أعلنت تقارير أمنية سورية عن اعتقال أحمد بدر الدين حسون، مفتي نظام الأسد السابق، والمعروف إعلامياً بـ"مفتي البراميل"، في مطار دمشق الدولي أثناء محاولته مغادرة البلاد. وجاء هذا التطور المفاجئ وسط تصاعد الدعوات لمحاسبته بسبب دعمه العلني للجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين. فيما لم يتم تأكيد صحة الصورة المتداولة له على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن مصادر متعددة أكدت اعتقاله بالفعل.
دور حسون في دعم القمع والقتل
برز اسم حسون كواحد من أكثر الشخصيات الدينية الموالية لنظام الأسد، حيث لعب دوراً رئيسياً في تبرير القمع الوحشي الذي مارسته قوات النظام، بما في ذلك قصف المدن السورية بالبراميل المتفجرة. عبر خطبه وتصريحاته، حاول إضفاء الشرعية الدينية على جرائم الحرب، ووصف المعارضة بأنها "إرهابية"، وهو ما ساهم في تعميق الانقسام الطائفي في البلاد.
لم يقتصر دعمه للنظام على الداخل السوري، بل امتد إلى المحافل الدولية، حيث كان يشارك في مؤتمرات دولية للترويج لرواية النظام، متجاهلاً معاناة ملايين السوريين الذين قتلوا أو هُجّروا بسبب الحرب. كما كشفت وثائق مسربة توقيعه على قرارات إعدام لمعتقلين سياسيين في سجن صيدنايا وغيره من السجون السرية التابعة للنظام.
عودة مثيرة للجدل تسبق الاعتقال
قبل أيام من اعتقاله، ظهر حسون بشكل مفاجئ في مدينة حلب، ما أثار غضباً واسعاً بين السوريين، خاصة في المناطق التي عانت من القصف والتهجير بسبب السياسات التي دافع عنها لسنوات. انتشر مقطع مصور له وهو ينزل من سيارة وسط مرافقة أمنية، الأمر الذي دفع ناشطين إلى المطالبة بمحاسبته على الفور.
وقد أعاد هذا الظهور الجدل حول مستقبل الشخصيات التي دعمت الأسد، وما إذا كانت ستواجه العدالة أم ستحظى بحماية داخل سوريا، خصوصاً بعد تداول معلومات عن إقامته في حي الفرقان بحلب منذ فترة دون أي مساءلة قانونية.
تصريحات مثيرة وارتباطات مشبوهة
خلال مسيرته، عُرف حسون بتصريحاته المثيرة للجدل، حيث سبق أن هدد أوروبا وأمريكا بتجنيد "استشهاديين" إذا تم قصف سوريا أو لبنان، في إشارة واضحة إلى دعمه للميليشيات المتطرفة. كما كان أحد أبرز الشخصيات الدينية التي روجت للدور الإيراني في سوريا، وارتبط بعلاقات وثيقة مع قادة فيلق القدس، وعلى رأسهم قاسم سليماني، الذي وصفه بـ"شهيد الأمة" عقب اغتياله.
وكان حسون أحد الضيوف الدائمين في المناسبات الرسمية للنظام، حيث استخدم خطابه الديني في محاولة لتبرير استمرار الأسد في الحكم، مروجاً لفكرة أن النظام هو الحامي الوحيد للبلاد ضد "المؤامرات الخارجية".
مطالبات بمحاسبته على جرائمه
بعد انتشار خبر اعتقاله، تزايدت الدعوات لمحاكمته على دوره في دعم آلة القتل التي استخدمها النظام ضد شعبه. ناشطون ومعارضون طالبوا الحكومة الانتقالية السورية بفتح ملفاته والتحقيق معه حول مسؤوليته عن التحريض الطائفي والتواطؤ مع النظام في عمليات التصفية والإعدام الجماعي داخل السجون.
ويبقى السؤال الآن: هل سيكون اعتقال "مفتي البراميل" خطوة نحو العدالة، أم مجرد إجراء شكلي في إطار تغييرات سياسية داخلية؟ الأيام القادمة ستكشف مصيره، وما إذا كان سيواجه المحاسبة أم سيتم التغطية على دوره كما حدث مع شخصيات أخرى دعمت الأسد خلال سنوات الحرب.