في قلب كل قصة نجاح لشاب أردني، هناك من زرع فيه قيم الانضباط، وشحذ عزيمته، وغرس في قلبه روح المسؤولية. الوكيل المدرب زياد زبيدي كان ذلك الإنسان، فقد كان أكثر من مدرب؛ كان رمزًا للجدية، والحزم، والحنان في آن واحد.
منذ أولى أيامه في جائزة الحسن للشباب، رسم زياد بيده خريطة للتميز والإبداع، ليصبح اسمه مرادفًا للانضباط والقدوة. لم يقتصر دوره على تدريب الشباب على المهارات العسكرية أو الرياضية فحسب، بل كان يُعلّمهم معنى الالتزام، وقيمة العمل الجماعي، وكيفية مواجهة التحديات بثقة وشجاعة.
كان زياد حاضرًا في كل التفاصيل، من صياح صافرات الانطلاق في الصباح الباكر، إلى لحظات الهدوء التي يجلس فيها مع الشباب، يشاركهم نصيحة، أو ابتسامة، أو كلمة دعم. حضوره لم يكن جسديًا فقط، بل كان حاضرًا في النفوس، في كل تصرف، في كل موقف، وفي كل نجاح يحققه أحدهم.
ما يميز زياد زبيدي هو الجمع بين صرامة القائد وروح الأب، بين قوة الجندي ودفء الإنسان. لقد علّم الشباب أن الانضباط ليس مجرد قاعدة، بل أسلوب حياة، وأن النجاح لا يُقاس بالنتائج فقط، بل بالقدرة على الوقوف بعد كل سقوط، والمضي قدمًا بعزيمة لا تلين.
واليوم، مع انتهاء مسيرته في جائزة الحسن للشباب، يبقى إرث زياد حيًا في كل شاب حمل منه درسًا، في كل قصة نُسجت تحت تدريبه، وفي كل جيل يتعلم من سيرته أن العطاء الحقيقي لا ينتهي بخدمة رسمية، بل يستمر في التأثير والقدوة.
زياد زبيدي ليس مجرد اسم في سجل الجائزة، بل هو روح الصاعقة التي أضاءت مسيرة آلاف الشباب، وجعلت من الجدية والإخلاص نهجًا يُحتذى به. قصته ستبقى حاضرة، تتردد أصداؤها جيلًا بعد جيل، لتذكّرنا دائمًا بأن القيادة الحقيقية تبدأ من القلب قبل أن تبدأ من المنصب.