في زمنٍ تشتد فيه الحاجة إلى الرجال أصحاب الخلق والحكمة، يبرز اسم الشيخ أكرم نصر الرواحنة، المعروف بـ"أبو فيصل"، كأحد رجالات الوطن الذين يجمعون بين طيب الأصل وسداد الرأي وكرم الضيافة.
ليس غريبًا على من يعرفه أن يراه وهو يُستشار في قضايا ذات شأن كبير، تُعرض عليه بثقةٍ لما عُرف عنه من حكمة في القول وبعد نظرٍ في المواقف. فالرجل لا يتحدث كثيرًا، لكن كلماته إذا نُطقت كانت موضع اعتبار، وآراؤه إذا طُرحت كانت محل تقدير واحترام.
الشيخ الرواحنه ليس مجرد اسم في السجلات، بل هو قيمة حقيقية في ميادين الصلح والإصلاح، ووجه مشرق في المجالس، يُستقبل به الضيف، ويُقعد في صدر المكان، لا لجاهٍ أو مال، بل لأنّ الطيب يفرض حضوره، والمروءة تصنع مكانتها بين الناس.
أبو فيصل، الرجل الذي يشعّ خلقًا وتواضعًا، لم يترك يومًا قضية بلا سعي، ولا مظلمة دون تدخل، وكان دومًا يحمل همّ الناس، ويجبر الخواطر بما تيسّر، ويترك أثرًا طيبًا أينما حلّ.
وحين يدخل مجلسًا، لا يُستقبل كزائر، بل كأحد أعمدة المكان، فيُقدَّم له المقام احترامًا لمقامه، ويُترك له الحديث إكرامًا لحكمته. فهو من أولئك الرجال الذين إن حضروا زانوا، وإن غابوا افتُقدوا.
في حضرة الشيخ أكرم الرواحنة، تحضر معاني الرجولة الأصيلة، وتُستعاد صور المروءة التي تُربّي الأجيال، ويُكتب للناس فيها دروس العطاء، بصمت وفعل لا يُراد به إلا وجه الله ورضا الناس...