ان الادراك السليم يشكل جزء كبير من درجة الاشباع الفكري والاستقطاب الذهني ونستطيع القول بان الادراك هو المعرفة التامة لما يدور حولنا من احداث سياسية وجيوسياسية تشهدها المنطقة ، ويرى بعض الفلاسفة ومنهم افلاطون بانه ليس هناك ماهو جدير باسم "معرفة"وان المعرفة الحقيقية هي التي تتصل بالمدركات العقلية اي 2+2=4 اي ان المدركات هنا هي مسلمات لاتقبل النقاش او النظريةـ الجديدة ، فلا نستطيع نكران قيام دولة اسرائيلية محتلة على الارض الفلسطينية المباركة وعلى حساب الشعب الفلسطيني في اهم موقع استراتجي في الشرق الاوسط، ولا نستطيع ان ننكر الدور الاردني العظيم الذي تقوم به الاردن بقيادتها الهاشمية نحو الاشقاء الفلسطينيين منذ عام 1948تاريخ اعلان اسرائيل قيام دولتها . ولا نستطيع ان ننكر بان المملكة الاردنية الهاشمية دولة اردنية ذات سيادة مستقلة صامدة بوجه كل معتدي رغم بعض التيارات الضعيفة الهشه والتي تحاول تعكير المزاج الاردني في محاولات بائسة مدعومة من بعض النفوس المريضة ان كانت في داخل المملكة او خارجها . بالامس القريب في منطقة الرابية اصوات نشاز تسيء للوطن ورجال الوطن الاشاوس رجال الامن العام اصحاب الهمة العالية التي كلها شموخ وتحدي رجال عاهدوا الله بان يبقوا الاوفياء لوطنهم وللقيادة الهاشمية المظفرة بالامس اللعين اصوات كاصوات الغربان تنادي بكلمات دخيلة على الوطن لااعلم ما يجري على الساحة الاردنية وما الهدف من هذه التجمعات الغير سليمة والغير صحية لمجتمعنا الاردني المترابط المتماسك والحمدلله .فالاردن سيبقى دولة ذات سيادة مستقلة وصاحب قرار لن يستطيع احدا ان يملي على الاردن اي قرار ضمن اجندة سوداوية هدفها محاولة النيل من الاردن الغالي وحكومته وقيادته الحكيمة وباذن الله لن تكون هناك فرصة للاعداء المتربصين من الاساءة للملكة الاردنية الهاشمية او النيل من كيانها او سيادتها . رغم الظروف الصعبة التي نمر بها بظهر لنا المشككين ومرضى النفوس واصحاب الاجندة الخاصة المدعومة من خارج المملكة للاساءة للوطن وللقيادة فلا مزاودة على الاردن فلقد قدم الكثير الكثير في القضية الفلسطينية فهي قضية الحكومة والقيادة والشعب الاردني باكملة من شتى الاصول والمنابت فلسطين هي قضيتنا وستبقى قضيتنا وقضية كل اردني شريف حر ولكن الاردن رغم شح الموارد والامكانيات فلم يتاخر يوما بالوقوف مع الاشقاء الفلسطينيين بمحنتهم ، ويشهد بهذا القاصي والداني والانقياء اصحاب النفوس الزكية بان الاردن كان وسيبقى الحضن الدافي للاشقاء العرب وبمن تقطعت بهم سبل الحياة فلله الحمد والمنه فالدور الاردني ينطلق من الواجب العقدي الديني والقومي في ان واحد .
اننا في الاقليم نواجه معادلات سياسية جديدة وواقع سياسي لعين في ظل تغيير جيوسياسي جديد تنفذه القوة والاستبداد فغياب العدالة منح سلطات الاحتلال الاسرائيلي القوة في الظلم والاستبداد وكاننا اصبحنا نعيش في شريعة الغاب، وايضا ضعف قرارات الامم المتحدة الصادرة بحق اسرائيل والغير نافذة والتي اصبحت حبرا على ورق ايضا كانت داعما اساسي في تمادي اسرائيل في تعنتها والاستمرار في عملياتها العسكرية الجائرةعلى المدن الفلسطينية ، واليوم تقوم باحتلال جزء من الاراضي اللبنانية والسورية مستخدمة لغة القوة ولغة الحفاظ على امن اسرائيل وها هو ترامب يلوح بشراء قطاع غزة وكان الاوطان اصبحت تعرض في سوق العقارات الصهيوني الامريكي ، فما نلمسه الان هو تغيير في الخارطة السياسية الاقليمية.
ان المتابع للمتغيرات السياسية في الشرق الاوسط وخاصة بلاد الشام يشعر وكاننا في اتجاه شرق اوسطي جديد تمر به منطقة الشرق الاوسط يشهد على احداث وتغيرات وقرارت دولية وبشكل شبه يومي مما يقودنا الى السير نحو جيوسياسية جديدة وخاصة بلاد الشام فعلينا ان ندرك اسس المعرفة الواقعية بعيدا عن العاطفة والمغالاة في الطرح الغيرسوي والذي يسيء للاخرين ان كانوا افراد ام هيئات ام مؤسسات .
ان المشهد السياسي الذي تمر به منطقة الشرق الاوسط يدعو الى التروي والتفكر قبل ان نشير باصابع الاتهام جزافا الى هذا وذاك واتهام الغير بالعمالة والخيانة والصهينة والطعن في شخصيات وطنية لها دور كبير في حماية الوطن وبناءه والدفاع عن قضيته الاولى وهي قضية فلسطين منذ عام 1948عام النكبة الذي اعلنت في اسرائيل قيام دولتها على الارض الفلسطينية العربية وعلى حساب اهلها الشعب الفلسطيني .
فمنذ قيام طوفان الاقصى في 7 اكتوبر 2023 وقطاع غزة يمر في ابادة جماعية ، والمملكة الاردنية الهاشمية لم تؤلو جهدا او تتاخر يوما عن تقديم العون والمساعدة للاهل والاشقاء في فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص في محنتهم التي تشكلت بحرب ابادة تقوم بها اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال اللعين على الشعب الفلسطيني وقد اصبح هذا الملف شغل جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله فبالنسبة للهاشميين تعتبر القضية الفلسطينية هي قضية قومية وانسانية وعقدية من المستحيلات تركها او تجاهلها لاسمح الله ، فهي قضية موروثة هاشميا فالوصاية الهاشمية تشكل جزءا مقدسا من هذا الموروث لا يقبل المزاودة .
ان جلالة الملك عبدالله الثاني ملك الاردن حفظه الله يصر على موقفه الثابت والراسخ والقومي بان فلسطين ارضا للفلسطينيين ولا يجوز حل القضية على حساب الدول المجاورة ويدعو الى السلام على اساس حل الدولتين والرجوع الى حدود عام 1967م .
نحن في الاردن ندعوا مؤسسات المجتمع المدني بان تلعب دورا هاما في تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز اللحمة الوطنية والالتفاف حول القيادة الهاشمية الحكيمة فالاحزاب والنقابات والجمعيات الثقافية والمنتديات بان تجتمع وتوحد كلمتها وقرارها من خلال الحوار الوطني المشترك ووضع الاهداف والرؤى والاسس التي من شانها تقوية الصف وتوحيد الكلمة وذلك من اجل الخروج ببيان مشترك نتفق عليه جميعا كافراد شعبا واحد متماسك كالصف الواحد يشد بعضه بعضا لنرتقي بوطن قوي متماسك وجبهة داخلية يتحطم عليها الصخر، فاننا في هذا الوطن العزيز والكبير بقيادته الهاشمية وشعبه المحب والمخلص للقيادة بان نكون اصحاب رسالة وطنية عظيمة يذكرها العالم ومثالا في الوطنية يحتذى بها ويتغنى بها الاردن وشعبه وقيادته . فمن اجل وطن قوي متماسك علينا ان نعمل بوفاء واخلاص وانتماء ويكون الهدف السامي واحد لايقبل القسمة فمن خلال الاجتماعات الموحدة والسياسات الوطنية والاستراتيجيات سنكون دولة الصمود والتحدي لكل الازمات التي ستمر بها البلاد ، ولا ننسى هنا دعم الحكومة والاستمرارية في تفعيل دور هذه الموسسات المدنية لتكون رافدا للوطن ، وباذن الله سيبقى الاردن قويا منيعا على كل معتدي بهمة الشعب الابي والقيادة المظفرة وسيبقى الاردن مفخرة واعتزاز لاهلة الاردنيين وللعالم اجمع , وسيبقى العلم الاردني هو الراية الخفاقة الوحيدة في سماء الاردن باللوانه التي رسمت الرمزية في تاريخ المملكة .