أسطورة من أبناء العشائر… قامة وطنية فريدة لن يعيدها التاريخ
رمز وطني عشائري… سطّر حضوراً لن يعرف التاريخ له مثيلاً
قامة من شيوخ العشائر… بصمة وطنية خالدة لن تتكرّر
بقلم : بشر الجبور
بقلوب يعتصرها الحزن، ودّع الأردنيون، والوطن بكل مكوّناته، وقبيلة بني صخر الكريمة، أحد رجالات الدولة الكبار، وأحد أعلام القبيلة والوطن، معالي الوزير الأسبق والنائب الأسبق والعين الشيخ جمال حديثة الخريشا (أبو حديثة)، الذي ارتحل عن الدنيا بعد مسيرة حافلة بالعطاء والولاء والانتماء.
وقد شيّع جثمان الراحل الطاهر آلاف الأردنيين الذين توافدوا من مختلف محافظات المملكة، تقدّمهم رئيس الديوان الملكي الهاشمي ممثّلًا لجلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، إلى جانب عدد كبير من أصحاب الدولة والمعالي والسعادة، وشيوخ ووجهاء العشائر الأردنية، ورجال القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وفعاليات وطنية واجتماعية من المخيمات والقرى والبوادي.
وشكّل رحيل معالي أبو حديثة صدمة وحزنًا عميقًا لدى كل من عرفه أو سمع بسيرته، نظرًا لما تركه من أثر طيب وأعمال خيّرة ومواقف وطنية مشهودة. فقد أمضى سنوات عمره في خدمة الوطن والقيادة الهاشمية، وفي نصرة المظلومين ومساعدة المحتاجين، وكان صوتًا صادقًا لأبناء منطقته ووطنه تحت قبة البرلمان وفي مواقع المسؤولية كافة.
تميّز الراحل بصفاته النبيلة، ورجاحة عقله، وكرم أخلاقه، وحضوره الوازن بين أبناء عشيرته ومجتمعه، حتى أصبح نموذجًا للرجل الذي يجتمع عليه الناس، ويُشهد له بالمروءة والشهامة والنزاهة.
لقد فقد الأردن برحيله أحد رجالاته الأفذاذ الذين خدموا بشرف وإخلاص، وتركوا إرثًا وطنيًا لا يُنسى، وسيرةً سيظل الأردنيون يذكرونها بكل فخر واعتزاز.
رحم الله معالي الشيخ جمال حديثة الخريشا، وأسكنه فسيح جناته، وجزى جهده وعطاءه خير الجزاء.
سلامٌ على روحك الطاهرة أبا حديثة وعزاءٌ صادقٌ لأهلك وذويك ومحبيك، ولقبيلة بني صخر، ولجميع أبناء الوطن..