الوطن هو أغلى ما يعتز به الإنسان، لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته ومأوى كهولته ومنبع ذكرياته ونبراس حياته، وموطن أبائه وأجداده وملاذ أبنائه وأحفاده .
فالإنسان بلا وطن إنسان بلا هوية ولا ماضي أو مستقبل وحب الوطن ليس لنا عنه بديل أرض الأجداد والآباء أرض الخير والبركة والعطاء والنقاء.
حب الوطن ينبع من الإيمان الخالص لله عز وجل وللوطن فهي كلمة حق في معناها ومبناها، الوطن هو قبلة على جبين الأرض وهو المكان الذي ولدنا فيه وعشنا في كنفه وترعرعنا على أرضه وتحت سمائه وأكلنا من خيراته وشربنا من مياهه وتنفسنا هوائه واحتمينا في أحضانه ولو أبعدتنا الظروف ومشاغل الحياة عن الوطن الغالي لسبب أو لآخر، فهناك دائما ما يشدنا للعودة إليه فجذورنا راسخة في ترابه وانتماؤنا وولاؤنا له لا ينتهي ولا يفنى أبداً، و كما قال الشاعر:
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
الوطن كلمة ذات حروف بسيطة ولكنها تحمل معان عظيمة تعجز الكلمات عن حصرها فهو ليس مجرد حكاية تروى أو كلمات تقال بأسلوب عذب، بل هو من أجمل النعم التي أنعم الله بها علينا، وبالتالي فإنّ علينا نحن الأبناء واجب أن نحميه وندافع عنه ونفديه بأغلى ما نملك ونعمل بيدٍ واحدة ليبقى آمناً وصامداً.
شعورنا بحب الوطن شعور الأم التي تحنو على أبنائها وترعاهم وتسهرعلى راحتهم. يفرحها ما يفرحهم ويحزنها ما يحزنهم ويؤلمها ما يؤلمهم، تسعى على الدوام للم شملهم وتحرص على تماسكهم وتعاضدهم في الشدة والرخاء ليساند بعضهم بعضا ويساعد قويهم ضعيفهم وكبيرهم صغيرهم ويكونوا أخوة متحابين ومتعاونين على البر والتقوى في وطن واحد وعلى أرض واحدة . لقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا).
الوطن هو الأسرة الكبيرة المتماسكة بأبنائها والتي ننعم بدفئها وهو المأوى والمكان الذي نلجأ إليه ونشعر فيه بالأمن والأمان والسكينة والحرية والطمأنينة وهو النواة التي يعم من خلالها الخير والعطاء على أبنائه دون استثناء أو تمييز. الوطن هو نعمة كبيرة وواجبنا أن نصون ترابه وأرضه بالترابط والتلاحم وغرس القيم النبيلة في نفوس أبنائه. . وطني هو الوطن الحاضنُ للماضي والحاضر ذلك الحب الذي لا يتوقف و العطاء الذي لا ينضب .
ولا يختلف إثنان على أن التآلف والمحبة والإيثار والتضحية من السمات الحسنة التي وهبها الله لنا حتى نستطيع التعايش مع الاخرين على أرض الوطن فليس ما هو أسمى وأجمل وأروع من حب الوطن ولا شيء يسمو ويعلو على هذا التلاحم بين الوطن وأبنائه وحب القيادة لأبناء الشعب أكبر دليل وأقوى حجة على هذا التلاحم.
من أقوال جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال: "تركت لكم الأردن أمانة في أعناقكم فحافظوا عليها ولا تخونوها، فديناها بالأرواح والأموال والرجال، فلا تخذلوا الوطن فيخذلكم
ومن اقوال جلالة الملك المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين
لقد بني هذا الوطن بجهود من آمن به من أبنائه وبناته، وعملوا وكافحوا وتميزوا، وواجبنا أن نبني على جهودهم، وخياراتنا اليوم ستصنع مستقبل الأجيال القادمة، فلنعمل معا بثقة وإيمان وتكافل، لنوفر الحياة الكريمة لشعبنا في وطننا العزيز، في الحاضر وفي المستقبل.
وهل بعد هذه العبارات الحكيمة ما يعبر أكثر عن مدى التلاحم والترابط بين القيادة والشعب في وطن يحكمه قادة يحملون القلب الكبير والحكمة الراجحة في القول والفعل، وبدورنا نحن علينا أن نبذل كل ما في وسعنا من قوة وجهد منحنا الله إياه للحفاظ على مكتسباته وموارده ومنشآته وعدم إلحاق الضرر بها واحترام أنظمته وقوانينه التي تصب أولا وأخيرا في مصلحة أبنائه ولنكون عناصر فعالة في بناء الوطن ورفعته ليكون دائما من الدول السباقة في التقدم والإزدهار.
حمى الله الأردن أرضآ وملكآ وشعبآ من كل مكروه وأدام الله عليها نعمة الأمن والاستقرار