بالجيوش بحثًا عن الحرية. كما أن التربية السليمة لا تعتمد على التعسف، بل على التعليم والتوجيه بالمحبة والاحترام.
في النهاية، يوضح علماء الاجتماع أن نجاح الأسرة لا يتحقق بالسلطة المطلقة، بل من خلال التفاهم، الدعم، والحوار، كما أوصى بذلك الدين الإسلامي عبر تعزيز قيم الرحمة والتسامح داخل الأسرة.