اللواء الركن المتقاعد الطيار المقاتل عطا سعيد الخضر المناصير قامة وطنية باسقة ورجل من رجالات الأردن الكبار، حمل راية الشرف والعطاء طوال ما يقارب أربعة عقود من الخدمة العسكرية المشرّفة في سماء الوطن. التحق بكلية الملك حسين الجوية عام 1976 ليبدأ مسيرة المجد، متنقلاً بين المواقع القيادية في سلاح الجو الملكي الأردني، حتى وصل إلى موقع مدير العمليات، الرجل الثاني في قيادة السلاح، ومساعد قائد سلاح الجو للعمليات والدفاع الجوي.
لم يكتفِ عطا باشا بمسيرته الميدانية، بل جمع بين العلم والعمل، فحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية من جامعة مؤتة، والماجستير في الإدارة والدراسات الاستراتيجية من جامعة كراتشي، كما شارك في عشرات الدورات المحلية والعالمية، كان خلالها مثالاً للانضباط والتميز، وحصد مراتب الشرف في بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى، حتى أصبح مرجعاً في التدريب والتخطيط والقيادة الجوية.
تدرج عطا باشا من قائد رف طيران إلى قيادة السرب والجناح، وصولاً إلى قيادة قاعدة الأمير حسن الجوية، ثم مديراً للعمليات في سلاح الجو. وقد جمع خلال خدمته أكثر من (3500) ساعة طيران مقاتل، وشارك بفاعلية في إعداد وتدريب الطيارين، والتدريس في كلية القيادة والأركان وكلية الدفاع الوطني الملكية.
نال الباشا أوسمة وأنواطاً وشارات تقديراً لخدمته المخلصة، أبرزها وسام الاستقلال ووسام الاستحقاق العسكري. وظل إنساناً متواضعاً، قريباً من الناس، باراً بوالديه، مشاركاً لعشيرته وأصدقائه في أفراحهم وأتراحهم، محباً لوطنه وقيادته الهاشمية.
وعلى الصعيد الأسري، قدّم ابنه الشهيد البطل المقدم الطيار المقاتل عمر عطا العبادي قرباناً للأردن، فكان استشهاده عنواناً للفداء والتضحية، وصورة تعكس صبر والده وثباته وإيمانه العميق.
إن سيرة عطا باشا الطيار المقاتل هي سيرة عز وفداء، ستبقى وساماً على صدر الوطن وعشيرة المناصير الكرام، وذكرى خالدة في وجدان كل من عرفه.