مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، يلاحظ كثير من السائقين أن سياراتهم تحتاج وقتًا أطول لتعمل بسلاسة، مما يطرح سؤالًا مهمًا: هل يجب تسخين السيارة قبل القيادة؟
رغم التطور الكبير في أنظمة تشغيل السيارات الحديثة، إلا أن تسخين المحرك لبضع دقائق قبل الانطلاق ما زال خطوة ضرورية ومفيدة خاصة في الأجواء الباردة، وذلك للأسباب التالية:
أولًا: حماية المحرك من التآكل
عند تشغيل السيارة في الصباح البارد، يكون زيت المحرك كثيفًا ولا ينتشر بسرعة في أجزائه الداخلية. بالتالي، يحتاج المحرك إلى دقيقة أو اثنتين ليصل الزيت إلى جميع الأجزاء ويكوّن طبقة حماية تقلل من الاحتكاك والتآكل.
ثانيًا: أداء أفضل للسيارة
المحركات مصممة لتعمل في درجة حرارة تشغيل مثالية. عندما يتم تسخين السيارة تدريجيًا، تعمل الحساسات وأنظمة الاحتراق بكفاءة أكبر، مما يقلل استهلاك الوقود ويحسن أداء السيارة على الطريق.
ثالثًا: الحفاظ على ناقل الحركة (القير)
في السيارات الأوتوماتيكية، يكون زيت ناقل الحركة باردًا أيضًا عند التشغيل، والتسخين لبضع دقائق يساعد على تليين الأجزاء الداخلية وتسهيل تبديل السرعات دون ضغط على النظام.
رابعًا: راحة السائق والركاب
تسخين السيارة قبل القيادة لا يقتصر على المحرك فقط، بل يشمل نظام التدفئة وإزالة الضباب عن الزجاج، ما يجعل القيادة أكثر راحة وأمانًا.
كم من الوقت يكفي لتسخين السيارة؟
الخبراء ينصحون بعدم المبالغة، إذ تكفي دقيقة إلى ثلاث دقائق فقط قبل البدء بالقيادة، على أن تكون السرعة منخفضة في الدقائق الأولى حتى تصل حرارة المحرك إلى المستوى المثالي.
تسخين السيارة في الشتاء ليس ترفًا، بل عادة ميكانيكية ذكية تطيل عمر المحرك وتضمن أداءً مستقرًا واقتصاديًا. دقيقة واحدة من الصبر صباحًا قد توفر مئات الدنانير في صيانة المستقبل.