550840
انطلاق ملتقى
"بتك الأول" في بني كنانة تحت شعار "انقل أثر" لتعزيز التعليم
المهني والتقني
نيروز الإخبارية
– محمد محسن عبيدات
في مشهد تربوي مفعم
بالحيوية والإبداع، شهدت مدرسة يبلا الثانوية للبنات صباح اليوم انطلاق فعاليات ملتقى
"بتك الأول"، الذي نظمته مديرية التربية والتعليم للواء بني كنانة بالتعاون
مع المدرسة، تحت شعارٍ ملهم حمل عنوان "انقل أثر"، وبرعاية مديرة التربية
والتعليم للواء بني كنانة الأستاذة هدى شطناوي، وبحضور جمع كبير من مديري ومديرات المدارس،
والهيئات الإدارية والتعليمية، وعدد من الطلبة المتميزين، الذين حضروا ليكونوا شهوداً
على تجربة تربوية رائدة تكرّس ثقافة الإبداع ونقل الأثر الإيجابي في الميدان التربوي.
رؤية تعليمية تتجسد
في الميدان
في كلمتها الافتتاحية،
أكدت الأستاذة هدى شطناوي أن تنظيم هذا الملتقى يأتي في إطار رؤية مديرية التربية والتعليم
الساعية إلى تعزيز التعليم المهني والتقني وتفعيل دور التدريب العملي في إحداث أثرٍ
ملموسٍ داخل بيئة التعلم، مشيرةً إلى أن شعار الملتقى "انقل أثر" ليس مجرد
عبارةٍ تحفيزية، بل رسالة تربوية عميقة تؤكد أن المعرفة لا تكتمل إلا إذا تحوّلت إلى
سلوكٍ تطبيقيٍّ مؤثر في حياة الأفراد والمجتمع.
وقالت شطناوي:"نطمح
لأن تكون مدارس لواء بني كنانة نموذجاً وطنياً يُحتذى في نقل الأثر الإيجابي، وتمكين
المعلمين والطلبة من مهارات التعليم المهني والتقني وفق نهجٍ تطبيقي حديث، وتحفيز المبادرات
الإبداعية ضمن برامج وزارة التربية والتعليم، ليصبح التعليم المهني خياراً واعياً نحو
مستقبلٍ مشرقٍ ومستدام."
مدرسة يبلا: منصة
للإبداع وتبادل الخبرات
من جانبها، رحّبت
مديرة مدرسة يبلا الثانوية للبنات الطاف العلي بالحضور، مؤكدة أن تنظيم الملتقى جاء
انسجاماً مع رؤية المدرسة التي تسعى إلى توفير بيئة تعلم مهنية محفزة للإبداع وتواكب
التطورات العالمية في التعليم.
وأضافت العلي:"نحن
في مدرسة يبلا نؤمن أن نقل الأثر لا يتحقق إلا عندما تتحول الفكرة إلى تجربة، والتجربة
إلى ممارسة، والممارسة إلى ثقافة تسري في أركان المدرسة وتمتد إلى المجتمع المحلي.
هذه هي فلسفة (انقل أثر) التي نترجمها فعلاً لا قولاً."
تجارب ملهمة ورؤى
عالمية
وشهد الملتقى مداخلات
نوعية، من أبرزها مشاركة المهندس أحمد ملكاوي الذي عرض تجربته التعليمية في كوريا الجنوبية،
مستعرضاً نماذج ناجحة من منظومات التعليم المهني هناك، ومشيراً إلى أهمية المواءمة
بين التعليم وسوق العمل.
وقال الملكاوي: "ما يميز التجربة الكورية هو الدمج الحقيقي بين التعليم والإنتاج، فالمناهج تُبنى على احتياجات الاقتصاد الوطني، ويُعدّ الطلبة ليكونوا صانعين للفرص لا باحثين عنها."
الإعلام شريك في
صناعة الوعي
أما الدكتورة إخلاص
الروسان، رئيسة قسم الإعلام في المديرية، فقد تناولت في كلمتها دور الإعلام التربوي
في دعم التعليم المهني والتقني، مؤكدة أن الإعلام ليس مجرد ناقل للمعلومة، بل شريك
فاعل في تشكيل الوعي المجتمعي وتغيير الصورة النمطية تجاه هذا المسار الحيوي.
وأشارت الروسان إلى
أن المديرية نفذت خطة ترويجية متكاملة تضمنت إنتاج فيديوهات توعوية وصل أحدها إلى أكثر
من نصف مليون مشاهدة، إلى جانب نشر مطويات ومسرحيات مدرسية كان لها أثر ملموس في تصحيح
المفاهيم وتعزيز القبول المجتمعي للتعليم المهني.
وأضافت:"هذا
الجهد الجماعي تُوّج بفوز مديرية بني كنانة بالمركز الأول في الحملة الترويجية على
مستوى وزارة التربية والتعليم، رغم أن الوزارة لم تكن على علم مسبق بحجم هذا الإنجاز
الميداني، ما يعكس روح المبادرة والإبداع لدى كوادرنا التربوية."
نقل الأثر من الفكرة
إلى الممارسة
وتخللت فعاليات الملتقى
مجموعة من العروض التفاعلية التي جسدت شعار "انقل أثر"، حيث قدمت المديرة
الطاف العلي وعدد من المعلمات المؤثرات، منهن أمل الزعبي وسميرة المقبل وآيات العمري،
عروضاً حول التطبيقات الرقمية والتعلم العملي، واستعرضن تجارب ملهمة في تحويل المعرفة
التقنية إلى أدوات تفاعلية تُنمّي الإبداع لدى الطالبات.
وقدّمت الطالبة رفيف
ماجد عرضاً مؤثراً بعنوان "نتاج الأثر"، تحدثت فيه عن تجربتها في تحويل ما
تعلمته من برامج مهنية وتقنية إلى مشاريع تطبيقية صغيرة داخل المدرسة، تمثل نموذجاً
للشباب القادر على البناء والإنتاج.
قصص نجاح ملهمة ومبادرات
تربوية
كما شهد الملتقى
استعراضاً لعددٍ من قصص النجاح التربوية التي حملت توقيع معلمين ومعلماتٍ من لواء بني
كنانة، منهم خديجة عبيدات ومكرم عبيدات وقتيبة عبيدات، الذين قدّموا مبادرات مدرسية
ومشاريع طلابية أسهمت في تطوير بيئة التعلم ورفع كفاءة الطلبة مهنياً وتقنياً.
نقاشات بنّاءة واستبيان
ميداني
واختتم الملتقى بجلسة
نقاشية ثرية شارك فيها نخبة من التربويين، من بينهم سامح الزواتي وزبيدة أبو شيمة ونائلة
مهداوي وأحمد جرادات، حيث تم تبادل الآراء حول سبل تعزيز ثقافة نقل الأثر بين المدارس،
وآليات التكامل بين الإدارات والمعلمين والمجتمع المحلي لتحقيق الأثر المستدام.
كما تم خلال الجلسة
توزيع استبيان مباشر على الحضور لقياس مدى الاستفادة من الملتقى واستطلاع المقترحات
التطويرية للنسخ القادمة.
ختام يؤسس لبدايات
جديدة
وفي ختام الفعالية،
أكدت مديرة التربية الأستاذة هدى شطناوي أن ملتقى بتك الأول هو بداية لمسارٍ تربويٍّ
مستدام من المبادرات النوعية التي تعتزم المديرية مواصلتها، ليبقى التعليم المهني والتقني
ركيزة أساسية لبناء المستقبل وصناعة التغيير الإيجابي في المجتمع المحلي، وتعزيز مكانة
لواء بني كنانة كنموذج وطني في الريادة والابتكار التربوي.