العودات يكتب
... في ذكرى ميلاد الملك الحسين بن طلال … ذاكرة وطن لا تنطفئ
بقلم: الدكتور عامر
العودات رئيس بلدية السرو
الأسبق
في مثل هذه الأيام،
تستيقظ الذاكرة الوطنية على عبق رجل لم يغادر الأردن لحظة، رغم مرور السنين… رجل ما
زال يحرس السماء من عليائه، ويقيم في قلوبنا كما يقيم النبض في الشرايين إنها ذكرى
ميلاد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه القائد الذي ملأ الدنيا
حضورا وغمر وطنه بحنان الأب، وحكمة القائد، وشجاعة الفارس.
نتذكر اليوم مسيرة
الحسين بكل ما حملته من ثبات وإلهام، كان الراحل الكبير مدرسة في القيادة ومدرسة توازن
بين الحزم والرحمة، بين الجرأة السياسية والتواضع الإنساني، وقد خاض الحسين أصعب المراحل
وحمل هم الأمة، وصان كرامة الأردنيين، وبنى دولة راسخة المؤسسات وسط عالم متغير. أحب
شعبه وأحبوه، وكان بحق الأب والقائد والرمز.
كان قريبا من الناس،
ابتسامته كانت جواز مرور إلى القلوب، وصوته كان نبرة أمان في زمن مضطرب، وهكذا بقي
الحسين مدرسة في الوطنية، وراية مرفوعة لا تنحني.
وعندما نذكر الحسين،
لا بد أن نذكر وارث النهج وحامل الراية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه
الله الذي ترسخت في شخصيته ملامح والده: الحكمة، الصبر، القوة، التواضع، والقرب من
الناس.
لقد أخذ جلالته الأردن
إلى آفاق جديدة من البناء والتطوير، صامدا في وجه المتغيرات، حاملا إرث الحسين بقلب
يعرف معنى الأمانة، وعقل يدرك حجم المسؤولية، ووجدان لا يساوم على مصلحة الوطن.
اليوم نرى الأردن
نموذجا في الثبات، بفضل قيادة ملك آمن بأن خدمة الناس هي جوهر الحكم، وأن الوطن يستحقّ
أن يصنع له مستقبل يليق بتضحيات أهله.
إن الأردنيين وهم
يحتفون بذكرى ميلاد الحسين، يجددون ولاءهم للعرش الهاشمي، واعتزازهم بقيادتهم التي
صانت الوطن وقدمته على كل شيء.
وفي لواء بني كنانة
على وجه الخصوص، حيث الأصالة والوفاء، يترسخ هذا الولاء في البيوت والدواوين، وفي وجدان
الناس الذين حملوا الهاشميين في قلوبهم جيلا بعد جيل. لقد كان بني كنانة وما يزال مثالا في الالتفاف
حول قيادتهم الهاشمية، ينحازون للوطن ولثوابته، ويقفون صفا واحدا مع الملك ، إيمانا
منهم بأن الأردن يستمد قوته من هذا الرابط المتين بين الشعب وقيادته.
ذكرى ميلاد الحسين
مساحة نتوقف فيها لنقول إن الرجال الكبار لا يرحلون، وإن الأوطان التي بنيت على الإيمان
والعدل والرجولة لا تنكسر، وسيبقى الحسين في الذاكرة رمزا وفي القلب نبضا، وستبقى رايته
مرفوعة بيد الملك جلالة عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ، وسيبقى الأردنيون وفي مقدمتهم أبناء بني كنانة على العهد والوفاء،
متمسكين بثوابتهم، ثابتين خلف قيادتهم، كما أراد الحسين لوطنه أن يكون: صلبا، عزيزا،
لا ينحني.