في تطور خطير يشهده المشهد الميداني في قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد الموافق الثامن عشر من شهر مايو لعام ألفين وخمسة وعشرين، عن بدء تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق على الأرض في عدة مناطق من شمال وجنوب القطاع. وأفادت وكالة "رويترز" أن العملية الجديدة أُطلق عليها اسم "عربات جدعون"، وتأتي ضمن إطار تصعيد عسكري مستمر منذ عشرين شهراً على التوالي.

تصريحات رسمية تؤكد بدء الهجوم البري المكثف

نشر المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بياناً عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (المعروفة سابقاً باسم تويتر)، قال فيه إن القوات العسكرية الإسرائيلية باشرت خلال الساعات الماضية تنفيذ عملية برية موسعة في محاور متعددة داخل شمال وجنوب قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمثل انطلاقة لعملية "عربات جدعون"، التي تم التحضير لها مسبقاً خلال الأيام الماضية.

الضربات الجوية التمهيدية سبقت التوغل البري

أوضح أدرعي في بيانه أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ خلال الأسبوع الماضي سلسلة من الضربات الجوية المكثفة، استهدفت أكثر من ستمائة وسبعين موقعاً تابعاً لحركة المقاومة الإسلامية حماس. وبحسب وصفه، فإن هذه الضربات جاءت بهدف "إرباك الجبهة الداخلية للعدو، وتأمين تغطية جوية للعملية البرية". وقد شملت الأهداف بحسب البيان "مخازن للأسلحة، وعناصر مسلحة، وأنفاقاً تحت الأرض، ومواقع لإطلاق صواريخ موجهة ضد الدروع".

منشورات تحذيرية تمهّد للتصعيد الميداني

في خطوة تعكس الاستعداد لتصعيد جديد، قامت القوات الإسرائيلية يوم السبت بإلقاء منشورات ورقية على عدد من مناطق قطاع غزة، حذّرت فيها المدنيين من توسيع نطاق العمليات العسكرية في الأيام القادمة. وتضمنت المنشورات رسائل تهديدية واضحة تفيد بأن الهجمات ستشمل ضربات جوية وأرضية أكثر عنفاً، في سياق ما وصفته إسرائيل بـ"الرد على نشاطات حماس المستمرة".

تقارير إسرائيلية تكشف عن مراحل متعددة للعملية

وفقاً لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن عملية "عربات جدعون" العسكرية تنقسم إلى ثلاث مراحل، وقد بدأ تنفيذ المرحلة الأولى فعلياً، والتي تشمل تعزيز التوغلات العسكرية في عمق أراضي قطاع غزة. ولم يتم حتى الآن الإعلان الرسمي عن تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة، غير أن محللين يرون أن الخطوة الحالية تشير إلى نية إسرائيل مواصلة التصعيد لفترة طويلة.

خسائر بشرية جسيمة في صفوف الفلسطينيين

على الجانب الآخر، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة عن ارتفاع حصيلة الشهداء نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي منذ ساعات الفجر وحتى الظهيرة إلى ما لا يقل عن خمسين شهيداً. وأكد المتحدث الرسمي باسم الجهاز، محمود بصل، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الطواقم الطبية والدفاع المدني تعمل تحت ظروف صعبة للغاية لانتشال الضحايا من بين أنقاض المنازل المستهدفة، وسط نقص حاد في الإمكانيات والمعدات.

فصل دموي جديد في غزة

العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة، التي تحمل اسم "عربات جدعون"، تمثل فصلاً دموياً جديداً في النزاع المستمر على قطاع غزة، وتثير مخاوف من تصعيد واسع قد يُفضي إلى مزيد من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين. ومع استمرار القصف والعمليات البرية، يبقى مستقبل القطاع محفوفاً بالمخاطر وسط غياب أي أفق سياسي للحل.