الأردن
يستضيف مؤتمر "الرؤية الملكية للسلم المجتمعي" تحت شعار "الإنسانية
تجمعنا"
نيروز
– محمد محسن عبيدات
برعاية كريمة من سمو الشيخ المهندس سالم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة، وبتنظيم من فرسان السلام ممثلة بالدكتور امين ابو حجلة – انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان أعمال المؤتمر الدولي النوعي "الرؤية الملكية للسلم المجتمعي" والذي حمل شعار "الإنسانية تجمعنا"، بمشاركة نخبة من الشخصيات الرسمية والقيادات الفكرية والمجتمعية من مختلف الدول العربية.
رئيس
المؤتمر / رئيس فرسان السلام الدكتور امين أبو حجلة كان قد رحب بالحضور وأكد إن الرؤية
الملكية التي ننطلق منها اليوم، تمثل خارطة طريق نحو مجتمعات أكثر أمنًا
واستقرارًا، ومجتمعات تقوم على العدل، والإنصاف، والمساواة، وتنبذ التطرف والعنف
بكل أشكاله.واضاف : إن هذه الرؤية تجسد حكمة القيادة الهاشمية في دعم الأمن والسلم
الإقليمي والدولي، عبر تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات، وهو ما يشكّل دعامة
أساسية في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
سمو
الشيخ المهندس سالم بن سلطان القاسمي راعي المؤتمر أكد على أهمية ترسيخ ثقافة
السلام كمنهج حياة، مشددا على أن السلم المجتمعي ليس خيارا، بل ضرورة لضمان
الاستقرار والتنمية. وبين ان دولة الامارات العربية المتحدة من الدول السابقة
لتعزيز السلم المجتمعي وصناعة الامل والمحبة والانجاز في كل مكان وزمان . واشار
على أهمية المبادرات العربية المشتركة في تكوين منظومة فكرية تدعم التعايش
الإيجابي بين الثقافات. وأضاف إن الرؤية الملكية لجلالة الملك عبد الله الثاني
تمثل نموذجا يحتذى في إدارة التنوع المجتمعي وصون النسيج الوطني، وهي جديرة بأن
تدرس وتستثمر في بناء مجتمعات أكثر وعيا وسلاما . مقدما شكره الجزيل لكافة
القائمين على المؤتمر.
المطران
الدكتور خريستو فورس – مطران الروم الأرثوذكس قدّم مداخلة روحية وإنسانية عميقة،
شدد فيها على أهمية الوحدة الوطنية، واكد انه لا سلام بلا محبة، ولا وحدة بلا قبول
الآخر.
العميد
الطبيب يوسف زريقات، مدير عام الخدمات الطبية الملكية، أكد على الدور المحوري الذي
تضطلع به الخدمات الطبية الملكية في تقديم الرعاية الصحية المتقدمة، سواء داخل
الأردن أو في المهام الطبية والإنسانية خارج البلاد. وقال العميد زريقات:
"نحن في الخدمات الطبية الملكية نضع الإنسان في مقدمة أولوياتنا، ونعمل على
تنفيذ واجبنا الطبي والإنساني بكل كفاءة، سواء داخل الوطن أو من خلال مشاركاتنا
الخارجية التي تعكس صورة الأردن المشرقة." وأضاف أن الخدمات الطبية الملكية
كانت وما زالت نموذجا في تقديم الدعم الطبي الميداني في مناطق النزاع والكوارث،
انطلاقا من الرسالة الإنسانية التي يحملها الجيش العربي الأردني.
وزير
الداخلية الفلسطيني، اللواء زياد هب الريح، أكد أن السلم المجتمعي يشكل ركيزة
أساسية في ترسيخ مفاهيم الأمن والاستقرار وتعزيز التلاحم بين مكونات المجتمع.
وأشاد بالعلاقة القوية والتاريخية التي تربط الشعب الأردني بالفلسطيني وجهود جلالة
الملك في الوقوف مع الشعب الفلسطيني بكل الإمكانيات المتاحة .
السيد
حسين الشيلي – الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية تحدث عن دور العمل
الإنساني
ودوره
في تعزيز السلم المجتمعي .
المهندس
وصفي عبيدات – نائب رئيس جمعية همتنا، أشار إلى أهمية التكامل بين العمل التطوعي
والسلم المجتمعي، وقال: "نحن بحاجة إلى أنسنة العمل المؤسسي، فكل مشروع
إنساني هو حجر أساس في بناء مجتمع متماسك."
الدكتورة
فاديا سمارة – رئيسة جمعية همتنا قدمت مداخلة حول جهود الجمعية في صيانة مركز
الأورام بمستشفى البشير، وقالت: "الرعاية الصحية ليست خدمة فقط، بل رسالة
إنسانية سامية تعبّر عن أعلى درجات التكافل الاجتماعي."
السيد
وائل عاصم الروسان – نائب مدير هيئة تنشيط السياحة تناول في مداخلته دور السياحة
في نشر ثقافة التسامح، وقال: "السائح الذي يزور الأردن لا يكتشف فقط الحضارة،
بل يلمس القيم الإنسانية التي نعتز بها."
الفنانة
لطيفة بنت عيسى – سفيرة الفن التشكيلي الإماراتي شاركت برؤية فنية حول السلام من
خلال الإبداع، وقالت: "الفن مرآة للسلام، وكل لوحة أرسمها هي رسالة حب من
الإمارات إلى العالم."
الدكتورة
صباح التميمي – الأمين العام للمؤتمر قدمت ورقة حول "المرأة والسلم
المجتمعي"، وأكدت فيها: "المرأة صانعة السلم الأولى، فهي التي تُربي
الأجيال وتغرس فيهم القيم النبيلة."
هذا
وقد استهل حفل الافتتاح الكاتب والإعلامي محمد محسن عبيدات، بتقديم مميز من حيث
رحّب بالضيوف الكرام من مختلف الدول العربية قائلاً: "باسمي ونيابة عن أبناء
الشعب الأردني، نرحب بكم في بلدكم الثاني، الأردن، أرض النخوة والعروبة. حضوركم
اليوم يؤكد عمق الروابط الأخوية بيننا، ويعكس إيماننا المشترك بأهمية ترسيخ السلم
المجتمعي كركيزة للأمن والاستقرار والتنمية المستدامة." وأضاف عبيدات أن
المؤتمر يشكّل منبراً للحوار البنّاء، وتبادل الخبرات، وتعزيز التعاون بين الدول
العربية في مواجهة التحديات المجتمعية بروح التآخي والتسامح.
ويأتي
هذا المؤتمر في إطار تسليط الضوء على المبادئ التي تضمنها الخطاب الملكي الأردني
في ترسيخ السلم الأهلي، وتعزيز منظومة الأمن المجتمعي، من خلال الحوار والتفاهم
والتكافل بين مكونات المجتمع كافة.
وقد
تناول المؤتمر، في جلساته المختلفة، محاور متعددة حول سبل الوقاية من العنف
المجتمعي، ودور مؤسسات المجتمع المدني في نشر ثقافة الحوار، بالإضافة إلى أوراق
عمل قدمها باحثون وخبراء من دول عربية مختلفة.
ويندرج
هذا الحدث ضمن سلسلة من الفعاليات العربية التي ينظمها فرسان السلام في الأردن و
التي تهدف إلى تعزيز ثقافة السلام المستدام، وتشجيع التعاون العربي في مجالات
التنمية وبناء المجتمعات.