نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية : رغم أن مدينة جرش تزخر بعشرات المواقع الأثرية والتاريخية والتراثية المميزة ما يؤهلها لتكون مواقع جذب سياحية ليس على مستوى الوطن فقط بل على مستوى العالم، إلا أن زيارة السياح تقتصر على المدينة الأثرية فقط، فيما لا تتجاوز مدة الزيارة في أحسن الظروف 3 ساعات.
وتعد هذه المواقع من أهم الاكتشافات الأثرية المهمة والمتكاملة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الحمامات الشرقية، وقصر الباشا في بلدة سوف والمستملكة من وزارة السياحة والآثار منذ أكثر من 30 عاما، وموقع البركتين الأثري، وكنسية النبي هود، والحمام الروماني.
وقال ناشطون ومواطنون "إنه يجب أن تدرج تلك المواقع على خريطة التفويج السياحي لحمايتها من العبث وصيانتها وترميمها وإحيائها أثريا مجددا"، مضيفين أن قصر الباشا تتوفر فيه كل العناصر الأثرية التراثية التي تؤهله ليكون معلما سياحيا أثريا مهما في حال تمت صيانته وترميمه، كما أن كنيسة النبي هود عبارة عن كتلة فسيفسائية كاملة.
ودعوا إلى ضرورة تنظيم البرامج السياحية، وإعطاء كل مدينة أثرية وتاريخية وتراثية حقها في الزيارات، الأمر الذي يوسع من قاعدة الاستثمار في السياحة بجرش، ويدمج أهلها في تنمية البرامج السياحية وتطويرها، موضحين أن الترويج الحقيقي لجرش يكون بإقامة أكشاك ترويجية داخل المدينة الأثرية، وإقامة فندق سياحي ليطيل مدة مكوث السائح.
وقال الناشط نصر العتوم "إن الحركة السياحية في جرش تقتصر على زيارة المدينة الأثرية، والتي تبلغ مساحتها 550 دونما، فيما لا تتجاوز مدة الزيارة في أحسن الظروف 3 ساعات".
وأوضح أن مدينة جرش تزخر بمواقع أثرية متعددة وذات أهمية أثرية وتاريخية، مثل موقع البركتين والحمام الروماني وقصر الباشا والكنيسة في بلدة النبي هود، فضلا عن مساحات واسعة وممتدة لغابات حرجية ومحميات طبيعية في مواقع قريبة ومخدومة وسياحية.
وأضاف العتوم أن وضع هذه المواقع على قائمة المواقع السياحية في جرش يطيل مدة مكوث السائح، ويضع الجرشيين في صناعة السياحية، وبالتالي يحققون استفادة فعلية من وجود أكبر المدن الأثرية في منطقتهم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
وبدوره، قال رئيس جمعية الحرفيين في جرش، الناشط بالمجال السياحي، صلاح العياصرة "إن سبب تراجع حرفة السياحة في جرش يعود لقصر مدة مكوث السائح، وتحكم الأدلاء السياحيين فيها وتخصيص وقت قصير للمدينة الأثرية، رغم أن الزائر يحتاج فعليا لأكثر من 3 أيام لكثرة ما فيها من آثار ومحميات وغابات ومواقع مؤهلة، قادرة على جذب آلاف الأفواج السياحية".
وأضاف "أن الأدلاء السياحيين يعملون مع أكثر من فوج سياحي في الوقت نفسه، وذلك بسبب قصر مدة مدة مكوث السائح، ناهيك عن أنهم يصطحبون السياح إلى محال معينة، ما يحرم الجرشيين من الاستفادة الحقيقية لوجود السائح في مدينتهم".
ورأى العياصرة ضرورة أن تقوم هيئة تنشيط السياحة بتنظيم البرامج السياحية، وإعطاء كل مدينة أثرية وتاريخية وتراثية حقها في الزيارة، الأمر الذي يوسع من قاعدة الاستثمار في السياحة بجرش، ويدمج أهلها في تنمية البرامج السياحية وتطويرها.
وأوضح أن الترويج الحقيقي لجرش يكون بإقامة أكشاك ترويجية داخل المدينة الأثرية، وإقامة فندق سياحي ليطيل مدة مكوث السائح.
ومن ناحيته، قال دليل سياحي، يعمل في مدينة جرش طلب عدم نشر اسمه "إن الشركات السياحية التي تجلب السياح الأجانب هي من تحدد برنامج الزيارة ووقتها ومدتها وموقعها، فيما تقتصر مهمة الدليل الأساسية على تعريف السياح بالموقع وتقديم الخدمات السياحية لهم داخل الموقع الأثرية، مع ترك الحرية للسياح باختيار الوقت الذي يناسبهم للمكوث بالموقع الأثري".
ومن جانبه، أكد عبد الستار القيام، مستثمر موقع البركتين الأثري "أن السبب في فشل استثمار الموقع الذي كلفه مئات الآلاف من الدنانير هو عدم تفويج أي زائر للموقع وعدم إقامة أي فعالية فيه، بالإضافة إلى عدم اعتماده على قائمة المواقع الأثرية في جرش، رغم أهميته الأثرية والتاريخية".
وقال القيام "إن عملية تفويج السياح لهذا الموقع تسهم في تنشيط الاسثمار السياحي، وفي إنجاح المشاريع السياحية، وبالتالي زيادة مدة مكوث السائح في جرش".
ومن جهته، أكد مدير آثار محافظة جرش، الدكتور زياد غنيمات "أن الشركات السياحية هي من تتحكم بوقت زيارة السائح ومواقع الزيارة، والتي تتم من خلال عقود مبرمة بين السائح والشركات السياحية"، قائلا "إن دور مديرية الآثار يقتصر على تجهيز الموقع الأثري على مدار الساعة لاستقبال الزوار وتوفير مختلف الخدمات السياحية، فضلا عن البحث عن مواقع أثرية جديدة في جرش وترميمها وتجهيزها وجذب مشاريع سياحية كبرى".
وأضاف "أن مدة مكوث السائح في جرش لا تتجاوز في بعض الأحيان 90 دقيقة، بينما تكون في أغلب الأحيان 3 ساعات، مع العلم أن التجول في مدينة جرش والاستمتاع بما فيها من آثار وتراث وتاريخ يحتاج إلى وقت أطول من ذلك وربما يحتاج إلى أيام".