في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة، ومع تصاعد الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، وتجدد محاولات فرض الأمر الواقع على الأرض، نؤكد موقفنا الثابت والراسخ في الولاء المطلق للقيادة الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، والوقوف خلف المواقف الوطنية والقومية المشرفة الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة لكافة مشاريع التصفية أو التهميش.
وإذ نستعيد محطات مضيئة في مسيرة العشائر الأردنية، فإننا نُذكّر بالدور الريادي الذي قامت به عشائر العزام، ممثلة بجدي المرحوم الشيخ ناجي باشا العزام، الذي بادر إلى الدعوة لانعقاد مؤتمر في ديوانه في بلدة قم عام 1920ضم زعماء عشائر شمال الاردن عرف فيما بعد بمؤتر قم ، في لحظة تاريخية فارقة، وذلك رداً على نكث الحكومة البريطانية لوعودها بوقف الهجرة الصهيونية إلى فلسطين. لقد كان مؤتمر قم تجسيداً لوعي وطني مبكر بخطورة المشروع الصهيوني، ومن أبرز قراراته آنذاك:
•الرفض القاطع للهجرة اليهودية.
•رفض إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.
•التأكيد على عروبة فلسطين.
•الدعوة إلى مواصلة الدفاع عن الأراضي الفلسطينية ومنع التوسع الاستيطاني الصهيوني.
وقد جاء في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر التي ألقاها جدنا المرحوم الشيخ ناجي باشا العزام، ما يلي:
"بسم الله الرحمن الرحيم، الواحد الأحد، الناصر والمنتصر لأمة قاتلت من أجل استقلالها. فكل التهنئة بإعلان استقلال بلادنا الشامية لصاحب الجلالة الملك فيصل بن الحسين، وإلى شعبنا في كل المناطق السورية. إن الهدف يا مشايخ قضاء عجلون من هذا الاجتماع هو الخروج بقرارات تتضمن الرد السريع بمهاجمة المستوطنات اليهودية في سمخ وبيسان وطبريا، والهمة في عشائرنا، والله معنا."
وفي أعقاب المؤتمر، تم تنفيذ قراراته من خلال معركة تل الثعالب ، التي وقعت في 20 نيسان 1920، حيث تم الهجوم على المستوطنات اليهودية ، بمشاركة مجاهدين من مختلف مناطق شمال الأردن. وأسفرت المعركة عن استشهاد الشيخ كايد العبيدات وعدد من رفاقه، لتكون أول مواجهة مسلحة أردنية وعربيه ضد الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية في فلسطين، وتجسيداً عملياً للوحدة النضالية بين الشعبين الأردني والفلسطيني .
إننا نؤمن بأن الأردن لم ولن يتخلَّ يوماً عن فلسطين، ونؤكد أن ما قدمه الأردن والعشائر الأردنية من تضحيات في سبيل فلسطين لا يقبل المزايدة من أحد، ويكفي أن نُشير إلى قوافل شهداء الجيش العربي الأردني الذين ارتقوا على أرض القدس، وفي جنين واللطرون وباب الواد وأرض الكرامة في غور الأردن، دفاعاً عن فلسطين ومقدساتها، لتبقى دماؤهم شاهداً حياً على وحدة المصير والهدف بين الاردن وفلسطين ،
ونحن إذ نُجدّد رفضنا القاطع لمشاريع التهجير والتوطين والوطن البديل، نؤكد تمسكنا بحق العودة، ودعمنا الكامل لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية.
وإذ نعتز بانتمائنا إلى هذا الوطن العظيم، فإننا نُشيد بالدور التاريخي للمملكة الأردنية الهاشمية، التي ورثت مبادئ الثورة العربية الكبرى، فتبنّت هموم الأمة وقضاياها، وجعلت من القضية الفلسطينية أولوية مركزية في سياستها الخارجية والداخلية، فكان الأردن دائماً صوتاً عربياً حراً في الدفاع عن الحقوق والكرامة، وعمقاً قومياً صادقاً لشعب فلسطين.
نحن أحفاد المرحوم الشيخ ناجي باشا العزام ، وأبناء عشائر العزام كافة، إذ نقف اليوم على ثوابتنا كما وقف عليها أجدادنا، نُعلن تمسكنا بمواقف الدولة الأردنية التي تمثل نبض كل أردني أصيل، ونعتز بمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وريث الوصاية الشرعية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي تعكس شجاعة ومسؤولية تاريخية تجاه فلسطين، شعباً وأرضاً وهوية وختاما ندعو ابناء هذا الوطن من شتى الأصول والمنابت الحفاظ على وحدتنا الداخليه وعدم الإنجرار وراء الأصوات التي تسعى للمساس بهذه النسيج الوطني المتميز .