في زمنٍ كثرت فيه المؤامرات وتعددت الوجوه المُقنّعة، يبقى الأردن عصيًّا، شامخًا، ثابتًا لا ينكسر. ففي كل مرة يحاول فيها العابثون الاقتراب من حرم الوطن، تنهض عزائم الرجال وتتكسر على صخرة الأردن كل مخططاتهم السوداء.
لا أكتب اليوم مقالًا عاديًا، بل أكتب ما يكتبه القلب حين يغضب، وما ينطقه الوجدان حين يستفز أمن البلاد. ما كشف مؤخرًا من محاولات آثمة لتخريب وطننا ليس مجرد "خبر" بل صفعة لكل من ظن أن الأردن سهل المنال، ولكل من ظن أن عزيمتنا قابلة للكسر.
الأردن ليس حدودًا على خارطة، هو نبض في القلوب، وهوية في الأرواح، وإرث لا يُفرّط فيه، هو عبد الله الثاني، الرمز، القائد، الحِكمة، والهيبة. هو شعب لا يساوم على أمنه، ولا يبيع ولاءه، ولا يهادن من تسوّل له نفسه المساس بمقدّساته. منذ التأسيس، والأردنيون سُيّاج الوطن. نحرسه لا بالكلام، بل بالفعل، بالعهد، بالدم إذا لزم الأمر. وإن كانت الخيانة قد ظهرت في بعض الزوايا المعتمة، فإن النور دائمًا من جانب الأجهزة الأمنية الساهرة، التي لا تنام ولا تغفل، والتي نستمد منها الطمأنينة والثقة.
اليوم لا يكفي أن نستنكر، بل يجب أن نُجدد عهد الولاء والانتماء، أن نكون جنودًا خلف الراية، أن نصون الحاضر ونحفظ المستقبل. نقولها بملء الفم، كل خائن إلى زوال، وكل مؤمن بهذا الوطن خالد في ذاكرته. وسيبقى الأردن، كما كان، عصيًّا على الفتنة، منيعًا على الطامعين، عاليًا فوق الغادرين. وليعلم أولئك العابثون، ومن يقفون في الظل يهمسون بالخيانة، أن الأردن ليس ساحة رخوة، ولا أرضًا تُداس بأقدام المرتجفين. هذا وطن من نارٍ وحديد، بنيانه من دماء الشهداء، وسياجه من عزيمة الرجال. من يشهر سلاحه في وجه الدولة، فليجهز نفسه للمواجهة مع شعب بأكمله، شعب لا ينام على الضيم، ولا يغفر لمن باع ضميره في سوق الغدر.
ولتسقط أقنعة الزيف، ولتبقَ رايتنا مرفوعة، يرعاها الله ثم أحرار هذا الوطن العظيم. حماك الله يا وطني… وحفظ الله قائدنا ورايتنا الهاشمية.