لقد كنتِ — وما زلتِ — رمزًا للعطاء الهادئ، والإلهام الصادق، والرسالة التي لا تنطفئ شعلتها. غرستِ في القلوب حبّ المعرفة، وفي العقول نور الفهم، وفي النفوس بذور القيم الرفيعة.
يا من حملتِ رسالة التعليم بصدقٍ ومسؤولية، ونسجتِ بأصابع الحنان خيوط الأمل في وجدان أجيالٍ لا تُحصى، فكان لكِ في كل قلبٍ دعاء، وفي كل نجاحٍ بصمة، وفي كل دربٍ ساطعٍ أثر.
إنكِ لستِ مجرد معلمة، بل أمٌّ راقية تتقن فن التربية كما تتقن فن الحياة، يعتزّ بك المجتمع لما تمثلينه من قدوةٍ حسنة ووجهٍ مشرقٍ للمرأة المعطاءة الحكيمة.
في يوم المعلم العالمي، نرفع لكِ التحية إجلالًا وتقديرًا، وندعو الله أن يمدّك بموفور الصحة والعافية، لتظلي منارة علمٍ، وواحة خلقٍ، وذكرى طيبةً في وجدان من تتلمذوا على يديك.
و عطاؤك ليس مقتصرًا على ميدان التعليم فحسب، بل امتدَّ أثرُك الطيب ليشمل كل من عرفك وعايشك. فأقاربك وأهلك وأصدقاؤك يشهدون لكِ بحسن الخُلق، ورفعة الذوق، ودفء القلب، وصدق المشاعر. تركتِ فيهم بصمة لا تُمحى، ونسجتِ حولك حبًّا واحترامًا يليقان بروحٍ راقيةٍ أينما حلّت نشرت عبيرها، وأينما حضرت تركت فيضًا من السكينة والجمال الإنساني.