الفاضلة فايزة عبدالكريم الزعبي تنال لقب
"رائدة العمل التطوعي" في الأردن
نيروز- محمد محسن عبيدات
حصلت صاحبة الوسام الملكي، الفاضلة فايزة
عبدالكريم الزعبي، على لقب "رائدة العمل التطوعي في المملكة الأردنية الهاشمية،
تقديرا لمسيرة حافلة امتدت لعقود في مجالات العطاء الإنساني والثقافي والاجتماعي، شكلت
خلالها نموذًا وطنيًا مشرفا في العمل الخيري والتطوعي.
وتعد الزعبي، المعروفة بلقب "أم الرائد"،
من الشخصيات البارزة على الساحة الوطنية، حيث كرست حياتها لخدمة الوطن والمجتمع، فكانت
صوتا للخير وأداة للتغيير الإيجابي في محافظة إربد والمملكة عامة. وقد شغلت الزعبي،
خلال مسيرتها، العديد من المواقع التربوية والاجتماعية والثقافية، تاركة أثرا عميقا
في كل ميدان خدمته.
بدأت الزعبي حياتها المهنية في سلك التعليم،
حيث عملت معلمة ثم مديرة لمدارس وزارة التربية والتعليم، واستمرت في هذا المجال لما
يزيد عن ثلاثين عاما، ساهمت خلالها في تشكيل وعي أجيال من الطلبة، وعرفت برؤيتها القيادية
وإنسانيتها العالية. كما حرصت على دعم الطلبة المتفوقين والمحتاجين في جميع مراحل التعليم،
من الأساسي حتى الجامعي.
في المجال الاجتماعي، كانت الزعبي من المؤسسين
الأوائل لمبرة الملك حسين الخيرية عام 1960، وتقلدت مناصب قيادية بارزة منها: رئيسة
الاتحاد النسائي لمحافظة إربد، رئيسة جمعية الأسرة البيضاء، رئيسة ملتقى المرأة للعمل
الثقافي، ونائبة رئيس لجنة القرش الخيري. كما شاركت بعضوية العديد من الجمعيات، منها
جمعية أصدقاء بنك العيون، وجمعية بيت الحكمة لرعاية مرضى السرطان، وجمعية البيئة الأردنية،
إلى جانب مساهماتها الفاعلة في العمل البلدي عبر عضويتها في مجلس بلدية إربد لولايتين
متتاليتين، ومجلس أعمال إربد.
ولأنها تؤمن بدور الثقافة في نهضة المجتمعات،
كانت الزعبي عضوا فاعلا في ملتقيات ثقافية مرموقة مثل ملتقى إربد الثقافي، ومنتدى إربد
الثقافي، ومؤسسة بحر العلوم، كما كانت ضمن مجلس أمناء المركز الأردني للدراسات والإبداعات.
وقدمت الدعم للعديد من الفنانين الأردنيين، إيمانًا منها بأن الفن أحد أعمدة الهوية
الوطنية.
على الصعيد الدولي، مثلت الزعبي الأردن في
عدد من المؤتمرات الإقليمية والعالمية في دول منها: لبنان، مصر، تونس، العراق، الصين،
وسوريا، من خلال مشاركاتها في فعاليات تخص العمل التنموي، الطفولة، البيئة، والمنظمات
غير الحكومية. وكانت عضواً في شبكات عربية ودولية منها: الشبكة العربية للمنظمات غير
الحكومية، والمجلس العربي للطفولة والتنمية.
لم تغفل الزعبي أهمية العمل السياسي والديني،
إذ كانت عضوا في المجلس الوطني لحزب الجبهة الأردنية الموحدة، وأسهمت في دعم إعمار
المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، مما عكس التزامها العميق بقيم الدين الإسلامي
والعادات الأردنية الأصيلة.
تقديراً لعطائها الممتد، منحها المغفور له
الملك الحسين بن طلال وسام التربية والتعليم، إلى جانب عشرات الشهادات والدروع التكريمية
التي تسلمتها من جهات محلية ودولية، تكريمًا لجهودها الجبارة في خدمة المجتمع.
الفاضلة فايزة الزعبي ليست مجرد شخصية عامة،
بل قصة نجاح وإنسانية تروى للأجيال، وسيدة تحظى باحترام ومحبة كل من عرفها، بفضل تواضعها،
حكمتها، وسعيها الدائم لخدمة الناس. وهي اليوم تمثل رمزا وطنيا للعطاء، ونموذجا يحتذى
للمرأة الأردنية المعطاءة.