2025-12-20 - السبت
جرش: مشتل عين جملا إرث زراعي وبيئي يستأنف دوره في دعم التحريج nayrouz النشامى في كأس العالم .... محرك حقيقي لمراكمة النمو الاقتصادي nayrouz الحجايا يكتب قراءة هادئة في احالة عبير الجبور على التقاعد nayrouz جامعة الزرقاء تستقبل وفدًا طلابيًا من مدرسة عائشة أم المؤمنين الثانوية الشاملة المختلطة nayrouz تونس تدشن أول محطة طاقة شمسية كهروضوئية بنظام الامتياز بقدرة 100 ميغاواط nayrouz الفاهوم يكتب حين تُنقذ المعرفة الذاكرة: موسوعة البالستينيكا nayrouz بلدية إربد تودع مفوضية الأمم المتحدة بعد إغلاق مكتبها في المدينة nayrouz شكر وتقدير لإدارة مستشفى الاستقلال والكادر الطبي والتمريضي nayrouz حادثة مأساوية : عامل دليفري ينهى حياته بسبب خلافات أسرية حول الزواج nayrouz محكمة العدل الدولية تبدأ النظر في الاتهامات الموجهة لميانمار بحق الروهينغا nayrouz الفيفا يوقف نادي النصر عن قيد اللاعبين مؤقتًا بسبب قضية معلقة nayrouz نجوم عرب يشيدون بتألق النشامى في كأس العرب ويتوقعون تمثيلا مشرفا بالمونديال nayrouz بعد تسلم 1.6 مليون دولار .. بطل أستراليا يطرح "سؤالا" nayrouz غدا بداية فصل الشتاء فلكيا nayrouz أسرار الأسرة الناجحة: رؤى لحفظ الميثاق الغليظ nayrouz تعرف إلى أسعار الذهب والليرات الرشادي والإنجليزي في الأردن السبت nayrouz موسكو: لن نسلّم الأسد إلى دمشق nayrouz صحة الفم مرتبطة بالقلب: العناية بالأسنان قد تحمي من أمراض القلب المستقبلية nayrouz أفضل عشرة كتب علمية لعام ٢٠٢٥ nayrouz الاحتلال يعتقل مواطنين وينكل بآخرين في الخليل nayrouz
وفيات الأردن اليوم السبت 20-12-2025 nayrouz وداع يليق بمكانته… العبيدات يشيّعون أحد أعمدتهم الاجتماعية " الشيخ سيف الدين عبيدات nayrouz الخريشا تعزي الزميل كميت الجعبري بوفاة والده nayrouz وفاة المرحومة ليلى خالد العشي، زوجة الدكتور حسن صرصور nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 19-12-2025 nayrouz وفاة الأستاذ الدكتور خالد يوسف الزعبي عضو هيئة التدريس في جامعة مؤتة nayrouz وفاة لواء مخابرات متقاعد محمد خير العضايلة "ابو الخير" nayrouz وفاة محمد عبدالرحيم "بني مصطفى" والدفن في سوف nayrouz وفاة الحاجه تراكي سليمان "ابو شاكر ام عصام nayrouz ذكرى رحيل المخرج محمد ضاري الخريشا… مسيرة إعلامية حاضرة في الذاكرة nayrouz حزن عميق على وفاة الشاب راكان غازي الحويطات nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 18-12-2025 nayrouz وفاة الشاب محمد علي عويد أبو زيد nayrouz الرمثا تنعى شيخ عشيرة الشبول الحاج محمد عبدالرحمن عوض الشبول nayrouz الحاج صالح اسمير البدر الخريشه في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الأربعاء 17-12-2025 nayrouz وفاة الأردني الطلافحة صاحب مبادرة كاسة زيت من كل بيت nayrouz وفاة سفير الأغنية السودانية الدكتور عبدالقادر سالم nayrouz ذكرى وفاة الحاجة مريم عشبان المعاويد الحنيطي (أم محمد) nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 16-12-2025 nayrouz

أبو مشهور.. سيرة فارس من زمن الكبار بقلم: خادم قدميه

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

الدكتور عدنان متروك شديفات

"ستبقى يا أبي تلك الغصّة التي يغصّ بها فؤادي، ولا أنساها ما حييت، لقد اشتقتُ لك كثيراً، اشتقتُ لقضاء يوم عيد في كنفك، اشتقت لحديثك اللطيف، اشتقت لنظرتك العطوفة، اشتقت لحنانك الذي لا مثيل له... رحمك الله يا جنتي."

بهذه الكلمات النابعة من قلب مفجوع، يبدأ الابن رسالته إلى والده، الفارس الأردني، الرجل الذي رحل جسداً وبقي سيرةً لا تُنسى، نُقشت في ذاكرة الأبناء والرفاق والطرقات التي عبرها، والمواقف التي خطّها بشرف وعزيمة.

من ساحات الشرف إلى تعب الحياة
ولد أبو مشهور في زمنٍ كانت فيه الرجولة تُصنع على نار التجربة، والتحمل، والانتماء. وانخرط في صفوف القوات المسلحة الأردنية منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، حيث خدم في الحرس الملكي، ثم في مشاغل فيصل بمدينة الزرقاء، وكان مثلاً ومثالا ً وفعلاً حيّاً على الانضباط، والشجاعة، والنبل، حتى أوائل الثمانينات.

لم يكن مجرد عسكري عابر في مؤسسته، بل كان فارساً نبيلاً، شارك في الحروب التي خاضها الجيش العربي؛ من فلسطين، إلى العراق، إلى اليمن، إلى عُمان. شهد له رفاقه بالشجاعة والثبات، فلم يهن، ولم يتراجع، ولم يخن. بل ظل على عهد الوطن حتى آخر رمق في خدمته.

بعد التقاعد.. لم يتقاعد عن العطاء
حين طوى ملفه العسكري، لم يطوِ معه عزيمته، أجبرته الظروف المعيشية القاسية وكثرة الأبناء الذين لا يزالون على مقاعد الدرس، أن ينهض من جديد، متجهاً  إلى ميادين الكدّ والعمل — سائقاً في النقل العام، ثم في الشحن الدولي، جاب الأرض شرقاً وغرباً .

لم يكن يسافر للرزق فقط، بل كان يعود من كل رحلة بحكمة جديدة، وفهم أعمق للحياة،  لم يكن يرى في العمل مشقة، بل شرفاً يُربّي أبناءه عليه، ويعلّمهم أن الطهارة تبدأ من لقمة كُسبت بكرامة.

كان معروفاً لدى الجميع باسم "أبو مشهور" — رجل هيبة ومروءة وكرم، صاحب وجه بشوش لا يردّ أحداً ، ولا يُظهر تعبه لأحد، بل يوزع الابتسامة حيث حلّ.

كفوف تشيل وما تميل
لم يكن يرفع صوته، لكنه إذا تكلّم صمت المجلس. رجلٌ من زمن الكبار، ممن آثروا الصمت في زمن الثرثرة. رجل كتوم، حكيم، صبور، يعرف متى يصمت، ومتى يتكلم، ومتى يضمد الجراح بالصبر لا بالشكوى.
كان كفوف تشيل وما تميل، وكان نارًا على علم بما يكتنز من أخلاق ومروءة ورجولة ، هكذا يصفه من عاشروه.
كان رجل المواقف، يوم كانت المواقف لا تُشترى، بل تُدفع أثمانها ذهباً .

اليد العليا لا تعرف البخل
لم يكن بخيلاً قط، بل صاحب اليد العليا بالوفاء ، أطعم أبناءه مما تجود به يده، وأحياناً شاطر التعب تعباً ومع ذلك لم يعرفوا الجوع ولا الذل في كنفه ....

لم يعرف طريق الراحة، لكنه عرف طريق الشرف، وعلّمه لأبنائه قولاً وفعلاً، وحتى حين خذله الزمن، وعصفت به الأزمات، بقي جبلاً شامخاً، يحمل الكثير في صمت، ويمنح في سكون.

رجلٌ لم يُكتب عنه في الصحف أو يُكرّم على المنابر، لكنه يستحق أن يُروى عنه في كتب الرجولة والنبل والكرامة.

مدرسة في الأخلاق والصبر
ما أكسبه من سفره، وثّقه في سلوكه. تعلّم من البلاد والناس، واحتك بالثقافات، فعاد إلينا أكثر وعيًا، أوسع أفقاً ، وأشدّ حكمة. وكان يُربينا بالحكاية والموقف، لا بالوعظ الجاف، ويعلّمنا أن الحياة أكبر من المال، وأن الشرف لا يُقاس بالدينار، بل بالفعل الجميل والكلمة النبيلة.

كان نار على علم، رجلٌ مشهور بفعله لا باسمه فقط، فارس الميدان، وراعي العائلة، وسند الجميع.

اليوم.. في رحاب العيد

ومع كل الأهوال التي مر بها بقي قدها وقدود ، وكل مرة يزاد صلابة ، ومنعه صمته يغني عن رحلة عمرها تجاوز قرن ونيف من الزمن وعمر الدولة التي ولد معها،  ورحلته تشبه الشتاء والصيف ، تلك هي فضاعة رحيل من نحبهم .. علمني فقدك يا أبا مشهور أنه برحيل الفرسان ترحل معهم بعض من ملامحنا الجميلة والبطولات فلا نموت وإنما نكون قيد الممات ، لقد جّل الخطب وفدح المصاب وتركت في نفسي  فراغاً لم  أعهده من قبل فقد كنت تعظم المجالس بحضورك ونحن يعظم أمام أعيننا المصاب الجلل بفقدك إذ تركت رسالة ومشوار طويل لن ينتهي فهو لا زال يلتمس خطاك . يحق لأحفادك وابناؤك في لحظة الوجد أن نقول سلام على رجل بحجم الوطن وسلام على فارس يفيض بحراً في وجه كل الكآبات .. سلام على مرقدك الطاهر وعلى سلاحك وروحك والبارود .. ولك مني بعد دبر كل صلاة مجمل الدعوات .... أيها الساكن روحه في السماء وداعاً ... طبت حياً وميتاً يا أبا مشهور  .. سلاماً عليك وعلى روحك وأنت مع الذين إذا عاهدوا لم يغدروا، وإذا أعطوا ميثاقاً لم ينقضوا ، سلاماً عليك يا صاحب القلب الواحد والوجه الواحد والموقف الواحد والوطن الواحد ...  إلى رحمة الله في عليين ...
"كل عيدٍ وأنت في جنّةٍ عرضها السماوات والأرض،
وكل عام وأنت فخرنا، وحكايتي التي أرويها بكل اعتزاز.

رحمك الله يا أبي، يا أبو مشهور، وغفر لك، وأسكنك في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر.

لقد كتبتُ عنك لا لأبكيك، بل لأحكي للأجيال أن الرجولة كانت يوماً رجلاً يُدعى: أبو مشهور.

🕊 تمّت بحروفٍ من محبةٍ وحنين، ووفاءٍ لا يغيب.

✍️ بقلم ابنك الدكتور عدنان متروك شديفات – خادم قدميك يا والدي....