انتشرت خلال الأسابيع الماضية على منصّات التواصل الاجتماعي سلسلة من المقاطع المصوّرة التي تروّج لإمكانية تحويل نفايات البلاستيك إلى بنزين منزلي باستخدام فرن بسيط وطاقة شمسية، وهي فيديوهات نشرها رجل الأعمال وصانع المحتوى الأمريكي جوليان براون، وقد أثارت هذه المقاطع جدلا واسعا بعدما ادّعى فيها أن العملية التي يعرضها يمكن لأي شخص تنفيذها في المنزل لإنتاج وقود بتكلفة منخفضة.
ويُظهر براون في مقاطعه مراحل العملية التي تبدأ بتقطيع البلاستيك إلى قطع صغيرة ثم وضعها داخل وعاء معدني محكم يُسخَّن بدرجات حرارة مرتفعة عبر عملية التحلل الحراري، حيث يتفكك البلاستيك ويطلق أبخرة تتكثف لاحقا لتتحول إلى سائل بني اللون، وفقا لـ unionrayo.
وبعد ذلك، يُمرَّر هذا السائل عبر جهاز تقطير تقليدي لتنقيته وتحويله إلى مادة يزعم أنها قابلة للاستخدام كوقود للمحركات.
ويؤكد صانع المحتوى أن النظام بالكامل يعمل بالطاقة الشمسية، في محاولة لإظهار العملية بصفتها خيارا اقتصاديا وصديقا للبيئة.
ورغم الشعبية الكبيرة لهذه المقاطع، حذّر متخصصون في الكيمياء والبيئة من خطورة هذه الادعاءات، مؤكدين أن العملية، وإن كانت قائمة على أساس علمي في مختبرات وشركات بتروكيماوية متخصصة، لا يمكن تنفيذها في المنازل دون مخاطر جسيمة.
ويوضح الخبراء أن تفكيك البلاستيك عبر التحلل الحراري يتطلب درجات حرارة قد تتجاوز 200 درجة مئوية، ما يعني استهلاكا كبيرا للطاقة واحتمال حدوث خلل أو ارتفاع مفاجئ في الضغط قد يؤدي إلى انفجارات أو حرائق.
كما يشير مختصون في مجال المحركات إلى أن السائل الناتج عن هذه العملية المنزلية لا يمكن اعتباره وقودا بمعايير يمكن الاعتماد عليها، إذ قد تختلف جودته من دفعة لأخرى بشكل كبير، وقد يحمل شوائب أو مكوّنات غير مستقرة يمكن أن تتسبّب في تلف المحركات أو إطلاق انبعاثات سامة.
وتحذّر الهيئات العلمية من أن تقليد هذه التجارب قد يعرّض المستخدمين لمخاطر مميتة، خاصة مع استخدام معدات غير مخصّصة للتعامل مع الأبخرة القابلة للاشتعال أو الظروف الحرارية الشديدة.
كما تؤكد أن تحويل البلاستيك إلى وقود، على الرغم من أنه مجال بحث حقيقي، يتطلّب تجهيزات صناعية معقّدة وأنظمة أمان عالية، ولا يمكن اختزاله في خطوات بسيطة تُعرض في مقطع قصير بغرض الانتشار.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه الحاجة إلى حلول طاقة بديلة ومستدامة، يدعو الخبراء الجمهور إلى توخّي الحذر وعدم الانسياق وراء "الابتكارات الرائجة" التي قد تبدو جذابة لكنها تفتقر إلى الأسس العلمية السليمة، وقد تضع الأرواح والممتلكات في خطر حقيقي.