ليس مجرد مبنى قديم في قلب جبل عمّان، بل هو وثيقة حية تختزن تاريخ الدولة الأردنية منذ لحظة ميلادها. متحف الحياة البرلمانية يقف شامخًا في مبنى البرلمان العريق، حيث أعلن الاستقلال عام 1946، وحيث شهدت جدرانه مبايعة ملوك بني هاشم، وتسطير أولى فصول الحياة النيابية في المملكة.
افتُتح المتحف عام 2016 ليكون نافذة تطل على مسيرة الديمقراطية الأردنية، ومتحفًا يوثق ذاكرة الوطن السياسية. يتنقل الزائر بين أجنحته الثلاثة: قاعة البرلمان، وقاعات العرض التفاعلية، ومكاتب رؤساء مجلسي الأعيان والنواب، ليعيش تجربة حقيقية تروي قصة مجالس الأمة منذ التأسيس وحتى اليوم.
المتحف ليس أرشيفًا صامتًا، بل منصة تعليمية وتثقيفية تستقطب الشباب والطلبة والباحثين، وتعرّفهم على الدستور الأردني، والمراحل المفصلية في بناء مؤسسات الدولة. ومن خلال معارضه الوثائقية والتاريخية، يبقى المتحف شاهدًا على التحولات السياسية والتشريعية، ومختبرًا لذاكرة الأردنيين في طريقهم نحو المستقبل.
وفي زيارة خاصة إلى متحف الحياة البرلمانية، قام وفد من موقع نيروز الإخباري ممثلًا بمديره العام الأستاذ خليل الجبور، ومدير التحرير داود حميدان، بجولة في أروقة المتحف، اطلعوا خلالها على قاعاته ومحتوياته التاريخية التي تجسد مسيرة الدولة الأردنية. وأكد الوفد أن المتحف يشكّل مدرسة وطنية توثّق مسيرة الديمقراطية الأردنية وتقدّم للأجيال درسًا في الانتماء والهوية.
هكذا، يظل متحف الحياة البرلمانية أكثر من مجرد متحف؛ إنه مرآة للتجربة الأردنية، وعنوان لشرعية الدولة، ورمز لاستمرار نهج الشورى والديمقراطية في ظل القيادة الهاشمية.