سجّلت أسعار البيض في الولايات المتحدة ارتفاعًا قياسيًا جديدًا خلال شهر مارس 2025، حيث بلغ متوسط سعر الدزينة 6.23 دولارًا، ما يمثل أكثر من ضعف السعر المسجل في نفس الفترة من العام الماضي، رغم غياب أي تفشٍّ جديد لإنفلونزا الطيور خلال الأشهر الأخيرة.
ويأتي هذا الارتفاع وسط حالة من الجدل حول أسباب عدم انعكاس انخفاض أسعار الجملة على أسعار التجزئة. فبحسب تقارير إعلامية، فإن الأسواق الأمريكية تشهد بطئًا ملحوظًا في انتقال آثار انخفاض الكلفة إلى المستهلك النهائي، ما دفع بعض الخبراء لاتهام كبار المنتجين بالمبالغة في تسعير منتجاتهم.
وكانت موجة إنفلونزا الطيور التي ضربت البلاد العام الماضي قد أدت إلى إعدام أكثر من 30 مليون دجاجة بياضة، ما تسبب بتراجع المخزون الوطني من الدجاج البيّاض إلى نحو 285 مليون دجاجة فقط، مقارنة بـ315 مليون قبل التفشي، ما شكل ضغطًا مستمرًا على سلاسل التوريد.
وفي خطوة لافتة، أطلقت إدارة الرئيس ترامب تحقيقًا رسميًا في ممارسات التسعير داخل قطاع إنتاج البيض، خاصة بعد أن أعلنت شركة Cal-Maine، أكبر منتج للبيض في الولايات المتحدة، عن أرباح قياسية فاقت المليار دولار خلال تسعة أشهر، بزيادة بلغت ثلاثة أضعاف عن أرباحها السابقة.
هذا الواقع دفع كثيرًا من المستهلكين إلى تغيير عاداتهم الشرائية، حيث سجلت المتاجر الأمريكية ارتفاعًا بنسبة 20% في مبيعات البيض الصناعي خلال موسم عيد الفصح، مع اعتماد عدد من العائلات على البيض البلاستيكي في الاحتفالات، بدلًا من الطبيعي.
ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تشهد أسعار البيض انخفاضًا تدريجيًا بعد انتهاء موسم الأعياد، مدعومة بانخفاض الطلب وعودة التوازن إلى الأسواق، في ظل جهود وزارة الزراعة الأمريكية لتسريع دورة العرض.