في مؤتمر "الإنسانية تجمعنا": ملاك
شعبان تروي حكاية نجاح بدأت من الداخل
عمّان – نيروز – محمد محسن عبيدات
تحت مظلة هيئة "فرسان السلام"،
وفي أجواء مليئة بالأمل والطاقة، شاركت مديرة ومؤسسة جمعية "يوني ستيبس"
المعتمدة من البورد الألماني، ملاك شعبان، في مؤتمر "الإنسانية تجمعنا"،
حيث قدّمت قصة مؤثرة من واقع تجربتها الشخصية، سلطت فيها الضوء على أهمية الإيمان بالذات
ودور "الصديق الداخلي" في تحقيق النجاح.
بدأت شعبان كلمتها بالتأكيد على أن ما سترويه
ليس محاضرة تقليدية، بل قصة إنسانية ألهمتها لتصبح ما هي عليه اليوم. وبرغم إنجازاتها
المهنية، ومنها تأسيس جمعية تُعنى بتمكين المرأة وتأهيل الأبناء في ضائقة، شدّدت على
أن الأهم من الإنجاز هو القصة التي تقف خلفه.
وتحدثت شعبان عن بداياتها التي وصفتها بـ"المرتبكة"،
حين كانت تفتقد الثقة وتعيش حالة من التردد، لولا صوت داعم كان يرافقها دومًا ويذكّرها
بقوتها الداخلية. ذلك الصوت، الذي ظن الحضور في البداية أنه لصديقة مقرّبة، تبيّن لاحقًا
أنه كان صوتها الداخلي.
تجربة شخصية ملهمة: سردت شعبان تفاصيل من حياتها، مرّت فيها بظروف
قاسية، فقدت خلالها والدها في سن صغيرة، وتزوجت ثم انفصلت وهي في الرابعة والعشرين
من عمرها، مع طفل صغير كان عالمها كله. ورغم كل ذلك، تابعت تعليمها، وتخصصت في تدريس
صعوبات التعلم، وكانت تسافر يوميًا من الشمال إلى القدس لتعليم الطلاب على مدار خمس
سنوات متواصلة.
لاحقًا، تابعت دراساتها العليا في مجالات
إدارة الأعمال، الاستشارة التنظيمية، والبرمجة اللغوية العصبية (NLP)، وسعت إلى تحقيق حلمها بإنشاء مؤسسة تحتضن الشباب
الذين فقدوا الأمل، وتمنحهم فرصة جديدة.
وفي لحظة مؤثرة من الكلمة، كشفت شعبان أن
"الصديقة التي غيّرت حياتها" لم تكن إلا نفسها. مؤكدةً أن كل شخص يمتلك بداخله
صوتًا قادرًا على دعمه، إذا ما اختار أن يُصغي إليه.
تمرين تحفيزي من NLP: اختتمت شعبان مشاركتها بتقديم تمرين بسيط
مستمد من تقنيات NLP،
دعت فيه الحضور إلى تخيّل "نسختهم القوية"، والتواصل معها بصريًا وذهنيًا،
وتخزين شعور الثقة الناتج عن ذلك من خلال حركة جسدية مرتبطة بهذا الشعور (مثل لمس الصدر
أو ضم اليد)، بحيث يمكن استرجاع الإحساس بالقوة عند الحاجة.
وفي
الختام أكدت ملاك
شعبان أن النجاح لا يأتي من الظروف، بل من القرار الداخلي الذي يتخذه الإنسان بأن يكون
سندًا لنفسه، وقالت في ختام كلمتها: "أنا ما نجحت لحالي، أنا نجحت لما سمعت
صوتي الداخلي... وسؤالي لإلك: إنتِ؟ جاهزة تسمعي صوتك؟"