مرة أخرى... نجد أنفسنا أمام عاصفة إعلامية مفتعلة... تستغل فيها جهات معينة فيديو مفبرك لتأجيج الرأي العام وإثارة أزمة لا أساس لها من الصحة... الفيديو الذي قيل إنه يوثق هتافات مسيئة خلال مباراة العراق وفلسطين على أرض استاد عمان الدولي... أثبت بيان الاتحاد الأردني لكرة القدم بوضوح أنه ملفق... وأن الصوت مركب على لقطات قديمة لا تمت بصلة إلى المباراة الأخيرة... كان من المفترض أن يكون هذا البيان كافيًا لإنهاء الجدل... لكننا فوجئنا بسيل من التبريرات الرسمية التي لم يكن لها أي داعٍ سوى منح الأزمة زخمًا إضافيًا تستغله بعض الجهات لمآرب سياسية ورياضية.
من الواضح أن بعض الأطراف العراقية... سواء الجماهيرية أو الإعلامية... تسعى إلى تصعيد الموقف وتضخيمه لأسباب تتجاوز كرة القدم... الهدف الحقيقي هنا ليس حماية الفريق العراقي... بل محاولة خلق أزمة مصطنعة للضغط على الاتحاد الآسيوي لنقل المباراة المصيرية بين الأردن والعراق في يونيو المقبل إلى ملعب محايد... تحت ذريعة أن الأجواء في الأردن غير آمنة للمنتخب العراقي... هذه لعبة مكشوفة... والمشكلة ليست في من يحاول تسييس الرياضة... بل في من يمنحهم الفرصة للنجاح عبر التبرير الزائد والانجرار وراء الدفاع غير المبرر.
على المسؤولين الأردنيين والإعلام الوطني أن يدركوا خطورة هذا المسار... فكلما زاد الحديث عن هذه الأزمة...كلما منحت الأطراف الأخرى فرصة لركوب الموجة وتحويل قضية لا وجود لها إلى ورقة ضغط سياسية ورياضية...الحل الأمثل هو تجاهل الضجيج... والتمسك بالبيان الرسمي الصادر عن الاتحاد الأردني لكرة القدم، دون الخوض في أي سجالات إعلامية تعطي للأزمة وزنًا أكبر مما تستحق... هذه ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها مثل هذه الأساليب... ولن تكون الأخيرة... لكن التعامل معها يجب أن يكون بحكمة وذكاء... لا بانجرار غير محسوب العواقب.
كرة القدم يجب أن تبقى في إطارها الرياضي... بعيدًا عن المناكفات والمزايدات... وأي محاولة لاستخدامها كأداة للضغط السياسي يجب أن تواجه بالصمت الذكي... لا بالتبرير الذي يمنح الأزمة وقودًا إضافيًا... فهل نتعلم الدرس هذه المرة؟... وللحديث بقية.